دهب (مصر) (رويترز) - اعتقلت الشرطة المصرية عشرة اشخاص على الاقل بينهم مهندسو كمبيوتر يوم الثلاثاء فيما يتعلق بثلاثة انفجارات في منتجع دهب المصري المطل على البحر الاحمر بسيناء اسفرت عن مقتل 18 شخصا على الاقل واصابة العشرات بجروح.

ولم تذكر المصادر الامنية تفاصيل تذكر بشأن المعتقلين لكن وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية قالت إن بينهم اثنان يعملان مهندسي كمبيوتر وصلوا إلى دهب قادمين من القاهرة في اليوم السابق على الانفجارات التي وقعت متزامنة تقريبا مساء الاثنين.

ووصف سياح أجانب مشاهد المذبحة التي اعقبت الانفجارات التي تم تنفيذها بالتحكم عن بعد بالقرب من مقهى ومطعم وسوبرماركت في الشوارع المزدحمة لهذه المدينة السياحية.

وأكدت وزارة الداخلية ان 18 شخصا قتلوا بينهم أربعة سياح أجانب هم روسي وسويسري وطفل الماني ومواطن لبناني. وفي وقت سابق قالت الوزارة إن عدد القتلى بلغ 23 شخصا. وقالت السلطات اللبنانية إنها ليس لديها معلومات عن مقتل أحد رعاياها.

وتهدد هذه التفجيرات وهي ثالث هجوم يشن بطريقة مماثلة في شبه جزيرة سيناء خلال 18 شهرا بالتأثير على صناعة السياحة الحيوية في مصر والتي تدر أكثر من سبعة مليارات دولار سنويا من النقد الاجنبي. وتوظف صناعة السياحة 10 في المئة من الايدي العاملة في مصر.

وبالاضافة إلى اولئك الذين اعتقلوا رسميا قالت الشرطة إنه تم احضار نحو 70 من البدو المحليين لاستجوابهم.

ورغم شدة الهجوم الذي أصيب فيه 80 شخصا قال معظم السياح إنهم يخططون للبقاء في دهب.

وقال السائح السويسري ماتياس بارلوشيه "لا نعتقد أننا سنغير خططنا. ففي النهاية تخلص إلى أن هذا يمكن أن يحدث في أي مكان هذه الايام."

لكنه استطرد قائلا "لا يمكن أن تستمتع بعطلة حين تستطيع أن ترى اثار أقدام دامية في كل مكان."

وكانت برك واثار الدماء واضحة صباح يوم الثلاثاء على امتداد جزء كبير من الممشى الواقع على الشاطيء وتوجد على الجانب المطل على البحر منه مطاعم وعلى جانبه الاخر متاجر للتذكارات.

ورجح مسؤولو أمن أن تكون الانفجارات نجمت عن قنابل موقوتة زرعت في المنطقة وليست عمليات نفذها انتحاريون.

وأكمل خبراء الطب الشرعي تحقيقاتهم في وقت سابق يوم الثلاثاء لكنهم لم يذكروا تفاصيل بشأن الاشياء التي قاموا بجمعها.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن التفجيرات غير أن الهجوم حمل بصمات هجمات سابقة شنها متشددون محليون في المنطقة.

ونفذت جماعة غير معروفة هجومين آخرين في منتجعين على ساحل البحر الاحمر بسيناء في العامين الاخيرين أسفرا عن مقتل حوالي 100.

ويقلل خبراء أمن من احتمال وجود صلات بينها وبين تنظيمات خارجية متشددة مثل القاعدة غير أنهم يقولون إن هذه الجماعات ربما تكون مصدر الهام لمنفذي الهجمات المحليين.

وقال شاهد عيان وهو استرالي يدعى ستيف توروكفالفي أنه قام باجراء اسعافات أولية لضحايا بعد أن هشم الانفجار نوافذ وفجر أبوابا في الفندق الذي يقيم فيه مضيفا "كان هناك رجل في حالة سيئة للغاية فحين قلبناه وجدناه فاقدا نصف وجهه وحاولنا تهدئته لحين وصول مزيد من المساعدة."

وتابع قائلا "من فوق سطح الفندق تستطيع أن ترى أشلاء على أسطح المتاجر .. كان أمرا مروعا. كنت أفكر في الرحيل لكنني لا أريد أن ينتصر الارهابيون."

ورغم التفجيرات قالت شركة (تي.يو.اي) وشركة (توماس كوك) وهما أكبر شركتين سياحيتين في اوروبا أن أربعة عملاء فقط أرادوا قطع عطلاتهم في المنطقة.

وقال مسؤولون أمنيون إن القنابل بدائية وتبدو محلية الصنع.

وقال مسؤول طلب عدم نشر أسمه "هذه القنابل احتوت على بارود ومسامير وثبتت فيها أجهزة توقيت .. الزحام كان شديدا وهذا ما زاد من عدد الضحايا."

وقال مسؤولون محليون وأجانب أن المصابين بينهم نحو 50 مصريا وثلاثة دنمركيين وثلاثة بريطانيين وايطاليان وألمانيان وفرنسيان وكوري جنوبي وفلسطيني وسويسري وأمريكي واسرائيلي واسترالي.

وتقول السلطات المصرية إن رجلا من أصل فلسطيني نشأ في بلدة العريش بشمال سيناء وكان يتبنى اراء الاسلاميين المتشددين هو الذي أسس الجماعة التي تنفذ هجماتها في سيناء.

وذكرت السلطات المصرية أن الجماعة ليس لها صلات معروفة بتنظيمات أجنبية مثل تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.

وعقب التفجير الذي استهدف فندق طابا قالت الشرطة ان اياد سعيد صالح الذي تقول انه مؤسس الجماعة قتل في التفجير لانه أخطأ فيما يبدو ضبط توقيت قنبلته.

ويشعر البدو الذين يعملون في السياحة في سيناء بالقلق من ان اصابع الاتهام ستتجه اليهم بشأن الهجوم.

وقال صالح حسين وهو بدوي يعمل في دهب "ليس جميع البدو طيبون. لكن البدو هم الذين يعيشون هنا ولذلك فانه من الطبيعي إذا حدث شيء ما تلقي (السلطات) باللوم على أي شخص متواجد في المكان."

من امل خان وسينثيا جونستون

(شارك في التغطية جيمس ريجان)