اقتباس: العلماني كتب/كتبت
هناك شيء آخر يدفعني للتصديق، هو إحساسي الشخصي. فكثيراً ما ألتقي بأشخاص أحبهم أو لا أحبهم لوجه الله. وكثيراً ما أمر في مناطق معينة أحسب نفسي قد مررت بها سابقاً. وكثيراً ما يجرفني الحنين لعصر معين أكتشف بعد القراءة عنه بأنه كان لدي فكرة صحيحة عن المكان والزمان قبل أن أقرأ.
طبعاً، لا أملك أي دليل "مادي" على جميع هذا، وأعلم بأنه من الممكن تفنيد الكثير من هذه "الأحاسيس والمشاعر" وإعطائها تفسيراً آخر. ومع هذا أجد نفسي ميالاً إلى "التقمص وتناسخ الأرواح" والدورات المتعاقبة للروح على الأرض حتى تصفى وتتصفى.
طبعاً، هناك مدارس صوفية ووجدانية ودينية كثيرة تهتم بهذه الأمور، وهناك مدرسة "فلسفية" أيضاً أولتها عنايتها (الأفلاطونية الجديدة).
أخيراً، شهادتي لن تنفع صاحبنا "ثاندر" لأنني لست ملحداً. :)
واسلموا لي
العلماني
عميدنا الغالي؛
في حقيقة الأمر فلقد كان دوماً عقلي ووعيي علمي لا يقبل بتصديق أي شيء لم تجرِ عليه بحوث، ولم أصدق يوماً لا الأبراج، ولا الباراسايكولوجي ولا تجارب الأرواح ولا أي شيء ما فوق مادي، مع كون قلبي بنفس الوقت رومانسي، رغم أني أيضاً أحب دوماً إيجاد التفسير للحب، لحب الأطفال للأخلاق. أعتقد لا تناقض بين الأمرين.
وطبعاً أحترم أي إيمان كان، بالتقمص، بالله، أو بأي شيء آخر. ولكني أعتقد أننا ملزمون بإعمال العقل، فلقد أحسسنا كلنا بإحساس كهذا الـ "deja vue" أو الشيء الذي يتكرر معنا. وغيره من أحاسيس أو تجارب قد نراها غريبة.
ولكن قد نجد بالبحث تفسير ذلك، أو بداية تفسير له علمياً فالمخ علبة معقدة بل غاية في التعقيد ونحن نعرف عنه بشكل شخصي فقط السطح والغلاف الواعي، فاللاوعي شديد التعقيد، هذا ومخنا لا يشتغل إلا بين 3-6 بالمائة من نيروناته فكيف لو اشتغلت كلها. هناك مناطق لا نعرف الكثير عنها علمياً، ولكن ربما نعرف مستقبلاً.
هناك أيضاً أمور يمكن فهمها منطقياً.
مثلاً كلنا يمر بتجربة من نوع: فكرت بشخص بلحظة ما فاتصل بي، أو وجدته أمامي ومنه المثال الشهير : "اذكور الذيب وهيي القضيب". ونعتقد بأن الأمر غريب جداً أو سحري.
ولكننا نعرف اليوم بأنه إحصائياً فإن العكس سيكون أشد غرابة، فإننا نفكر بعشرات أو مئات الأشخاص باليوم، ونتعرف على ما معدله ألف شخص بحياتنا على أقل تقدير، ونعيش طويلاً، ونلتقي يومياً تقريباً بأشخاص. فلو لم تحدث هذه المصادفة مرة أو عدة مرات، فإن هذا سيخالف حسابات الاحتمالات. أي أنه بالعكس حسب علوم الرياضيات فإن الأغرب سيكون عدم حدوث هذه الصدفة.
كذلك أن نلتقي بشخص يعرف شخصاً آخر بينما لم نكن نعرف هذا الشخص من قبل (من قبيل الالتقاء بهذا الشخص في طائرة أو قطار) أيضاً احتمالها لنفس الأسباب كبير جداً، وسيكون من الغريب ألا يحدث أن نلتقي بشخص يعرف شخصاً نعرفه نحن أيضاً، وهنا ينتفي الجزء الغريب من عبارة (يا الله شو العالم صغير).
أعتقد أنه لكل شيء تفسير علمي، أحياناً تكون الظاهرة التي يتخيلها شخص مجرد خيال ناتج عن خلل آني أو طويل الأمد في التصور الذهني (هذا يحدث لدينا جميعاً أيضاً، مثلاً في حالات الخوف الشديد نتصور أمور ونتخيل أشياء غير صحيحة، إنه المخ الذي يلعب بنا لعباً). أو من خلال كشف طبيعية هذه الظاهرة وماديتها الخالصة.
(f)