اقتباس: على نور كتب/كتبت
فالمحبة و مجابهة الشر بالاحسان لا تكون مجابهة رادعة دائما و لا تعطى الحلول للمجتمع الذى فيه طبقات مختلفة من اهل الخير بمستوياتهم المختلفة و اهل الشر بمستوياتهم المختلفة .
و بذلك فان هذه التعاليم السامية هى تعاليم تربوية و تهذيب للنفس و هى تعاليم مؤقتة لا تحقق العدل و الحق على الارض .
و لذلك نرجع الى صلب الموضوع الذى طرحته عليك سابقا ان المسيحية روحها هو العزلة و الانقطاع الاجتماعى و هو ما يسمى بالرهبنة .
الاسلام اختلف مع المسيحية فى هذا الشان و اراه مثال ناجح لتوضيح الجديد الذى اتى به الرسول الاعظم اذ انه اتى بالجديد و ابقى على ما هو صالح من القديم الصحيح .
الفاضل الاستاذ علي نور
سلام ومحبة من ملك السلام والمحبة (f)
أولا اشكرك علي حوارك الشيق والهاديء والمفيد
ثانيا إسمح لي بالتعليق علي ما جئت به من تعاليم توضح الفرق بين المسيحية والاسلام
أولا نحن نعلم جميعا قول السيد المسيح ما جئت لانقض بل لاكمل
وما تعتقده جديدا وغير موجود بالمسيحية هو موجود بكل الوضوح في العهد القديم
لكن المسيح جاء لكي يعطي الاهتمام بالملكوت والابدية ليكون هو الاهتمام الاول بكل المقاييس
لكن ما الامثلة التي تجمع بين الحياة الروحية والاجتماعية بالعهد القديم ؟؟
أولا القديس يوسف الصديق كان ناجحا لان الرب كان معه
وقيل عنه في الكتاب ان الرب كان معه , وكل ما يصنع , كان الرب ينجحه بيده ( تك 39 : 2, 3, )
ومن أبرز نواحي نجاحه , انه نجح في أمتحان العفة
انه لم يسع الي الخطية , بل الخطية هي التي سعت اليه , بل والحت عليه وضغطت , ولكنه تسامي عليها ورفض , حتي أدّي به الامر الي القائه في السجن ظاما ( تك 39 )
وكما نجح في العفة والتواضع , نجح ايضا في عدم انتقامه لنفسه
أخوته الذين ألقوه في البئر ثم باعوه , وقعوا في يديه أثناء المجاعة , وكان بامكلنه أن ينتقم منهم . ولكنه علي العكس أكرمهم , وأسكنهم في ارض جاسان , وعالهم , ولما بكوا امامه بعد موت أبيهم ظانين انه سيرد عليهم الشر الذي صنعوه به , طمأنهم وقال لهم ( لا تخافوا , هل انا مكان الله ؟ أنتم قصدتم لي شرا , وأما الله فقصد بي خيرا ,,, ولا تخافوا , انا اعولكم واولادكم ( تك : 50 )
وكما ناجحا في خلقه , كان ناجحا في عمله ,
كان ناجحا كعبد في بيت فوطيفار , حتي أن سيده ترك كل شيء بين يديه ووكله علي كل بيته ( تك : 39 )
وكان ناجحا كسجين , حتي أن رئيس بيت السجن دفع في يديه جميع الاسري الذين في بيت السجن وكل ما كانوا يعملون هناك
ولم يكن رئيس بيت السجن ينظر شيئا البتة مما في يده ( تك : 39 )
وكان ناجحا ايضا وسط زملائه في السجن , حتي كانوا يكشفون له أفكارهم , ويخبرونه باحلامهم حتي يفسرها لهم ( تك : 40 )
وكان ناجحا في علاقته بفرعون
فنجح في تفسير حلمي فرعون , وقال فرعون لعبديه ,, هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله ,, ودفع فرعون كل ما في المملكة الي يد يوسف وقال له ,, قد جعلتك علي كل مصر , وخلع فرعون خاتمه من يده , وجعله في يد يوسف , وقال له بدونك لا يرفع يده ولا رجله في كل ارض مصر ( تك : 41 )
وكان يوسف أنجح وزير تموين
في انقاذه مصر وكل البلاد المحيطة طول ايام المجاعة التي أمتدت سبع سنوات , و أمكنه أن يخزّن في ايام الشبع ما يكفي جميع الناس في ايام الجوع , وكان حكيما في توزيعه
ونجد السيد المسيح علي الرغم من محبته وتواضعه وتعاليمه السامية
قام بطرد الباعة من الهيكل وقال لهم عبارته الجميلة
بيتي بيت الصلاة يدعي وأنتم جعلتموه مغارة للصوص
ووبخ الكتبة والفريسيين في كثير من المواقف ووصفهم بالمراؤن
وكان شديدة في تعاليمه ولم يجاملهم ,
وهنا نجد إنه يمكن للانسان الروحي أن يكون ناجحا في حياته الاجتماعية
بجانب علاقته القوية بالله وبجانب محبته وتسامحه وطهارته وأمانته
ويوجد امثلة أٌخري لكني لا أريد أن أٌطيل عليك اكثر
تقبل محبتي استاذي :wr: