عزيزي آتماكا

- أعني بالأغاني هي الكلام المغنى بالموسيقى .

- أتفق معك على أن " لهو الحديث" المقصود بالآية ، هو "الأغاني" .

- مسألة عدم ورود نص على أن الرسول طرب ، أو الصحابة ، لا يعني التحريم وإنما هو يندرج تحت باب المسكوت عنه .

- قولك : " فأنا لا أحرم شيئاً ولا أحله بل الحكم لله تعالى وحده ولرسوله صلى الله عليه وسلم . وهى أمور توقيفية يجب ان نرجع فيها لكتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - . "

مسألة الغناء ، ليست عبادة ، وبالتالي هي ليست مسألة توقيفية . فالعبادات هي ، فقط ، المسائل التوقيفية .

وإذا كنت ترى أن الأحكام التي تتبعها ، هي أحكام الله ، وأنها ليست اجتهادات في معرفة هذا الحكم . فإنك بالمحصلة ، تعتبر من يخالفك في هذه الأحكام ، مخالفا لله نفسه .

وهنا ، تتحول أنت من مجتهد يتحرى الحق ، إلى "ظل" لله على الأرض ، ومندوب عنه . وابن القيم الذي تستشهد به في إغاثة اللهفان ، هو نفسه الذي يقرر بطلان ما تقول في "اعلام الموقعين " .


- وكما قلت لك : أنا أتفق معك على أن "لهو الحديث" المذكور في الآية هو الغناء . لكن اتفاقي معك هنا ، لا يعني اتفاقي معك بحرمة الغناء .

فكون "لهو الحديث" هو الغناء ، لا يعني أبدا أنه محرم . إذ أن الآية لم تحرم أي "لهو حديث " بل حرمت نوعا واحد من لهو الحديث ، وهو الذي يضل عن سبيل الله .

وهذه هي "العلة " التي ذكرها خالد في مداخلته .

كل حكم في الشريعة مصحوب بعلة، وهي صفة ظاهرة ، بوجودها يوجد الحكم . فعلة تحريم الخمر : الإسكار ، وعلة الصلاة : دخول الوقت . وهناك أحكام ذكرت دون عللها ، كتحريم الربا .. فلم يذكر علة لتحريمه . وقد خصص الرسول الربا في مجموعة من الأصناف كالذهب والفضة وغيرها .


و"لهو الحديث" أيضا حدد بعلة ، وهي " الإضلال عن سبيل الله " .

- بقي تشديدك على " بغير علم " ، ولم أستطع فهم مرادك منه ، هل تريد أن تقول أن الآية تعني أن من يشتري لهو الحديث ، يضل عن سبيل الله بغير علم ، أي أنه يضل دون أن يعلم بأنه يضل .. أي بلا وعي ؟

إن كنت تعني هذا فأخبرني .. وإن كنت لا فوضح لي ما تريده .


شكرا لك