تتمة
عندما يتعمق الإنسان في فهم تصرفاته يجد أنها ليست تابعة لمشيئته وإرادته , فهي تابع لخصائص بنيته وبشكل أساسي تابع لخصائص بنية دماغه وآليات عملها .
هذا من جهة ومن جهة أخرى هي تابعة لما يكتسبه ويرثه من مجتمعه وبيئته .
فتصرفاته تبرمج بالموروث الفزيولوجي والعصبي وبالإضافة إلى الموروث الاجتماعي .
وهو إذا دقق جيداً يجد أن غالبية تصرفاته لا تنتمي إلى ذاته فهي مفروضة عليه وهي تابعة إلى بنيات خارجية , وهو في غالب الأحيان ينفذ توجيهات هذه البنيات .
فهو يجد دوماً أن المؤثرات عليه المادية والاجتماعية وبشكل خاص الفكرية والثقافية هي التي تنتج استجاباته , وبالتالي أحاسيسه وتصرفاته .
وهذا عرفه بشكل خاص الذين قاموا بالانتحار نتيجة التفكير بعبث الحياة .
والإنسان عندما يصل إلى هذا الوضع نجد أنه لا يعود يخشى أو يخاف من الموت لأنه يجد أن الإنتماءات التي توجه و تقررة تصرفاته وأحاسيسه ليس تابع لذاته .
فقد عرف الكثيرين أن الأقدار هي التي تلعب بالإنسان .
وهذا هو ما أقصده .
فالعبث والمعانات في حياتنا ( اسطورة سيزيف ) لاحظها الكثيرين .
إن كافة العقائد والأديان تسعى لكي لا يصل الإنسان إلى هذا الوضع .