{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #3
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER]هل توجد أزمة فعلا؟ و ما هي مظاهرها ولماذا نحس بها؟[/CENTER]
من منا لم يشعر بطريقة أو أخرى - بغض النظر عما يعتقده من أسباب - بأزمة طاحنة على كافة المستويات شخصية كانت أم عامة؟
من منا لم يسأل نفسه ولو مرة - قبل أن يزجرها - كيف نعيش وسط هذا الكم الهائل من المتناقضات و على كافة المستويات الرسمية و الشخصية؟
دعنا كبداية نترك تحليلاتنا و تبريراتنا جانبا و لنحاول أن نسأل بعض الأسئلة عن أحوال مجتمعاتنا علنا نخرج عن سباتنا و نضع أيدينا على مظاهر المشكلة.

أولا: هل توجد بالفعل أزمة؟ و على أي أساس نقر جميعا بوجود أزمة ما من عدمه؟

و لنفرق أولا بين الأزمة و مدى الإحساس بها التي قد تختلف من مجتمع لآخر.
موضوع الإحساس أو الإقرار بأزمة هو موضوع نسبي - فلكي تحس بوضع مأزوم ما بمجال ما يجب أن تقيس على وضع أفضل - ربما يكون قد مر بك شخصيا أو تراه في أشخاص آخرون.
و على المستوى الشخصي فالمرض أزمة نحس بها (حتى في حالات إنعدام الألم) مقارنة إما بحالتنا الصحيحة السابقة أو مقارنة بأشخاص أصحاء حولنا.
قس على ذلك مجتمع بدائي بسيط لا يعرف من أنواع الطعام مثلا سوى القليل الذي يسد حاجته و كذا أنواع الملبس و الترفيه (و ليكن مجتمع صحراوي).
هل سيحس أي من أفراد هذا المجتمع بأي أزمة (عامة) لو كان مجتمعا معزولا عن باقي العالم؟ و الإجابة لا.
متى سيحس هذا المجتمع بأزمة وجود؟
- حين يمر هذا المجتمع بظروف بيئية حادة مثل الجفاف مثلا- حتى و إن لم تهدد وجوده المادي - تقلل من نصيب الفرد من القوت و الملبس و مستلزمات حياته التي إعتاد عليها - سوف يحس هذا المجتمع بأزمة قياسا لما إختبره من وضع آخر مغاير.
- و حين يبدأ الإختلاط بين هذا المجتمع و بين المجتمعات المحيطة الأكثر وفرة سوف ينحو أفراد هذا المجتمع (بخاصة الجيل الأصغر) للإحساس بالدونية و الإحساس بوجود أزمة.

ثانيا: ما هو مؤشر الإحساس بأزمة إجتماعية؟

لعل مؤشر الرضا العام للأفراد عن حياتهم هو المؤشر المباشر لإحساس المجتمع بوجود أزمة من عدمه.
و يجب أن لا نخلط هنا بين ما هو شخصي و ما هو إحصائي - فالمؤشر هنا إحصائي - فمن البديهي أن يوجد نسبة من الأفراد بمجتمعات الوفرة غير راضين عن حياتهم - و العبرة في نسبة الرضا من عدمه و القياس هنا بالإنحراف للنسبة الجديدة الشاذة عما يعتبر نسبة طبيعية سائدة بالمجتمعات الخاصة المعنية أولا ثم المجتمع الإنساني ككل ثانيا.
و بالرغم من أنه من الطبيعي أن تختلف قاعدة قياس معدل الرضا العام لمجتمع ما عن مجتمع آخر - كمثال توجد مجتمعات تقتات بنسبة أو أخرى على تعذيب الذات و تقدس الإحساس بالدونية سوف يختلف معدل الرضا العام عن أخرى تقدس الإنسان و الحريات - إلا أنه يجب ألا نظن بثبات تلك النسب القاعدية ثباتا مطلقا - حيث تتغير تلك النسب تباعا مع الإحتكاكات بين المجتمعات المغايرة.

و الآن لنعد لحالة مجتمعاتنا و لنعد تكرار السؤال: هل توجد بالفعل أزمة؟ و لنكرر الأمثلة التي نجترها في كل حين.

- إقتصاديا:
لماذا نعيش هذا الكم من الفقر و الفاقة - ضيوف على ذيل قائمة الدخل الفردي و الدخل القومي في العالم - بينما نمتلك كما هائلا من الموارد:
طبيعية: البترول و الغاز و المعادن و الأراضي الخصبة و المياه العذبة .. إلخ.
مقومات جغرافية و طبوغرافية: مساحات شاسعة - طقس معتدل - لا يوجد تقريبا مناطق بركانية أو نشطة زلزاليا أي بإختصار بمنأى نسبي عن الكوارث.
مقومات بشرية هائلة.
مقومات أخرى لا مجال لحصرها و يكفي كمثال لها مقومات السياحة بالمنطقة التي شهدت مهد الحضارات القديمة و الأديان الثلاثة ناهيك عن أنواع السياحات الأخرى.
لماذا إذا يشكل مجموع الدخل القومي للدول العربية مجتمعة - نسبة (لا أذكرها تحديدا) من الدخل القومي لبلد أوروبي متوسط (أسبانيا)؟
- إجتماعيا:
لماذ فقد حكامنا شرعيتهم فجأة؟ و أصبح الوضع السياسي غير مستقر لجميع الدول العربية- كلنا بإختلاف نوعيات الحكم ببلادنا - و بإختلاف توجهاتنا الفكرية و السياسية غير راضين عن حكوماتنا - و حكوماتنا بالمقابل غير قادرة على إرضائنا و تمارس - كعادتها - العنف و القمع. بينما نمارس نحن العنف على السلطة و على أنفسنا تباعا.
- على المستوى الأخلاقي الجماعي و الفردي:
لماذا نحس جميعا بأزمة أخلاقية طاحنة بمجتمعاتنا برغم تديننا الظاهري؟ لما إنتشر الفساد و الرشوة و العنف المتبادل؟
و جماعيا غابة من القوانين المتضاربة حينا و التي لا تطبق إلا على البعض أحيانا بينما السائد هو قانون الغاب.
علميا و تعليميا:
نعلم جميعا و بدون مراء أننا لا نساهم في التقدم العلمي بحبة خردل بالرغم من وجود جامعاتنا و معاهدنا و بالرغم من شهاداتنا و ما نسميهم علماؤنا - كما نعلم أن خريجينا على مستوى متدني من المعرفة في كافة المجالات و نعلم أن محاولات إصلاح التعليم هي محض هراء رسمي.
و نسمع ترهات عن الشكوى من هجرة العقول العربية للخارج و أنها تسبب خسارة قومية إقتصادية - و بدون أن نسأل أنفسنا عن الفارق بالنسبة لنا و لهذه العقول لو كانت بالداخل.
و الأهم و على المستوى السياسي:
توجد أزمة متفجرة تنذر بما لا يحمد عقباه بيننا و بين جميع الأغيار (إقتباسا من الديانة اليهودية) على جميع الأصعدة و بخاصة بعد 11 سبتمبر. و حين نحدد أنه الأهم فلتعلق وجودنا المادي ذاته بتبعات هذه الأزمة - حيث أن من هم الآخرون يمتلكون من القوة و التقدم ما يكفي لتدميرنا عشرات المرات.

توجد أزمة أو أزمات حضارية - بالتأكيد نعم - بل و تتعلق بوجودنا ذاته ماديا و معنويا.

أما و قد حددنا أسباب الشعور بأزمة ما في سببين فما مصدر إحساسنا بهذه الأزمة - و لماذا نحس بها الآن؟ و نسبة لأي وضع مخالف؟
هل لشعورنا بإختلاف أوضاعنا و ترديها عن عهد سابق لنا عشناه أفضل نسبيا على كافة المستويات السابقة؟
أم لشعورنا بالفارق بين ما نعيشه مقارنة بمجتمعات أخرى بتنا منفتحين عليها؟


يتبع ,,
04-21-2006, 12:16 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 04-21-2006, 12:16 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,784 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 23 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS