وإنك لعلى خلق عظيم
[SIZE=4]
2- محمد يشتهي زينب بنت جحش (امرأة ابنه بالتبني زيد بن الحارثة) و يتزوجها
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (الأحزاب 37).
القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك وأتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم عتابا من الله له {و} اذكر يا محمد {إذ تقول للذي أنعم الله عليه} بالهداية {وأنعمت عليه} بالعتق, يعني زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أمسك عليلك زوجك واتق الله} , وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبته, وهي في حبال مولاه, فألقي في نفس زيد كراهتها لما علم الله مما وقع في نفس نبيه ما وقع, فأراد فراقها, فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم زيد, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أمسك عليك زوجك} وهو صلى الله عليه وسلم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها, {واتق الله} وخف الله في الواجب له عليك في زوجتك {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها لتتزوجها إن هو فارقها, والله مبد ما تخفي في نفسك من ذلك {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول الناس: أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها, والله أحق أن تخشاه من الناس.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: كان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش, ابنة عمته, فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يريده وعلى الباب ستر من شعر, فرفعت الريح الستر فانكشف, وهي في حجرتها حاسرة, فوقع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم; فلما وقع ذلك كرهت إلى الآخر, فجاء فقال: يا رسول الله, إني أريد أن أفارق صاحبتي, قال: "مالك, أرابك منها شيء؟"قال: لا, والله ما رابني منها شيء يا رسول الله, ولا رأيت إلا خيرا, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمسك عليك زوجك واتق الله", فذلك قول الله تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه} تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها.
تفسير الطبري (جامع البيان في تأويل القرآن)
وقال مقاتل زوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حينا, ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما يطلبه, فأبصر زينب قائمة, كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش, فهويها وقال: (سبحان الله مقلب القلوب)! فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد, ففطن زيد فقال: يا رسول الله, ائذن لي في طلاقها, فإن فيها كبرا, تعظم علي وتؤذيني بلسانها, فقال عليه السلام: (أمسك عليك زوجك واتق الله.(
وقيل: إن الله بعث ريحا فرفعت الستر وزينب متفضلة في منزلها, فرأى زينب فوقعت في نفسه, ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لما جاء يطلب زيدا, فجاء زيد فأخبرته بذلك, فوقع في نفس زيد أن يطلقها.
تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن)
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن يحيى بن حبان قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة فيقول أين زيد فجاء منزله يطلبه فلم يجده وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فضلا فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي فأبى رسول الله أن يدخل وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب فوثبت عجلى فأعجبت رسول الله فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا ربما أعلن سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله فقال زيد ألا قلت له أن يدخل قالت قد عرضت ذلك عليه فأبى قال فسمعت شيئا قالت سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه وسمعته يقول سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد حتى أتى رسول الله فقال يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها فيقول رسول الله أمسك عليك زوجك فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد ذلك اليوم فيأتي إلى رسول الله فيخبره رسول الله أمسك عليك زوجك فيقول يا رسول الله أفارقها فيقول رسول الله احبس عليك زوجك ففارقها زيد واعتزلها وحلت يعني انقضت عدتها قال فبينا رسول الله جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله غشية فسري عنه وهو يتبسم وهو يقول من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم و إذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك القصة كلها قالت عائشة فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها ما صنع لها زوجها الله من السماء وقلت هي تفخر علينا بهذا قالت عائشة فخرجت سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتد فتحدثها بذلك فأعطتها أوضاحا عليها.
الطبقات الكبرى لإبن سعد .. باب زينب بنت جحش
[SIZE=5][CENTER]الرد
"وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبته."
عبارة "فيما ذكر" تطيح بالرواية تمامًا إذ يصبح لا سند لها وإنما هي من القيل والقال. فكل ما بني على هذا باطل مردود.
والآن إلى رواية:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد:........الخ.
رواية مردودة. فابن زيد هذا لم ير السيدة زينب وقد انكشف الستر عنها. ومن الذي أعلمه أن السيدة زينب عندما سمعت النبي كرهت زوجها زيد؟ بل كيف سمع النبي يقول هذا داخل بيتها وقد سمعته هي بالكاد؟ كما أن هذا ليس حديثًا ولو كان صحيح السند والمتن. إذ أن الحديث هو ما ثبت عن النبي (ص). أما غير ذلك فيسمى خبرًا حتى لو ورد في كتب الحديث الصحاح. وما لم يأتنا من الله ورسوله لا يمكن أن نستخدمه في الحكم على نبي من أنبياء الله ولا على رسول من رسله.
كما أن ابن وهب كان يحدث بأحاديث مناكير. (تهذيب التهذيب. ج4. ص 269)
ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع بن يزيد.
وقيل ابن زيد بن مجمع الانصاري ابو اسحاق المدني.
روى عن الزهري وابي الزبير وعمرو بن دينار وغيرهم، وعنه الدراوردي وابن أبي حازم وابو نعيم وعدة.
قال ابن معين ضعيف ليس بشئ وقال ابو زرعة سمعت ابا نعيم يقول لا يسوى حديثه فلسين وقال ابو حاتم كثير الوهم ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به وهو قريب من ابن أبي حبيبة وقال البخاري كثير الوهم وقال النسائي ضعيف وقال ابن عدي ومع ضعفه يكتب حديثه.
وقال الحاكم ابو احمد ليس بالمتين عندهم وقال ابو داود ضعيف متروك الحديث سمعت يحيى بقوله وفي كتاب ابن ابي خيثمة من طريق جعفر بن عون أن ابن مجمع كان اصم وكان يجلس إلى الزهري فلا يكاد يسمع إلا بعد كد وقال ابن حبان كان يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل. (تهذيب التهذيب. ج1. ص 91)
وحتى بدون البحث في رواة الرواية، فهي ساقطة لأنها خبر وليس حديثًا ولمخالفتها لأي تحليل عقلي وديني يعرف مقام الأنبياء حق معرفته.
باقي الروايات ساقطة لانقطاع سندها: وقال مقاتل: ........... وقيل: .......... كل هذه العبارات تدل على سقوط رواياتها. ومن ثم لا حجة لمثل هذا القيل والقال الغير موثق.
لقد كان النبي يرى زينب كل يوم فهي ابنة عمته ويعرفها جيدًا وهو الذي زوجها لزيد. ثم وصلت الأمور بين السيدة زينب وزوجها زيد حدًا لا يطاق. ولم يكن هناك حل سوى الطلاق. وأعلم الله نبيه بذلك وأنه متزوجها ليبطل عادتين من عادات العرب في شخص الرسول: التبني، وتحريم الزواج من زوجة الابن بالتبني. وأصيب الرسول بحرج بالغ وخشي كلام الناس. فأنزل الله تعالى قوله: "وتخفي في نفسك ما الله مبديه (وهو خبر طلاق زينب ثم زواجك بها) وتخشى الناس (أي تخشى كلامهم) والله أحق أن تخشاه (أي لا تنظر إلى كلام الناس إذا قضى الله أمرًا مهما كانت شدة كلامهم ووقعه عليك)". قال عمر وابن مسعود وعائشة ما نزلت على الرسول آية هي أشد عليه من هذه الآية
|