{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #30
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER]ما هو اليقين و كيف يستقي الإنسان يقينه؟
مجرد أن يؤمن الإنسان بصحة فكرة ما أو معلومة ما أو معلومة ما تصبح يقين لهذا الإنسان - يمثل الخلفية التي يبني عليها قرارته و تصرفاته و علاقاته و كل ما يتعلق من بعيد أو قريب بهذا اليقين.
و غني عن الذكر أن اليقين بقضية ما تؤثر تأثيرا متشابكا قد يصعب التكهن بنتائجه على كافة مجالات الحياة.
فلو أيقن إنسان ما بالخطأ أن (الدولار = 2 جنيه مصري) ولو لحين - تخيل كيف سيؤثر ذلك على حياته الإقتصادية - لربما للبقية الباقية من حياته.
و لو أيقن مجتمع ما أن العصافير تقتل الآدميين - لشنوا حملة لإفناء العصافير - و لإنقرضت الأخيرة من الوجود ببيئتهم - و لزادت الديدان المضرة لزراعاتهم لإختفاء أحد أهم أعداءها الطبيعية - و لتأثر إقتصادهم تباعا - و لتأثرت حياتهم الإجتماعية سلبا ... إلخ.

فاليقين يمثل مرجع للعقل و يؤثر على تصرفات الإنسان واعيا أم لا واعيا.

و الثبات ليس شرطا لليقين - فعلى المستوى الفردي يترك الإنسان فكرة أو إعتقادا خاطئا لآخر صحيحا خلال حياته من الطفولة للكبر. و تترك المجتمعات إعتقادات خاطئة كذلك. و هذا هو ما يطلق عليه التقدم. و بالرغم من أن الثبات ليس شرطا لليقين إلا أن الفرد / المجتمع يميل للمحافظة على يقينه بغض النظر عن صحته من عدمه.

و اليقين ذاتي - لكن إنتشاره التبادلي بين الأفراد يتم بنقل و تبادل المعرفة و الأفكار و بهذه الآلية يمكن أن يتكون لدى المجتمعات البشرية مجموعة من الأفكار و المعارف التي تعتبر يقينية لأفراده - مؤثرة على جميع منظومات هذا المجتمع.

كيف يؤمن الإنسان بصحة معلومة ما / قضية ما / فكرة ما ؟ أو بأسلوب آخر ما هي آليات إعتماد الأفكار كيقين؟

بالرغم من التشابك في عملية تمرير و إعتماد الأفكار إلا أنه من الممكن تأطير مصادر اليقين في:

[U]مصدر داخلي لليقين:
و هي آليات و قوانين موجودة ذاتيا بالإنسان (Built In) و هي يقينية بذاتها - أي لا تحتاج أي إثبات خارجي لصحتها - بل على العكس تعتبر قرينة لإثبات صحة غيرها من الأفكار. كما أنها تجريدية - أي يمكن إعتبارها قوالب فارغة من المحتوى.
و هذه المصادر بعد تقنينها هي العلوم الصورية - أي الرياضة و المنطق.
فالقضية (1+1=2) هي يقينية و صحيحة بذاتها لا تحتاج إثبات خارجي - بل على العكس فنحن نحسم صحة عملية بيع مثلا بالرجوع لهذه القضية و أمثالها (التاجر حين يحسب بكم يدين المشتري يمسك ورقة و قلما أو آلة حاسبة و يكتب (كيلو + كيلو = 2 كيلو) مجردا البضاعة من محتواها وصولا للأعداد المجردة.
و لا يجب الخلط هنا بين الأعداد و وحدات القياس - فالأعداد مجردة ووحدات القياس متغيرة - و البدء في تجريد المعدود معناه توحيد القياس.
أي أن نفس القضية (1+1=2) هي قضية مجردة من المحتوى.
و لا يجب فهم كون هذه العلوم موجودة ذاتيا بالإنسان أن أي إنسان يولد و هو إستاذ رياضة أو منطق - فمن الممكن أن يخطئ إنسان بأي من هذه القضايا - لكن بمجرد العلم لن يستطيع إنسان أن يحاجج أن (1+1=3) و إلا خرج من دائرة العقلاء.

[U]مصادر خارجية:
و هي بإختصار تتمثل في مصدر خارجي + الحواس الخمس للإنسان (زد عليها إمتداداتها مثل الميكروسكوب مثلا).
أي هي العالم من حولنا.
و اليقين من مصدر خارجي ليس ذاتيا أي ليس صحيحا بذاته بل صحته مثل مصدره من الخارج - و يخضع للتجربة. و بالرغم من ذلك إلا أنه لا يمنع أن نؤمن بقضية في العالم الخارجي و نتخذها يقينا بالرغم من زيفها.
و كمثال إذا كنت في جالس أنت و صديق بمنزل به غرفة مغلقة - و أفادك (بداخل الغرفة كلب أسود) - مصدر القضية هنا خارجي - منقول / متبادل - و هناك إحتمالات عدة لردة فعلك عليه:
- أن تصدق القضية و توقن بصحتها بمجرد نقلها لك.
- أن تدخل الغرفة و هنا عامل التجريب لكتشف بنفسك إما صحة القضية (بداخل الغرفة كلب أسود) أو بزيفها (لا يوجد كلاب بالغرفة - يوجد كلب غير أسود). و من الممكن حينها أن يأتي صديق ثالث ليجد الكلب الأسود تحت السرير لكي توقنوا جميعا بصحة هذه القضية. أما في حالة وجود الثلاثة بالغرفة مع عدم وجود هذا الكلب الأسود مع التصميم من صاحب الطرح بوجوده - فهذا أيضا يخرجه من دائرة العقلاء - و لن يصبح لزاما علينا أن نصدقه. أي أنه كلما زاد مستوى التجريب زادت مستويات اليقين. و يقف العالم الخارجي حجة على من يدعي قضية ما بالصحة أو بالزيف.

و الخلاصة أن اليقين إحساس ذاتي - ينتقل بين الأفراد بإنتقال الأفكار - صحيحة كانت أم زائفة - لكنه يظل يقينا للفرد.
من الممكن أن يكون للفرد أي يقين ذاتي - و من المتوقع أن يحاول نقله لباقي الذوات بنقل الفكرة التي يعتبرها يقين لهؤلاء الأفراد لتتحول تباعا ليقين لديهم - بمجرد نقل هذه الفكرة خارج الذات المؤمنة بها تصبح موضوعية و ليست ذاتية و بالنسبة للذوات التي تلقت هذه الفكرة الموضوعية:
- إما أن يؤمنوا بها بدون نقاش ولو كانت زائفة.
- أو يعرضوا هذه الفكرة على قوالب التفكير الموجودة ذاتيا بهم - ثم العالم الخارجي ثانيا لكي يكشفوا صحة تلك القضية من عدمها.


إذا كانت هذه الآليات موجودة و لا يمكن لنا أن ننكرها - فلماذا وجد هذا الكم الهائل من الخلفيات المعرفية و الكم الهائل من الأفكار اليقينة المتضادة لدى المجتمعات المختلفة - و كيف تم فض هذا الإشتباك الفكري حينا و الدامي أحيانا ؟؟

يتبع ،،
04-24-2006, 11:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 04-24-2006, 11:55 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,785 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 6 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS