إن ما إعتدنا عليه لآلاف السنين و إعتبرناه هويتنا - أصبح لزاما علينا و مفروض علينا - ومن خارجنا - أن نغيره و إلا تهدد كياننا المادي - وهذا بمجرد إعتماد هذا الآخر لأخلفيات و أساليب تفكير و حياة لا نعرفها و لم ندل بدلونا فيها و لم يؤخذ برأينا هل نعتمدها أم لا؟

أما وقد حددنا مصدرالأزمة و شدة إحساسنا المتزايد بها بمصدر خارجي يتمثل في الغرب و تحديدا في المقارنة لكافة مجالات حياتنا بنفسها لدى هذا الآخر - بل و قد و بوصول تلك المقارنة لحدود التهديد المعنوي و المادي لنا.
هذه المقارنة غير المتكافئة هي تحديدا بين ما إعتمدناه فكرا و أسلوبا و تنفيذا لكافة مجالات حياتنا و بين ما إعتمده الآخر حديثا لهذا كله.
الصدام هذه المرة ليس ماديا على مستواه الرئيسي كما في عصر منقضي - نغزوه تارة و يغزونا تارة - و التهديد غير مباشر - فالعدو لا يقف على أسوارنا - فمجرد وجود هذا الآخر بطريقته السريعة النمو و بقوته على كافة المجالات - زد على ذلك وعينا بهذا الآخر و مخالطتنا له - بات يهدد وجودنا ذاته.
لقد بتنا مهددين في هويتنا: فيما نعتمده كمصدر للمعرفة و العلم - كمصدر للقانون و الأخلاق - عاداتنا و تركيبتنا الإجتماعية و الإقتصادية.

إن الصدام قد إنتقل من الخارج ليصبح داخل أنفسنا - ووصل التناقض لدينا أقصاه.

أليس من المناسب الآن أن نحاول تحديد شكل المجتمع من منظور معرفي - لنحاول أن نعرف أين نصطدم بالضبط بفكر هذا الآخر؟

يتبع ,