{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #41
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER][B]ما هو الدين

بسبب عدم إمكانية تتبع و تجريب السلسلة السببية التي تحكم العلاقات المادية لعدم قدرة الإنسان حينئذ على ذلك - إنقطعت هذه السلسلة عند فشل الإنسان في إستكمالها و إستبدل بها المخلوقات الميتافيزيقية بإستعمال علاقات الإنبثاق.
أضف لما سبق طبيعة الإنسان و ميله للتشخيص و الغائية - الآن قد خلقت عوالم متكاملة من المخلوقات المشخصة تدخلت بالعالم تفسيرا بل و تحكما. لقد خلق الإنسان الآلهة.


منذ إستطاع الإنسان إختراع اللغة و التواصل و التفكير - و بسبب عدم قدرته على فهم بعض الظواهر الطبيعية - ناهيك عن التأثير فيها - و بخاصة تلك الظواهر الخطيرة مثل الكوارث الطبيعية - فقد إبتكر آلاف من التفسيرات و المخلوقات الميتافيزيقية ليستكمل بها هذا القصور الذي لم يحتمله عقله - و يحب علماء التاريخ و الإنسانيات تقسيم هذا النشاط الميتافيزيقي لنوعان رئيسيان حسب الوظيفة:

1- الدين: و فيه فسر الإنسان ما لم يستطيع من الظواهر الطبيعية ( بأسلوب آخر: الحلقة التي لم يستطيع تتبعها بسلسلة السببية) بالمخلوقات الميتافيزيقية.
2- السحر: و هي مقلوب العملية السابقة أي محاولة الإنسان للتأثير بالطبيعة أو العالم الخارجي - بنفس المنطق السابق - الميتافيزيقا - و كمثال حين يسود الجفاف و رغب الإنسان البدائي في المطر - فإنه مارس السحر - في تمتمات أو رقصات أو أية طقوس أخرى - راغبا في التأثير على الطبيعة.
و بنفس المنطق السابق في الدين فإن عدم إمكانية تتبع سلسلة السببية في العلاقات المادية لظاهرة ما - سبب عجزه التام عن التعامل معها بنفس - مما أدى لإدخاله العلاقات السحرية (الإنبثاق) لتقطع السلسلة. راجيا أن يؤثر فيها هذه المرة.
و لبيان الفرق - فالإنسان الحديث يعلم السلسلة السببية لظاهرة المطر و حين يريد أن يستمطر فإنه يحترم السلسلة السببية - و يتدخل بمحاكاة الظروف التي تؤدي للمطر (مثل شحنات كهربائية من طائرات للسحب ... إلخ).
أما الإنسان البدائي - فيعلم أن السحاب يأتي بالمطر من المشاهدة و التجربة
- لكنه لا يعلم من أين يأتي أو كيف يتكون السحاب - فنسب ذلك للآلهة.
- لا يستطيع التدخل لإستجلاب المطر - فحاول ذلك بالسحر.

و يلاحظ أنه في كل مرة إستطاع الإنسان أن يحل اللغز في السلسلة السببية لظاهرة ما - و التي فسرها عندئذ بالميتافيزيقا - كانت الميتافيزيقا تترحل لنقطة أبعد في السلسلة السببية يقف عندها فكره مرة ثانية.
و كمثال توضيحي:
حين أعلم في المثال السابق أن السحاب هو سبب المطر - لكني لا أعلم من أين و كيف يأتي - فأنا أعزو ذلك للآلهة. لكني لو علمت بالملاحظة أن الريح تأتي بالسحاب - لكني لا أعلم كيف تتكون الرياح - فسأرحل الآلهة لمكان أعلى بالسلسلة لكي تبعث هي الرياح التي تسوق السحب التي بدورها تنزل المطر .. إلخ.

أي أن الميتافيزيقا الممثلة بالآلهة بدت و كأنها حجز مكانة (Place Holder) بالسلسلة السببية منتظرة التفسير الواقعي من العالم الخارجي كي يتم ترحيلها بمكان أبعد بنفس تلك السلسلة. و كأن التيقن بواسطة العالم الخارجي (التجريب) يطارد و يطرد تلك الآلهة الميتافيزيقية.

و للسبب السابق و لأسباب أخرى إجتماعية و إقتصادية و سياسية - فقد كانت الأديات البدائية كيان شديد المرونة و قابل للتغيير حسبما تقتضي الظروف الخارجية.
و إستمرت تلك المرونة إلى أن ظهر ما يسمى بالأديان السماوية أو الإبراهيمية أو العبرانية. و التي إعتبرت - و لها الحق في ذلك - أن الخاصية الديناميكية للأديان - سببت ضعف في اليقين العام للدين - فتغيير و تبديل الآلهة وظيفة و شكلا و حديثا - قد بين أن تلك الآلهة كانت مجرد وهما خالصا. إضافة أن تعددها أعطاها عدم مصداقية و قلة إحترام.
و قررت الأديان السماوية معالجة الأمر الجلل:
- وحدت الآلهة بإله واحد وضع نفسه بقمة السلسلة السببية.
- وضعت دستورا ثابتا لا يتغير (بوصفه كلام الله) و المتمثل بالكتب السماوية.

أما و قد خلصت الأديان السماوية من حل المشاكل المتعلقة الديناميكية و تعدد الآلهة - فقد وضعت النواميس و القوانين للبشر - و التفسيرات لما تراه من ظواهر طبيعية و إنسانية - و هذا بوصفها طبعا نهاية التاريخ و قمة الفكر.

و لكن مع الأسف تحول هذا العلاج الشافي الذي وضعته الأديان السماوية للفكر الإنساني وبالا عليه أشد وطأه من العيوب التي قصدت علاجه - و هذا ببساطة لأنه لم يوجد نهاية للتاريخ و للتطور الإنساني الفكري و المعرفي - كما خمنت الأديان السماوية - و تحول الثبات الفكري للأديان السماوية لأكبر عائق في طريق البشرية.

و هذا إلى أن ظهر طريق جديد للفكر و اليقين الإنساني بإستحياء - وهو العلوم.

و الآن ما هي العلوم؟ و ما علاقتها بالميتافيزيقا عامة و بالدين خاصة ؟
04-29-2006, 06:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 04-29-2006, 06:24 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,784 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 14 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS