عزيزي و صديقي "توما الرائى":

أرجو أن لا يزعجك ما سأقوله لك الآن في كل حب. ما المانع أن يشتم الله إن هو شاء ذلك؟ هل نحن حماة عرض الله؟ خليه يشتم. إذا كان صاحب المزامير قال ما لا يقل عما قاله زميلنا "بيوتيفل مايند" و صرخ في الله قائلا: لماذا تتصامم؟! أليس هذا السؤال يشبه قولنا في هذا الزمان و بلهجة مصر: أنت عامل أطرش له؟ عامل روحك مش بتسمع؟ ما لك يا ربنا.. انطرشت مرة واحدة كدة ليه؟ :flam: بالضبط! هذا ما قاله صاحب المزامير في آية: إلى متى تتصامم يا رب؟ و إلى متى تنساني كل النسيان؟ أقرب الناس إلى نفسي يا صديقي هم الذين شتموا الله مرة واحدة على الأقل في العمر.. أشعر أنهم أكثر الناس صدقا لأنهم أقرب للمعاناة ممن يترفون على الأسرة الحريرية يتنعمون و يتحسسون و يريدون الناس أن يتحسسوهم كذلك. لابد أن نشتم يا صديقي.. أحيانا لابد أن نقول كما نشعر به و لو مرة واحدة دون زخرفة أو زواق.. أكثر البنات كانت قربا على قلبي هي من كانت على طبيعتها و تقول الكلمة كما هي! و بدون رتوش و بدون تزويق. كنت أحب أسمعها و هي تقول لي في غضبتها ردا على شخص قال كلام باعتذار مصطنع: Kiss my butt أي تعالى بوس طيزي! كنت أشعر أنها مثلها مثلي و لا تتملقني بعبارات الأدب الفارغة. بطرس نفسه شتم و لعن.. من المؤكن أن بطرس قال لهم عندما هاجموهم في حادثة الصلب و ساعة الإنكار: ابعدوا يأولاد الكلب يا جزم يا صرم إلخ. الكتاب المقدس يقول لنا أنه شتم+ و لعن.. اتنين في وقت واحد.. شتم و لعن.

أرجوك أن لا تزعل مني.. أنت تعرف أني أحبك. (f)