بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله و مصطفاه.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ،

الأخ الفاضل / عمر ،
بدون أى انفعال ، لقد جئتنا بكلام ليس بكلام أهل السنة و الجماعة و لا دليل عليه من كتاب ولا سنة ، بل إنك ضربت عرض الحائط بنص قرآنى صريح يقول فيه جل و علا " و ما ينطق عن الهوى " ، و هذا يشمل كل ما خرج من فمه صلى الله عليه وسلم.
و كل الآيات التى ذكرتها و ذكرت لك و التى هى كلها فى باب " و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول" دليل قطعى على أنّا المسلمين ملزمين بكلام النبى صلى الله عليه وسلم سواء فيما بلغه من قرآن أو نقل عنه من سنة.
أما تأويلاتك التى أتيت بها و التى أدعيت فيها أن كل آية مبتورة من سياقها ، فتأويل فاسد معلوم فساده ، ذلك أنه مقرر فى علم الأصول كما هو لا يخفى على أدنى طالب علم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فلا فرق أن كان سبب النزول هو الفىء أم غيره ، المهم أن الله أمر بطاعته على الإطلاق و النص ليس فيه تقييد لها ، سواء هذا النص أو غيره ، و الله أعلم.
بل إن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، قد قال فيما صح عنه " تركت فيكم ما إن تمسكتم به ، لن تضلوا بعدى أبدا ، كتاب الله و سنتى " و هذا دليل قطعى الثبوت و الدلالة بجوب اتباع سنة النبى صلى الله عليه و سلم و أنها من عند الله سبحانه و تعالى وحيًا و من عند رسوله معنى . و لعلى ألفت انتباهك إلى قوله صلى الله عليه وسلم " إن تمسكتم به " هكذا ، "به " و لم يقل "بهما " ، و اجتهاد منى ، ففيه لفت انتباه أن اتباع السنة و وجوب العمل بها لا يقل رتبة ولا درجة عن وجوب العمل بالكتاب ، بدليل إفراد الضمير و عدم تثنيته .
و أيضا ، فقد قال صلى الله عليه وسلم " عليكم بكتاب الله وسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى ، عضوا عليها بالنواجذ" أو كما قال صلى الله عليه و سلم ، و هذا الحديث لا يقل دلالة عن سابقه ، و فيه نكتة لطيفة أيضا و التى منها استفدت سابقتها ، أنه صلى الله عليه وسلم قال " عضوا عليها " و لم يقل " عليهما " و فيه دليل على أن سنة الخلفاء الراشدين و سنة النبى صلى الله عليه وسلم واحدة ليس فيها اختلاف ولا خلاف .
وختاما ، فإن ذكر العلماء الذين قالوا بوجوب اتباع السنة و أنها وحيا من الله و لفظا من النبى صلى الله عليه و سلم لا تحتمله مثل هذه المداخلة و حسبنا منها ما ذكرته لك مسرعا من أدلة ، أرجوا أن تتفهمها أو تنقدها نقدا علميا ، و السلام ختام.