{myadvertisements[zone_1]}
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
الختيار غير متصل
من أحافير المنتدى
*****

المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
مشاركة: #98
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
الأنبيــــــــــا لماذا ؟



في أغلب الديانات التي تصادفها في حياتك ، تجد وسيط بين الخالق الماورائي و بين البشر ، و كثيراً ما تجد هذا الوسيط مُحاطاً بالكثير من التعظيم ، بل و تجري معه أمور خارقة كأن يعرج في السماوات أو يمشي على الماء أو يفلق البحر إلخ ...

و لو أخذتَ تناقش مسألة هذا الدين و هذا الوسيط بين الله و الإنسان ، تجدهم يحولون الحديث إلى مسألة وجود الله أم عدم وجوده ، معتقدين أن المسألة أحد احتمالين :
إما أن الله موجود و بالتالي يجب الإيمان بأحد الأديان المعروضة في الفترينة الدينية
و إما أن الله غير موجود فيشمر الديني عن ذراعيه ليغرقك في بحر من الأسئلة تطالبك بتفسير الوجود ، بل و يدخل معك في تفاصيل النظريات الحديثة ليُثبت لك خطأها ، و كأن ما يؤمن به من حكايات خرافية هي المقنعة أو العلمية كجبلة آدم الطينية و هبوطه من الجنة .

على كل حال

إن كان هناك إله تسبب في خلق المادة بشكلها الأولي ، فلماذا يبعث رسلاً للناس ؟؟؟

قرأت لأحدهم أن سبب إرسال الأنبياء هو أن كل صانع آلة يبعث معها كتالوغ ، لذلك فإن الله عندما خلق الحياة و البشر بعث إليهم بكتالوغ هو الأنبياء ، موسى عند اليهود و المسيح عند المسيحيين و محمد عند المسلمين .هذه الفكرة قرأتها لأحد المحاورين في منتدى التوحيد لموضوع طرحه الزميل (القلم الحر) عن نبوة محمد .

و لكن لماذا يكون الكتالوغ عبارة عن شخص يتكلم بما يفترق الناس عليه و لا يجتمع ؟؟؟؟؟

أنا أقول أن الكتالوغ الذي بعثه الخالق (إن كان هناك خالق و شاء أن يبعث كتالوغ) هو القانون السببي الذي ضمنه المادة ، بمعنى أن الكتالوغ موجود أمامنا و هو قوانين المادة ، و اللغة التي نقرأ فيها هذا الكتالوغ هي العلم بقديم اكتشافاته و حديثها .

و عندما يثبت العلم فكرة ، و يدرجها ضمن نظرياته ، تصبح حقيقة ليس لها علاقة بالرغبات الشخصية و الانفعالات العاطفية للناس ، فالدورة الدموية التي قال بها ابن النفيس و أكملها هارفي هي هي سواء درسها عالم مسلم أم مسيحي أم يهودي أم هندوسي أم جيني أم لاديني أم غيره ، لغة العلم لا يمكن الاختلاف عليها حين تصل إلى مستوى القانون أو النظرية ، نعم يختلف العلماء إذا كانت المسألة ضمن الفرضية hypothesis و التي تفسر ظاهرة ما لكنها لا تستطيع البرهنة عليها بالتجربة ، فتبقى فرضية إلى أن يثبتها المعمل مثلما أن النظرية تبقى نظرية إلى أن يثبت خطأها و لو في حالة واحدة .

أما ما يقوله مدعو النبوات فهو مزيج عجيب من الأخلاق و الغيبيات و التشريعات و العلوم و المصائر و غيرها و غيرها مما يستحيل اتفاق الناس عليها ، لذلك تجد هذا الصراع الدائر بين كل طائفة و أخرى لإثبات أن نبيهم هو النبي الصادق المبعوث من الله للناس فهو الأجدر بالاتباع .


لماذا يرسل الله الرسل ؟؟؟؟؟

ليخبرونا بصفاته ؟؟؟؟

و لكن لماذا يخبرونا بصفاته ، ما الذي يجعله مهتم كل هذا الاهتمام الذي كلف البشرية آلاف مؤلفة من الأرواح كي نعرف صفاته ؟؟؟؟

لماذا لا يكون إلهاً غائباً عنا لا يهمه أبداً أن نعرف حقيقته ، و لا يقوم بتغشيشنا طبيعة هذا الوجود ، بل يضع الإجابة داخل عناصرها بل داخل جزيئاتها و ذراتها .

بعضهم يجيبك أن الرسل يرسلهم الله ليرشدوا الناس إلى الخير لا إلى الشر .

كم من طائفة مؤمنة قتلت آخرى باسم الدين و دعوتهم إلى الخير أو صدهم عن الشر ؟؟؟؟؟

قد يدعي البعض أن هذا من الفهم الخاطيء للرسالة المتسامحة الصافية البيضاء ، و لكني أقول له لماذا من الأصل يرجح الإله قيمة على أخرى ، لماذا يعتبر هذه فضيلة و تلك رذيلة ، هذا ليس من شأن الإله ، بل من شأن ثقافة الإنسان .

فكما قلت في أماكن متفرقة ، أن الإله وضع قانوناً في المادة الأولى أخذت تمضي في تسلسل من السبب و النتيجة أوصلت أحدهم ليكون نبي المسيحية و آخر نبي الإسلام ، و أوصلت أحدهم ليؤمن بأن الخمر هو دم المسيح و قليل منه ينعش الفؤاد و آخر يراه رجس من عمل الشيطان ، فلو أن الأول لم يولد في بيئة مسيحية لما اعتقد أن الخمر دمَ المسيح ، و لولا أن الآخر نشأ مسلماً لما آمن بأن الخمر رجس من عمل الشيطان فيجتنبه ، و حتى لو كان مسيحياً فأسلم أو العكس ، فتغيرت فكرته من أن الخمر دم إلهه إلى أنه رجس و نجس أو العكس ، فيكون ذلك التحول الديني نتيجة لسبب واحد على الأقل أو أسباب جعلت منه مسلماً ، و العكس كذلك صحيح .

لا يوجد شيء اليوم يتنفس أو موجود إلا و هو نتيجة لسلسلة طويلة من الأسباب السابقة عليه ، و أن يكون أحدهم راهباً و الآخر مجرماً فكلاهما جاء منسجماً مع قانون السببية ، فهذا راهب لأنه مر بتجربة حياتية جعلت منه راهباً ، و ذاك مجرماً لأنه مر بتجربة حياتية جعلت منه مجرماً ، فلماذا يقف الله مع الراهب ضد المجرم و كلاهما منسجم مع قانون السببية الذي وضعه في المادة ؟؟؟؟؟؟؟

ليس له (الله) أن يفاضل بين نتيجة و أخرى ، أي بين سلوك و آخر ، لأن جميع النتائج خاضعة لسلسلة من الأسباب ، و بما أن الإنسان حبيس هذه السببية ، فليس على الله أن يحاسبه ، لأن الأحق بالحساب من يخرج على هذه السببية ، و هو غير موجود ضمن هذه المنظومة السببية .

قد يظن البعض أن ما أقوله له علاقة بالتسيير و التخيير ، و أنا أقول له ، أننا نختار كل ما نقرر عمله ، لكننا مأسورين بقانون المادة ، بمعنى أننا لا نستطيع التنفس تحت الماء ، إلا إذا استعنّا بإسطوانة أوكسجين ، مما يعني أننا انسجمنا بطريقة أخرى مع قانون المادة ، لا نستطيع الطيران ، فنخترع الطائرة ، و نبقى نحن و الطائرة أسرى قانون المادة ، إلخ .....


سيقول أحدهم :
و لكن كيف تجعل الفاجر يساوي البر في نظر الله !!
و كيف تجعل الظالم يساوي المظلوم !!!

أقول له ، أن البر و الفاجر يجب أن يتساويا عند الله لأنهما نتيجة لقوانين المادة .

و إن كانت المسألة مؤرقة بالنسبة لك كثيراً ، فإليك بقانون يتفق عليه الناس من أجل معاقبة من يقلق راحتهم و يشذ عنهم ، و هو ما يسمى (القانون الوضعي) .

فمن يخالف هذا القانون يتم معاقبته ، ليس لأنه أزعج الله في عليائه ، أبداً ، بل لأنه أزعج تناغم الأكثرية .


ذات يوم قبل ألفين و أربعمائة عام تقريباً ، رأت الجماعة الموجودة في أثينا أن سقراط يستحق الموت بسبب آرائه ، و بعد ذلك بأحقاب تجد تماثيله تملأ الحواضر العلمية و تملأ عقول المفكرين .

سقراط أُعدِم ليس لأن الله أراد ذلك ، بل لأنه خالف التيار السائد في زمنه .

ذات يوم آخر قامت جماعة بقطع الطريق على بعض القوافل ، فقرر الناس المتضررين أن يقتلوهم إن ظفروا بهم ، بينما قررت الجماعة أن تقتل من يرتد من أفرادها و يعود ليعيش بين الناس .

إذاً فالقانون الذي تتفق عليه الجماعة هو الذي يقول هذا صواب و هذا خطأ .

فما اعتبرته قريش محاولة لنهب أموال قوافلها ، اعتبره المسلمون محاولة لاسترداد ما أخذته قريش منهم حين هاجروا . و من اعتبرته قريش صابئاً حين أسلم اعتبره المسلمون نجا من الكفر و الظلام إلى الإيمان و النور . و من يرتد من المسلمين يستحق القتل ، بينما عند الكفار قد عاد إلى رشده و يستحق التهنئة .

بمعنى أن ما اعتُبر هنا فضيلة اعتُبر في الجهة المقابلة رذيلة .

باختصار ، إن ما تتفق عليه جماعة من الناس يسمى قانوناً يترتب على من يخالفه إجراءاً معينا تتفق عليه الجماعة أيضاً ، و قد تتفق عدة جماعات مع بعضها حول عدة قوانين (كلما ازدادت عوامل الإحتكاك و تبادل الثقافات) فيتحول القانون من قانون محلي يتعلق بجماعة إلى قانون أكبر تعتمده أكثر من ثقافة و بالتالي يتحول إلى قانون عالمي تتفق عليه أغلب الثقافات و يدخل ضمن مسمى الأخلاق .

فالكذب عند أغلب الشعوب من الرذائل بينما الصدق من الفضائل .

لكن قد نجد كذباً مباحاً كالكذب على العدو لتضليله .

و الصدق قد يكون رذيلة حين أجيب بكل صدق عن جميع المواقع العسكرية في جيشي حين أقع في الأسر .

لذلك فالمسألة ليست مسألة صدق و نقطة أو كذب و نقطة ، بل الصدق ضمن أي سياق و الكذب ضمن أي سياق ؟ و السياق يكون حتماً ما تتفق عليه الجماعة ، و يصبح ما يسميه الفيلسوف التنويري جان جاك روسو بالعقد الاجتماعي .

كذلك بالنسبة للقتل ، فالقتل يبدو للبعض أنه رذيلة (قيمة سلبية) ، لكنه في الواقع يحمل وجوهاً عديدة ، فقتل الأبرياء يُعتبَر رذيلة ، بينما قتل الأعداء يُعتبَر بطولة ، كذلك قتل المجرمين ، و هناك ما يسمى بالقتل الرحيم ، إلخ من أنواع القتل .


بالعودة إلى موضوعنا أقول أن السلوك الذي يصنّف على أنه إيجابي يُحمَد عليه فاعله أو سلبي يُعاقب عليه فاعله ليس له علاقة بالله و لا ينبغي أن يتدخل فيه الله ، بل هو خاضع لما تتفق عليه الجماعة التي يقع هذا الفرد تحت سلطتها .


في الحروب الطاحنة بين المسلمين و المسيحيين سواء في الأندلس أم في بلاد الشام أم في غيرها ، كلا الطرفين يرى في الآخر عدوّه و عدو الله ، كلا الطرفين جيّر الله لنفسه و جعل عدوّه عدواً لله ،بينما كلا الطرفين أصبح على ما هو عليه نتيجة لسلسلة عميقة و معقدة جداً من السبب و النتيجة وضع الله أساسها في المادة ، فلماذا يقف الله مع هذا ضد ذاك ، أو مع ذاك ضد هذا !!!!


الأخلاق ليس لها علاقة بالأديان ، فالبوذية و الكونفوشية تكاد تجد فيهما كل ما يتعلق بالأخلاق ، لكن أحدهما لم يدعِ النبوة ، و لم يتوعد من لم يؤمن بكلامه بالعذاب الشديد ، بل إن بوذا انتقد من يبشر بأفكاره لذاتها ، فاعتبر أفكاره وسيلة لا غاية ، وسيلة لتعليم الأخلاق لا غاية و ديانة للإيمان بها ، و قد شبه ذلك بقصة طريفة يمكن اختصارها على النحو التالي :
كان أحد الأشخاص يقف على جزيرة ، و الشاطئ عن يمينه مضطرب أشد الاضطراب ، بينما عن شماله هاديء بلا موج ، و احتار كيف ينتقل من جزيرته إلى الساحل الهاديء ، ففكر و صنع قارباً ، و اجتاز به الماء إلى الساحل الهاديء ، و عندما وصل قال في نفسه : هذا القارب ساعدني على النجاة إلى الشاطيء الهاديء ، لذلك يجب أن أكرمه و أحمله معي أينما ذهبت ، و بعد ذلك يحمله معه ليصبح عبئاً ثقيلاً على كتفيه ، لكن إن كان تركه على الشاطيء ، فربما استخدمه أحد الناس فيما وُجد أصلاً لاستخدامه . (أنظر كتاب : بوذا تأليف والبولا راهولا ص 23 بتصرف) .

فهؤلاء تكلموا بمكارم الأخلاق فنبذوا الكذب و النميمة و البغضاء و شرب المسكرات و اللهجة القاسية أثناء الحوار و الثرثرة التي لا نفع بها و احترام الوالدين و الزوجة و الأبناء و غير ذلك كثير جداً حتى ليخال لك أن البوذية و الكونفوشية لم تترك لمن جاؤوا بعدهما الحديث بشيء في الأخلاق لم تذكراه .

و لكنهم لم يكونوا أنبياء ، بل و لم يتطرقوا إلى الدخول في متاهات الغيبيات و وجود الله من عدمه ، هم توصلوا إلى الأخلاق بما استوعبوه من القيم الحميدة في عصرهم ، و هم لم يخترعوا تلك القيم من العدم ، بل استنبطوها من نماذج الحياة التي عايشوها أو وصلتهم ممن عايشها في الماضي سواء عن طريق الرواية الشفهية أم المكتوبة ، فهم حلقة ضمن سلسلة السببية الأخلاقية ، فلماذا يأتي الله ليكسر هذه السلسلة بأن يجعل الأخلاق سراً ينجلي على لسان أحد الأنبياء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




باختصار

لماذا يرفع أحدهم عقيرته صارخاً في وجه البشرية جمعاء :

أنا هو كلمة الله و أنا هو صوته و من يتبعني فهو في عيشة راضية و من ينكرني فلن يدخل الملكوت يوم القيامة ؟؟؟؟؟؟

تحياتي


12-18-2004, 03:10 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - بواسطة الختيار - 12-18-2004, 03:10 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خواطر حول اللحية فارس اللواء 0 389 03-21-2014, 05:20 PM
آخر رد: فارس اللواء
  لكل من يقول : تركت الإسلام .أنت لم تعرف الإسلام حتى تتركه . جمال الحر 9 3,841 06-20-2012, 02:35 AM
آخر رد: حر للابد 2011
  خواطر حول هاجس المد الشيعي فارس اللواء 17 4,445 03-16-2012, 03:19 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  خواطر حول قصة يونس عليه السلام مع الحوت . جمال الحر 24 7,982 12-15-2011, 03:11 AM
آخر رد: ahmed ibrahim
  سورة الأعراف ـ عجائب إحصائية وبيانية متنوعة ؛ إســـلام 3 2,365 09-24-2010, 02:46 AM
آخر رد: أبو فتوح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS