الزميل العزيز الختيار

اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
لأن الكلام الجماعي الموحد يجب أن يكون مرتّب بشكل مسبق حتى يتسنى للجميع ترديده بذات الوتيرة و النفَس و التنغيم أيضاً .

هذا الكلام يؤيد ما قلتُه سابقاً ، فالسحرة لم يكن لهم ترتيب مسبق في تقديم موسى على هارون أو العكس ، لذلك من البديهي جداً أن تختلف عباراتهم ، فمنهم من قدم موسى ومنهم من قدم هارون ، والقرآن نسب قول البعض للكل في سورة وقول البعض الآخر للكل في سورة أخرى ، فوافق هؤلاء وهؤلاء في الحقيقة دون أيّ تكلف أو خروج عن الواقع ، هذا إذا أضفنا إلى أن المعنى متطابق مئة في المئة .

فحقيقة لا أدري لماذا التمادي في جدال فيما هو واضح ، ثم تذهب لتسوق لنا آيات لتبرهن أنه ينقل الفكرة ، ونحن لم ننكر ذلك ، ولكن ما نقوله هو إنه لا يوجد تكلف ، فكِلا الصيغتين صحيحتان ومطابقتان للواقع دون أي تكلف ، فجاءت الفاصلة جميلة موزونة دون أن يخنق المعاني ويفتك بها.

والطريف أنك تنقل قول السيوطي "وتقديم موسى على هارون لاصطفائه بالكلام وقدم هارون عليه في سورة طه رعاية للفاصلة" ، فإننا نعلم أن تقديمه رعاية للفاصلة ، وهل قال لك أحد إنَّ القرآن جاءت فواصله متناغمة بالصدفة دون أي قصد ؟

وهل تصدق أن القصائد الشعرية لفحول الشعراء جاءت قوافيها متطابقة بالصدفة ؟

فهذا معلوم لدينا ، وليس هذا مما يقدح في البلاغة أو عيباً في المصنف ، ونحن ما ننازعك في هذا ، إنما ننازعك في قولك إن هذا كان من القرآن تكلفاً ، وقد ظهر بطلان قولك .

اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
حين نراجع الحوارات السابقة ، نجد أن هناك جدال بين موسى و فرعون و السحرة ن و لكن هل يُعقَل أن فرعون كان يبحث عن التقفية وراء كلام موسى أو موسى يبحث عنها في تعقيباته عليه ؟

يا عزيزي بالطبع لا ، لا موسى ولا فرعون كانوا يبحثون عن المحسنات اللفظية وتنظيم الفواصل ، بل اللغة التي كانوا يتكلمون بها لم تكن العربية من الأصل .

اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
طبعاً المنطق يقول أن هذا من نسج خيال كاتب القرآن ، و هو الذي كان يسعى إلى هذه المحسنات اللفظية ، و لو راجعت الآيات التي لوّنتها بالأحمر و البنفسجي و الكحلي ، تجد نفس العبارات كيف غيّرها القرآن لتخدم أسلوبه في السجع ، هذا الذي لا تريد أن تقرّ به يا عزيزي ، و هو أوضح من جرم الشمس

.

عجب أمرك زميلي الختيار ، فإنك تلصق بي ما لم أقل به .

نعم القرآن صاغ المعاني بشكل موزون سلس متناغم يتوافق مع الفواصل ، وقلنا سابقاً إن هذا لم يأتِ صدفة ودون قصد ، بل هذا ما أراده الله سبحانه وتعالى ليَخرُج القرآن بأبهى حلّة وأجمل زينة من الفصاحة والبلاغة .
ولكن ليس هذا خلافنا ، بل خلافنا هو زعمك أنَّ القرآن تكلف السجع ، وهذا ما ننفيه وننكره .

اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
نلاحظ من الحوارات السابقة بين موسى و فرعون و السحرة محافظة على السجع من كاتب القرآن ، و ذلك لأنه ينقل ذات الجملة بأكثر من طريقة حتى توافق سجع السورة بأكملها .

نعم ولكن دون تكلف .

اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
كذلك نلاحظ اختلافات في رواية القصة ، فمرة فرعون الذي يقول للملأ و مرة الملأ الذي يقول لفرعون أن موسى ساحر عليم و يريد أن يخرجهم من أرضهم ، و غيرها من الاختلافات الواضحة و التي عرضتها بصورة سريعة موجزة فقط كي أوضّح أن القرآن يسعى وراء السجع بشكل واضح و لا أدري كيف يمكن أن ينكره أحد .

إن كان قصدك اختلاف تنوع فنعم ، أما إن كان قصدك اختلاف تضاد فلا .

اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
لاحظ كيف قال "سجّدا" في سورة طه لتوافقها مع السجع في حال الوقوف عليها و إن لم تكن آية منفصلة ، بينما قال "ساجدين" في الأعراف و الشعراء لتوافقها مع سجعهما .

وماذا في هذا ؟

اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
ربما أعود لاحقاً لهذه القصة و غيرها لمقارنتها ببعضها في القرآن في موضوع مستقل .

أنا في الانتظار إن شاء الله وقُدِّر لي أن أكون موجوداً .

اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
تحياتي

ولك أطيب منها


العميد