اعتقد أن التعميم خطأ علمي فادح .. لا نستطيع أن نقول بأن المسلمين أرهابيون أو لا يحبون.. لأن الإرهاب مسألة سياسية، والحب أمر يتعلق بالبنى الثقافية والاجتماعية والسلوكية للفرد.. وإذا افترضنا أن الاسلام هو وراء كل ماننتجه فتلك مصيبة كبيرة لأننا ونحن بنقدنا للاسلام ننصبه مصدراً لكل شي كما يفعل فقهاء التشريع والمتأسلمون..

لكن يحق للزميل حسام أن يفضفض وفي هذه الفضفضة لن افترض العلمية فيما كتب (f)

فيما يخص الهوية.. فالهوية متعددة.. ومركبة.. هوياتنا الجسدية.. والثقافية .. والفردية.. وهناك صراع بين كل تلك الهويات وأيضاً تداخل.. قد تفرض علينا الهوية الثقافية الجمعية أن نحب محمد أو نميل للعنف .. ولكن قد ترفض هوياتنا الفردية كل ذلك ولا تفرضه .. وهذا برأيي هو جوهر الليبرالية..

لكني سأعود إلى نقطتي الاولى بأن الاسلام ليس هو المذنب في توليد ثقافة العنف والإرهاب.. أعتقد أن الاسلام هو جنين في حضن بيئة عربية ثفافتها ذكورية، عنيفة، تقدس القادة، متقوقعه على كياناتها المنفصلة، وغير متسامحه تجاه حضارات، وحتى دمائهم ويظهر ذلك في عدم الاختلاط لحفظ النسب أو الإرث في الأرض.. ومنذ بدأ الاسلام كان منبعه عربي بدوي ذكوري.. وعند انتشاره التحم بحضارات وشعوب وثقافات وبيئات أنتن من مصدره وناسه الأصليين.. كما أن حقبته الزمنية - من سوء حظه- كانت في زمن لا يقتات إلا على الدماء والحروب من كل الجهات: آسيا وأوربا.. وجميعنا يعرف ذلك..

تاريخ المنطقة السياسي والذي يشكل الاسلام جزء من بنيتها لم يعطي لنا الفرصة للتطور الفكري والانعتاق من هيمنة التقوقع ونبذ الآخر بل اعتبر الآخر عدو..
كانت هناك نعرات وتيارات قومية وعرقية داخل الدولة الاسلامية وبعدها.. وكان هناك احتلال.. والاحتلال سيادي عنيف وتعبير إرهابي للعب السياسة.. ومن المؤسف، أن هذه النعرات سادت واصبحت مدارس سياسية تشكل كل البنى للمجتمعات والشعوب العربية ودولهم إلى اليوم..

أظن أن الشعوب التي بنيتها عنيفة ومنغلقة هي من خلقت اسلاميين عنيفين سواء كانوا عربا أو غيرهم..

(f)