{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الحب على الأنترنت .. واقعٌ أم وهم؟
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #18
الحب على الأنترنت .. واقعٌ أم وهم؟
طبعاً هذه مقدمة، وسأعود من وقت لآخر لبعض الإضافات، وبعونه*

الحب على الأنترنت أصبح منذ فترة ظاهرة ذات شأن بحيث جذبت إليها المحللين والمحللات والباحثين والباحثات في علوم الاجتماع والسيكولوجيا، وبالطبع أيضاً المحللين الاقتصاديين. وللعلم فلقد دخلت الشركة المشرفة على موقع التعارف الأول بفرنسا وأوروبا "Meetic.com" للبورصة، وحققت أرباحاً كبيرة في السنوات الأخيرة.
هذه الظاهرة لها مؤيدون ومعارضون لا يتوانون عن تصويرها كطريقة سوقية للوصول للحب، ونعت من "يمارسها" بكل النعوت المسيئة من؛ طفوليين لمراهقين لمرضى نفسيين من غير القادرين على الحب على أرض الواقع.

ولكن .. نقطتين وبعد:
ما الذي يعنيه لنا ولأغلبية البشر الأنترنت، أليس وسيلة للتعرّف على الآخر، من خلال المنتديات ومواقع الحوار والتشات (الصوتي والكتابي[COLOR=Red]**)، أوليس من الطبيعي إذاً في هذا المكان "الافتراضي" أن تمر العلاقات فيه بنفس الطريقة التي تمر بها العلاقات في الأماكن الواقعية (من مودة ومحبة وخلفه وخلافه)؟ بما أنه مكان يجمع بين حناياه أشخاصاً واقعيين من لحم ودم وأحاسيس.
ربما يمكن الاحتجاج والتحجج بأن هذا المكان الافتراضي قد يجمع على الحب أشخاصاً تفرّقهم الأنواء والمسافات، ولكنّ هذه حال الدهر والأحبة والعشّاق منذ قديم الزمان، وهذا مما لم يمنع الحب يوماً، بل قرأنا كلنا أشعاراً غاية في الرقة والروعة عن حبٍّ عميق رقيق عتيق كالنبيذ وأحلى بين محبين متباعدين،
" قائلاً:

(غَريبٌ بِأَقصى الشَرقِ يَشكُرُ لِلصَبا *** تَحَمُّلَها مِنهُ السَلامَ إِلى الغَربِ
وَما ضَرَّ أَنفاسَ الصَبا في اِحتِمالِها *** سَلامَ هَوىً يُهديهِ جِسمٌ إِلى قَلبِ)


ثم يضيف:
(لَمّا اِتَّصَلتِ اِتِّصالَ الخِلبِ بِالكَبِدِ *** ثُمَّ امتَزَجتِ اِمتِزاجَ الروحِ بِالجَسَدِ
ساءَ الوُشاةُ مَكاني مِنكِ وَاِتَّقَدَت *** في صَدرِ كُلِّ عَدُوٍّ جَمرَةُ الحَسَدِ
لَوِ اِستَطَعتُ إِذا ما كُنتِ غائِبَةً *** غَضَضتُ طَرفي فَلَم أَنظُر إِلى أَحَدِ)


أما هي فترد عليه قائلةً:

(أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق *** سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا *** أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي *** وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي
سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً *** بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ)




ننتقل لحجة أخرى من حجج المتخوفين من الحب الأنترنتي، ألا وهو الظهور بما "لسناه" أوليس كذلك؟ ولكن كم من مرة تعرفنا على أشخاص على أرض الواقع فتبين لنا بعض وقت يقصر أو يطول بأنهم غيرما هم عليه حقيقةً، وأنهم يتظاهرون أو يخفون حقيقتهم الكامنة، وبرأيي فإن وقتاً طويلاً في التعارف على الأنترنت يمكّن من هو لبيب (أو لبيبة) من معرفة الشخص الآخر على حقيقته. كذلك فهناك الصور والفيديو ثم الحديث صوتاً لمعرفة إمكانية التوافق الجسدي والشكلي والروحي بين العاشقين.
عنّي شخصياً فلقد تعرفت على أشخاص كثر عن طريق الأنترنت، وقلما خاب ظنّي، ولكن هناك أمر لا بد من الإشارة إليه:
إن عدم معرفة الشخص بحركاته وحياته اليومية وطريقة كلامه مضافة لطريقة تحركه تجعلنا نشكّل صورة مختلفة عن واقع الحال، ولكنها ليست مختلفة بعمقها بقدر ماهي مختلفة بظاهرها، وهذه الصورة تتعدل بسرعة بعد أول لقاء لتلائم حقيقة الآخر. هذا برأيي أمر لا يمكن تفاديه أبداً، ولكن لا يعني ذلك الشعور بخيبة أمل، فقط يجب أن يكون لدينا الوعي الكافي لتفهم ذلك مسبقاً، والتلاؤم معه بسرعة.

حجة أخرى من حجج المعارضين لفكرة الحب على الأنترنت، وهي أن خيبة الأمل بالشخص الآخر يمكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير جداً نفسياً، ولكن كما ذكرت سابقاً فهناك خيبات أمل فيمن نتعرف عليهم واقعياً بعد فترة تطول أو تقصر، وهي ذات تأثير سلبي أيضاً على مستوى الصحة النفسية.
كذلك يقول البعض لا نعرف على الأنترنت شيئاً عن الآخر غير أن ذلك ينطبق على علاقات أرض الواقع، فهل نعرف الشخص بمجرد رؤيته؟ الأمر يتعلق بفترة التعارف وبوعي كل منا برأيي. هناك مرضى على الأنترنت كما على أرض الواقع، فنحن نتعامل مع نفس الأشخاص والـ"بني آدميين"، فوراء الشخصية السيبرية شخص حقيقي، ليس هناك برأيي أكثر أو أقل من المرضى والمهووسين هنا أو هناك، بل أنه على الأنترنت وبحكم ضعف الرقابة التي تحكمها العلاقات المباشرة يمكننا أن نعرف بسرعة نسبية درجة المرض العقلي والنفسي لمحاورنا. يكفي أن نقضي وقتاً كافياً معه ليكشف عن وجهه الحقيقي، قبل اللقاء الواقعي.
هناك مشكلة أخرى في العلاقات السيبرية، وهي أنه لا يجب أن تبقى طويلاً - بقدر الإمكان- مجرد سيبرية والانتقال شيئاً فشيئاً لأرض الواقع، لكي لا نغرق في صورة مثالية نشكلها عن الآخر.
أخيراً فمهما كانت خيبة الأمل كبيرة فإنها تبقى تجربة صحيّة برأيي تعلم الإنسان ما لم يعلم، فلقد أصبح الأنترنت جزءاً مهماً من عالمنا الواقعي، وأصبح وسيلة الاتصال المفضلة وسيكون له الدور الأساسي في التواصل مع الآخرين قريباً، وهو بدأ منذ سنوات بلعب هذا الدور فعلاً.
وكما أنه تحدث مناكشات ومناوشات وحروب داحس غبرائية أو بسوسية بين الشركاء في الواقع فقد يحدث هذا أنترنتياً أيضاً.

وأختتم هذا الجزء/المقدمة بطرفة، عائداً لـ"ولادة بنت المستكفي" الأندلسي إذ تقول له فيما تقول هاجية في لحظة خلاف:

(إنّ ابن زيدون له فقحة *** تعشقُ قضبان السراويلِ
لَو أبصرت أيراً على نخلة *** صارَت منَ الطيرِ الأبابيلِ)


:lol:

*
**
04-28-2006, 10:56 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الحب على الأنترنت .. واقعٌ أم وهم؟ - بواسطة ابن سوريا - 04-28-2006, 10:56 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كم منا يبحث عن الحب في نفسه؟ فارس اللواء 0 391 02-07-2013, 09:01 PM
آخر رد: فارس اللواء
  هل الزواج هو مقبرة الحب .؟ Reef Diab 4 997 01-09-2013, 06:34 AM
آخر رد: السيد مهدي
  الحب و سنينه marie 6 1,328 10-23-2012, 05:38 AM
آخر رد: marie
  طوبى لقلب لا يطـرح الا الحب .. و الفرح Reef Diab 11 2,964 05-03-2012, 07:41 PM
آخر رد: بهجت
  الحب من أول نظرة NigHtMaRE 29 6,213 07-17-2011, 08:48 PM
آخر رد: ATmaCA

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS