{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #33
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER][B]تابع - ما هو اليقين و كيف يستقي الإنسان يقينه؟

اليقين إحساس ذاتي - ينتقل بين الأفراد بإنتقال الأفكار - صحيحة كانت أم زائفة - لكنه يظل يقينا للفرد.

سؤال يستحق أن نسأله - كيف و لماذا - حالة وجود آليات ذاتية و خارجية للحكم على الأفكار - يوجد هذا الكم من التناقضات حتى الآن (على الأقل لدينا) - و لماذا و على مر العصور خاض الإنسان حروبا دامية من أجل أديان و أيديولوجيات متضادة - بينما كل طرف يحمل في ذاته يقينا بصحة معتقده و بزيف الآخر - و أين الفيصل الذي تحدثنا عنه؟

خلال تطور الإنسان الفكري تدخل خطآن فادحان لكي يعيش الجنس البشري هذه المأساة الدموية:

[U]الخطأ الأول:
في أمثلتنا السابقة عن قضايا أو أفكار في حالة إنتقال من فرد لآخر - حيث تمثل يقينا لدى الفرد الأول - بينما لدى الثاني مازالت أفكارا موضوعية - يلزم التحقق منها لكي يعتبرها هذا المتلقي يقينا ذاتيا له و هكذا دواليك ذكرنا مثالين:
- قضايا ذاتية اليقين (العلوم الصورية أي المنطق و الرياضة) مثل القضية (1+1=2) - و المتلقي هنا لا يحتاج إثباتات و لا تجارب خارج ذاته - فالقضية إما صحيحة أو خاطئة.
- قضايا ليست ذاتية اليقين و تحتاج للتحقق منها ذاتيا أولا في منطقها ثم خارجيا بالحواس و إمتداداتها أي التجريب الخارجي - مثل القضية (يوجد كلب لونه أسود داخل هذه الغرفة المغلقة) المتلقي يقوم بالتجريب بدخول الغرفة ليتأكد من وجود هذا الكلب كما بينا من قبل.
لكننا و لكون القضية السابقة ممكنة الصحة منطقيا لم نبين كيف مرت قبل التجريب الخارجي على مصفاة المنطق. و يتضح هذا من تغيير صيغة القضية للآتي (يوجد كلب لونه أسود و لا يوجد كلب بالغرفة المغلقة) ففي هذه الحالة لن نضطر نهائيا للتجريب كون القضية خاطئة و متناقضة منطقيا (في ذاتها).

أي أننا رأينا نوعين من القضايا - أحدهما يتم التحقق منه ذاتيا و الآخر يجب أن يتوفر فيه شرطي التوافق المنطقي (أي لا يتعارض مع القوانين الموجودة ذاتيا بنا أولا مثل المنطق) ثم شرط التجريب أو التحقق الخارجي.

لكن هل هذه هي الأنواع الوحيدة من القضايا؟
و ماذا عن القضية الآتية:
(يوجد مخلوق داخل الغرفة المغلقة- المخلوق لا جسد له و لا يمكنك أن تراه لكنه يراك)
هذه النوعية من القضايا مثلت أكبر كارثة مرت على الجنس البشري - ليس في حد ذاتها - و لكن للخلط الذي عوملت به.
فحين نريد التحقق من هذه القضية بالتسلسل:
- صوريا (منطقيا) القضية ممكنة منطقيا و ليست متناقضة ذاتيا - أي أنها عدت أول بوابة أو مصفاة للتيقن.
- تجريبيا (خارجيا) لا يمكن إطلاقا التأكد من صحة القضية بأي وسيلة كانت و هي لا تخضع للتجربة و لا تتصل بالحواس.

فالعلوم الصورية (المنطق و الرياضة) قوالب فارغة يمكنها تشكيل عدد لا نهائي من القضايا (بل و العوالم الكاملة) الممكنة منطقيا و رياضيا لكن لا وجود و لا علاقة لها بالعالم الواقعي.

و في القضية السابقة بالرغم من إمكانيتها المنطقية و بالرغم إنتماء القضية للعالم خارج الإنسان إلا أنها لا يمكن أن تخضع كغيرها من القضايا ذات مصادر التحقق الخارجية للتجريب و التحقق.

[U]الخطأ الثاني:في المثال السابق - المشكلة ليست في تركيبة هذه القضية - لكن في الخلط في التعامل معها.
فبينما اليقين ذاتي - لا يمكن أن نلوم أحد على إيمانه بتلك القضية - إلا أنه لا يمكن تمرير هذا اليقين بين البشر إلا بتمرير القضية كفكرة موضوعية (أي موضوع منفصل خارجي للمتلقي من حقه أن يتحقق منه).
و الخلط بين ذاتية اليقين و موضوعية الفكرة - سبب أكبر الكوارث الفكرية بل و الدموية على وجه الأرض.
فهذه القضية - اليقينية لفرد - تقف بالعالم الخارجي و لبقية الأفراد كمجرد إحتمال يتساوى مع عدد لا نهائي من الإحتمالات - و لا توجد أية وسيلة لحسم أي من تلك الإحتمالات و ترجيحه على الآخر.

فلو مرت أحد تلك اقضايا الممكنة منطقيا غير الممكنة للتحقق خارجيا بين البشر لكي تصبح يقينا جماعيا مثله مثل (1+1=2) و (الرمل حبيبات صلبة) - لسوف يعجب هذا المجتمع من رافض هذه الفكرة و يستنكره مثلما يستنكر المجانين ممن ينكرون (1+1=2) بل و لربما لغرابة هذا المجرم الذي ينكر هذا اليقين البين و لعدم قدرة هذا المجتمع على إستيعاب هذا الرافض - لربما كان - بل بالتأكيد هذا الرافض يعلم الحقيقة مثلما نعلم لكنه يضمر بنا الشر - دعنا نؤدبه بل دعنا نقتله / نقاتلهم ....إلخ إلى نهاية المأساه المعروفة للجميع.

كيف إكتشف الإنسان هذه الدائرة الشريرة اللامتناهية تاريخيا؟
يتبع ،،
04-25-2006, 11:19 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 04-25-2006, 11:19 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,784 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 16 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS