حتى على الصعيد الداخلي البحت، لم نحاول حتى اليوم أن نجد جواباً واضحاً وصريحاً لما نريده بالضبط.

الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، أجوبتهم واضحة: نريد تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. "حماس" تقدم رجلاً وتؤخر أخرى (ولسوف تفعل هذا أكثر اليوم) أما فتح، وهي الفصيل الفلسطيني الأكبر على مدى سنوات طويلة، فإن سياستها غير معروفة عند معظم الفلسطينيين الذين تمثلهم، بل حتى عند قيادييها أنفسهم.

"منظمة التحرير الفلسطينية" رضيت بدولتين على أرض واحدة منذ آخر الستينيات، هذا ما تقوله لنا كتب التاريخ اليوم، ومع هذا فإن "ابن بيسان وطبريا وحيفا وعكا ويافا" بقي منتمياً إلى "كوادر فتح" في المخيمات ويحلم باسترجاع بلده.

أعتقد بأن السؤال الأول إذاً هو : ما هي "حدود فلسطين" التي نريدها بالضبط؟

الإجابة الواضحة على هذا السؤال تحسم بالنسبة لنا المشكلة الفلسطينية المركزية، وأعني بها: حق العودة.

إذا عرفنا أي "فلسطين" نريد بالضبط، وأزلنا اللبس "والحلم والخيال" عن "حق العودة"، فإنه بإمكاننا أن نجتاز إلى سؤال:ماذا نفعل؟
طبعاً، هذا السؤال، سوف يمهد له سؤال آخر هو: ما هو المتاح لتحقيق إرادتنا في ظل المناخ السياسي القائم؟ (فالسياسة هي "فن الممكن") وهل نحقق أكثر لو انتظرنا بعد؟ وحتى متى يجوز الانتظار؟

واسلموا لي
العلماني