الاخ العزيز ابراهيم
اشكر لك ثقتك ، بل انا يشرفني المشاركة في مواضيعك الفكرية

قد يبدو للوهلة الاولى ان الاسلام يحرم تفكيك النص واعادة بناءه قياسا على حرمة المس بالثوابت المقدسة غافلين ان النص يبقى نصا ثابتا يحصن نفسه بنفسه
انما الذي يتغير هو شكل التصورات فقط

(( وامخض الرأي مخض السقاء)) الإمام علي(ع)

وبما ان كلمات الامام علي (ع) تثير اهتمامك فان القول الاخير له عليه السلام يدعو صراحة الى عدم اعتبار أي تصور اطار نهائي وناجز وعدم الركون بلا سؤال او نقاش الى تصورات السلف وارائهم
لان مناهج (مخضهم) المعرفي كانت نمطية بالمقارنة مع ما هو حاصل من تحولات وانقلابات منهجية وقدرتها على ابراز العيوب الطبيعية في التصورات والاراء اذا وجدت
قد يبدو كلامي للوهلة الاولى ايضا مدحا للمنهج التفكيكي

صحيح اذا كان التفكيك نتيجة لتجديد المنهج داخل الفكر نفسه وليس صحيحا اذا كان غريبا عن ارضية الفكر وليس بالضرورة غربيا
اذ لا يمكنك ان تثبت مرجعية شرقية لتاريخ الغرب الفكري
بالمقابل لا يمكن تثبيت مرجعية غربية لتاريخ الشرق وفكره

واحد اهم المشاكل مفكري مرحلة ما بعد الحداثة العرب
ان جلهم يمارس التفكيك على النص الديني بطريقة دوغمائية
وبالتالي لا يعود التفكيك منهجا نقديا يعيد البناء بل سلاحا يضرب النص على سندان التصورات السلفية السابقة
فيشوه النص ويبقى التصورات السلفية على حالها

قسم ثان من المفكرين فقد الثقة ببعض الموروث لانه اكتشف زيف بعض التصورات التي كانت تقدم كأطر ناجزة وجازمة لا مجال للشك فيها فرفض كل الموروث كردة فعل صدته عن البحث فيما تبقى وشككته فيه

قسم ثالث سقط في فخ الاجتزاء والاسقاط ثم حدد مسار بحثه سلفا بروحية (العلمانية السلفية) وتصفية حساب مع التراث ويمكنك ان تتلمس ذلك بوضوح من عناوين بعض الدراسات لاركون والجابري والقمني ومراد وهبي على سبيل المثال

قسم رابع جدير بالاحترام كمالك بن نبي لانه مارس التفكيك واعاد البناء على نفس الارضية التي نبت منها النص

يتبع انشاء الله
لاني مشتت الفكر الان وعائد من العمل مباشرة