أستاذي رحمة العاملي:

لم أتوقع بصراحة مجيئك لموضوع كهذا بل لم أتوقع أن يحضره أحد و لكن ها أنا أحصل على هدية كبيرة و هي حضورك و صبرك و شرحك المفصل.. لا أعرف كيف أقول لك هذا.. لكن شيء بداخلي فعلا يجذبني للإستماع المنصت و المقدّر لك بكل احترام.. و تقدير طبعا.

هل تعتقد أن المنهج التفكيكي يهدم العناصر في النص بما أنه " يقوض ويبعثر النص ثم يعيد تشكيله من جديد "؟ لاحظت أنه يستخدم من قبل مفكري مرحلة ما بعد الحداثة لعرض النص في ثوب جديد و كأنه إفراز القرن الواحد و العشرين. ما هو تقييمك الشخصي للنصوص المؤّولة في مرحلة "ما بعد البناء"؟ و هل يا أستاذنا الفاضل يصلح تطبيق منهج غربي كهذا مع نص من إفراز الواقع الشرقي ذي معالم سامية؟ كنت أريد أن نقوم بعمل مقارنة ما بين المنهج التفكيكي للنصوص المسيحية و مدى نجاح ذلك و نقابل هذا في تطبيقه على النصوص الإسلامية.. سأعطيك مثال من خلال دراستي اللاهوتية، يقوم البعض بتطبيق المدارس الهيغلية و الكانطية على نصوص العهد الجديد. لكن العهد الجديد إفراز لفكر شرقي سامي بسيط و لا يحتمل تأويلات هيغلية تعمد على التفكير الخطي في حين التفكير السامي دائري. هل تعتبر هؤلاء الباحثين العرب المستخدمين للمنهج التفكيكي في النصوص الإسلامي حملان في ثوب ذئاب أو مراوغين ماكرين؟ هل لهم نوايا لتقويض التراث أم أن نيتهم صالحة و تريد الخير لهذا التراث فيكون مخاطبا للناس و مترجما لهم و هو يكتسب صبغة عالمية من خلال هذه الفلسفات المعقدة؟

و أعجبتني مقولة علي بن ابي طالب عن التوغل في الدين برفق. شكرا جزيلا على صبرك و مشاركتك في الموضوع. ليتك تكتب بتفصيل دون ملل و ما تكتبه سأقرأه مرات و مرات. ألف شكر.