{myadvertisements[zone_1]}
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
الختيار غير متصل
من أحافير المنتدى
*****

المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
مشاركة: #103
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
أهلاً بالأعزاء جميعاً

عزيزي جقل

بالنسبة للسببية فأنا حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أجد لها استثناءاً واحداً ، فحتى ما تسميه بالدافع هو رديف للسببية لا يزيد عن كونه مترادفة أخرى .

فدافع الفأر لقضم السلك كان الجوع ، و لكن هذا الجوع من أين جاء ؟؟

أليس وراءه سلسلة من النشاطات الفسيولوجية أدت إليه ؟؟؟

و تلك النشاطات الفسيولوجية كيف نشأت ؟؟

نشأت نتيجة لسلسلة من الحلقات السابقة أدت إلى ظهور هذه الميكانيزمات للحصول على الطاقة .

و هناك أمثلة يمكن أن توضح دوافع غير مادية ، كأن تجلس و ترسم لوحة ، ليست بهدف البيع و لا العرض ، فقط لأنك تهوى ممارسة هذه الهواية ، فما الدافع وراء رسم هذه اللوحة ؟
إن لم يكن هناك حلقات من الأحداث السابقة على هذا الحدث (الرسم) أدت بك لأن تفعله فسيكون انعتاقاً من قانون السببية ، لكن يقيناً هناك أسباباً ، يمكن أنك ذات يوم في طفولتك رأيت من يرسم فأعجبك أن تقلده ، أو وجدتَ بين يديك قلماً فأحببت أن ترسم شيئاً ، إلخ من الاحتمالات التي لا تنتهي و التي جعلت منك ممارساً للهذه الهواية .

أن تصبح ملحداً هو نتيجة لأفكار عديدة ، ما كانت لتتكون هذه الأفكار إلا نتيجة لظروف معينة ، ما كانت لتتكون إلا نتيجة لظروف أخرى و هكذا إلى أن تعود إلى النقطة الصغيرة التي أنتجت الكون بواسطة البيغ بانغ كما ينظّر الكثير من العلماء .

و لكن ما هو السبب الأول ؟

تماماً هذا هو سؤالك و سؤال كل البشر ، و للإجابة عليه سنصل إلى حقائق لا معقولة ، بمعنى أنها تناقض المفهوم السببي المطروح فوق .

هنا لدينا احتمالين :

1- بما أن كل سبب نتيجة لسبب سابق عليه فيجب أن تكون المادة أزلية (و هذا خارج حدود المعقول بالنسبة لي)

2- بما أن كل سبب نتيجة لسبب سابق عليه ، و على اعتبار أن للكون بداية و أن المادة ليست أزلية فيجب أن يكون هناك سبباً أولياً ليس بنتيجة لسبب سابق عليه نقترح جدلاً أن نسميه الله (و هذا أيضاً يعتبر خارج حدود المعقول بالنسبة لي ، لأنه ليس من المعقول حسب مفهوم السببية المطروح هنا أن يكون هناك سبب ليس نتيجة لسبب سابق عليه) .

و بذلك فكما ترى يا عزيزي ، فأزلية المادة هي شيء فوق المعقول ضمن المفهوم السببي ، و السبب الأول (الله) هو شيء غير معقول ضمن المفهوم السببي ، مما يجعلنا نصل إلى النتيجة ذاتها التي قال بها كانت "لا يمكنك إثبات وجود الله مثلما أنك لا يمكنك إثباته"

لا أدري بالضبط إن كانت مقدمات نتيجته هي نفس مقدماتي ، لكني وصلت معه إلى نفس النتيجة .

الآن نأتي لمسألة الاختيار

أي السببين الفوق عقليين نختار ؟

هل نختار أزلية المادة أم نختار أزلية الله و حدوث المادة ؟

لقد أجاب برتراند راسل على هذا السؤال بقوله :

"لا يمكن البرهنة على وجود أو عدم وجود الله ولكني مقتنع بعدم وجوده" .

فكما ترى هنا اختار راسل الإيمان بعدم وجود الله . مثلما اخترا الكثير من الناس الإيمان بوجود الله .

فالمسألة (وجود الله من عدمه) تخرج عن سياق البرهنة العقلية لتدخل ضمن المسألة الإيمانية .

أنا شخصياً لم أجزم أمري و ذلك لاستواء الأمرين عندي في لا معقوليتهما . لم أجزم وجود إله و لم أجزم بأزلية المادة ، لكني رشّحت شكلاً للإله في حال أراد البعض الإيمان به ، سميته الإله الغائب .

هو غائب لأنه أطلق الشرارة الأولى للوجود و تركها تتوالد و تتوالد المادة تلو المادة و القانون تلو القانون لتعطي هذا الكون الذي نراه ، فهو غائب عنّا مقارنة بالإله الزخم الحضور في الثقافات السائدة .

هذا الإله حسب قانون المادة الذي ضمّنه بذرة الوجود لا يخطط لعقاب أو ثواب ، و ذلك لأن جميع ما نفعله هو أسير لقانون المادة ، فلماذا العقاب أو الثواب طالما أننا منسجمين مع ما اخترع و لم نخرج عليه .

فأن ينقذ س من الناس غريقاً ، أو أن يغتصب ص من الناس طفلةً ثم يقتلها ، هما على طرفي نقيض بالنسبة للمفهوم الأخلاقي السائد ، لأن س انسجم مع رغبة الجماعة بينما ص خرج عليها فاستحق الأول التثمين بينما الأخير استحق الإدانة .

لكن بالنسبة لإله الغائب فكلا الشخصين هما تنويع من تنويعات المادة ، و كلا الفعلين هما تنويعات أخرى للمادة ، و ما يتعلق بالأخلاق فهو جميعه (جيده و سيئه) من تنويعات المادة ، و بهذا تجده (الإله الغائب) لا يفاضل هذا على ذاك و لا يحضّر جنة لهذا أو جحيماً لذاك .

و حتى تصبح الفكرة أكثر وضوحاً ، فدعني أضرب لك مثالاً :

تخيل معي أنني أعطيتك مادة فيلمية لمشهد رعب ، مثلاً عمليات إعدام بقطع الرأس لأناس معينين ، ثم أعطيتك مادة فيلمية لمشهد عاطفي لاثنين يجلسون على حافة الشرفة يتأملان القمر ، و مشهداً ثالثاً لمصارعة حرة ، و رابعة لمصارعة ثيران ، و خامسة لاشتعال غابة ، و سادسة لأشلاء شعب تحت صواريخ دولة غازية ، و سابعة لندوة تدعو لحرية المرأة في اختيار لبسها و ثامنة لندوة تدعو لحجاب المرأة و تاسعة لأغنية مثيرة و عاشرة لتراتيل ديانة ما .

و قمت أنت بمشاهدة هذه الأفلام على الكمبيوتر ، بالنسبة لك كمشاهد قد تثير فيك هذه المواد الفيليمة ردات فعل متباينة جداً ، كذلك الفيلم الواحد قد تجده أنت جميل أو مثير أو بطولة و غيرك يجده على العكس تماماً ، و لكن بالنسبة للكمبيوتر الذي يعرض عليك هذه الأفلام فكيف تكون المسألة ؟

المسألة تصبح 01 حسب النظام الثنائي الذي يسير عليه هذا الكمبيوتر .

بمعنى أن كل هذه المشاهد هي عبارة عن تنويعات رقمية لشيء واحد هو الصفر و الواحد . أليس كذلك ؟

كذلك هو الأمر بالنسبة للإله الغائب ، جميع هذه الموجودات بكل سلوكها هي تنويعات للمادة ، فأنت و الشجرة و الصخرة و البحيرة تتكونون من جزيئات تتكون من ذرات تتكون من مئات الأجزاء الأصغر . كذلك غضبك و انفعالك هو كيمياء تجدها مفصلة في كتب الفيسيولوجي .

لذلك لا يوجد مفاضلة بين س و ص من الناس عند الإله الغائب .

يمكن أن تسألني : طالما أن مسألة وجود الله أو عدمها لا يمكن البرهنة عليها ، فلماذا تجدني أكثر من الحديث عن الإله الغائب ؟

باختصار أقول لك : أن الإله الغائب هو الحل الوسط (كما أتخيل) بين جميع الديانات ، هو الحل للذي لا يرى أن لامعقولية سبب أول ليس نتيجة لسبب سابق عليه أهون عليه من لامعقولية أزلية المادة .

لذلك يمكنه أن يؤمن بإله خالق ، لكنه ليس بعبع ، و ليس مسخاً مشوهاً تجيّره كل فئة لما تريد بتعصّب يشد البشر إلى الوراء دائماً .


يعجبني النفس اللاتبشيري عند بوذا و كونفوشيوس ، فكلاهما لا يدعوك لأن تصادق على كلامه و ترفع من شأنه ايلامس تخوم السماء ، بل يسعى لأن يعلمك كيف تعيش معه و يعيش معك ، و ليس صراعاً حول ماذا سيحدث بعد أن تموت .



تحياتي لك


الأعزاء كرداس و الصفي ، سأعود لكما قريباً

تحياتي




12-21-2004, 02:55 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - بواسطة الختيار - 12-21-2004, 02:55 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خواطر حول اللحية فارس اللواء 0 344 03-21-2014, 05:20 PM
آخر رد: فارس اللواء
  لكل من يقول : تركت الإسلام .أنت لم تعرف الإسلام حتى تتركه . جمال الحر 9 3,735 06-20-2012, 02:35 AM
آخر رد: حر للابد 2011
  خواطر حول هاجس المد الشيعي فارس اللواء 17 4,306 03-16-2012, 03:19 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  خواطر حول قصة يونس عليه السلام مع الحوت . جمال الحر 24 7,820 12-15-2011, 03:11 AM
آخر رد: ahmed ibrahim
  سورة الأعراف ـ عجائب إحصائية وبيانية متنوعة ؛ إســـلام 3 2,306 09-24-2010, 02:46 AM
آخر رد: أبو فتوح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS