وإنك لعلى خلق عظيم
شكرًا أخي حسن بن الهيثم
35- تحليل شرب الخمر في القرآن
وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا (النحل 67).
وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى قَوْله : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } فَقَالَ بَعْضهمْ : عُنِيَ بِالسَّكَرِ : الْخَمْر , وَبِالرِّزْقِ الْحَسَن : التَّمْر وَالزَّبِيب , وَقَالَ : إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة قَبْل تَحْرِيم الْخَمْر ثُمَّ حُرِّمَتْ بَعْد
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُبَيْد الْمُحَارِبِيّ , قَالَ : ثنا أَيُّوب بْن جَابِر السُّحَيْمِيّ , عَنْ الْأَسْوَد , عَنْ عَمْرو بْن سُفْيَان , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } قَالَ : السَّكَر : مَا حَرُمَ مِنْ شَرَابه , وَالرِّزْق الْحَسَن : مَا أُحِلَّ مِنْ ثَمَرَته .
حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَان , عَنْ الْأَسْوَد بْن قَيْس , عَنْ عَمْرو بْن سُفْيَان الْبَصْرِيّ , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } قَالَ : فَأَمَّا الرِّزْق الْحَسَن : فَمَا أُحِلَّ مِنْ ثَمَرَتهمَا , وَأَمَّا السَّكَر : فَمَا حَرُمَ مِنْ ثَمَرَتهمَا .حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ أَبِي حُصَيْن , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } قَالَ : مَا حَرُمَ مِنْ ثَمَرَتهمَا , وَمَا أُحِلَّ مِنْ ثَمَرَتهمَا .
حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , فِي هَذِهِ الْآيَة : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } قَالَ : السَّكَر : الْحَرَام , وَالرِّزْق الْحَسَن : الْحَلَال .
حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا جَرِير , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ أَبِي رَزِين : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } قَالَ : نَزَلَ هَذَا وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْر.
حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ سَلَمَة , عَنْ الضَّحَّاك , قَالَ : الرِّزْق الْحَسَن : الْحَلَال , وَالسَّكَر : الْحَرَام .
حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبُو أُسَامَة , عَنْ أَبِي كُدَيْنَة يَحْيَى بْن الْمُهَلَّب , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد قَالَ : السَّكَر : الْخَمْر , وَالرِّزْق الْحَسَن , الرُّطَب وَالْأَعْنَاب .
حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَمِنْ ثَمَرَات النَّخِيل وَالْأَعْنَاب تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } أَمَّا السَّكَر : فَخُمُور هَذِهِ الْأَعَاجِم , وَأَمَّا الرِّزْق الْحَسَن : فَمَا تَنْتَبِذُونَ , وَمَا تُخَلِّلُونَ , وَمَا تَأْكُلُونَ . وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة وَلَمْ تُحَرِّم الْخَمْر يَوْمئِذٍ ,
حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَد , قَالَ : ثنا إِسْرَائِيل , عَنْ مُوسَى , قَالَ : سَأَلْت مُرَّة عَنْ السَّكَر , فَقَالَ : قَالَ عَبْد اللَّه : هُوَ خَمْر .
حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَد , قَالَ : ثنا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي فَرْوَة , عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى , قَالَ : السَّكَر : خَمْر .
حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَد , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ أَبِي الْهَيْثَم , عَنْ إِبْرَاهِيم , قَالَ : السَّكَر : خَمْر .
حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَد , قَالَ : ثنا حَسَن بْن صَالِح , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ إِبْرَاهِيم وَأَبِي رَزِين , قَالَا : السَّكَر : خَمْر .
حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا } يَعْنِي : مَا أَسْكَرَ مِنْ الْعِنَب وَالتَّمْر { وَرِزْقًا حَسَنًا } يَعْنِي : ثَمَرَتهَا .
راجع تفسير الطبري (جامع البيان في تأويل القرآن)
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (البقرة 219).
يقول القرآن أن الخمر و الميسر لهما منافع للناس
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا (النساء 43).
يشرع القرآن و يسمح للمسلمين أن يشربوا الخمر في كل الأوقات ما عدا في وقت الصلاة
[CENTER][size=5]الرد[/CENTER][/size]
علينا أن لا ننسى أن الزنديق تعمد ألا يستشهد بقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (90) سورة المائدة
أما قوله:
{وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (67) سورة النحل
فالقرآن لم يحل الخمر هنا. إنه يقرر حقيقة واقعة أنهم يتخذون هذه الثمرات سكرًا. لم يقل لهم الله في كتابه "اتخذوا". وهذا هو الفارق لمن يفهم.
وقوله:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (219) سورة البقرة
كذلك هنا يقرر القرآن حقيقة على أرض الواقع. الخمر فيها منافع للناس، وفيها أضرار أيضًا. وأضرارها أكبر بكثير من نفعها. فالنفع يتمثل في الربح والتعاملات الاقتصادية. والضرر فيما ثبت من علم الطب أن الخمر لها أضرار بالغة على الذاكرة والكبد وصحة الإنسان عامة وبالتالي تشكل ضررًا اقتصاديًّا أيضًا. وبحساب الربح والخسارة نرى أن الخمر هي خسارة للإنسان صحيًا واقتصاديًّا ودينيًّا لأنها تمثل معصية لله عز وجل. وقد جاء الله بهذه الآيات كعتاب للمسلمين حتى إذا فطنوا لها وسألوا النبي عن الحكم النهائي تحول الأمر من عتاب (تحريم غير مباشر) إلى تحريم صريح مباشر. والآيات تمثل نموذجًا لعلاج عادة اجتماعية ضارة متأصلة في المجتمع وضاربة بجذورها في تربته.
36- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى فقال رجل يا رسول الله ألا نسقيك نبيذا فقال بلى قال فخرج الرجل يسعى فجاء بقدح فيه نبيذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا قال فشرب. (صحيح مسلم .. كتاب الأشربة .. باب في شرب النبيذ و تخمير الإناء)
ألا خمرته: ألا غطيته. ومنها "الخمار" أي الغطاء والستر. فانظر إلى الذين يطعنون من أجل الطعن والتشكيك!!! فهم يعلمون علم اليقين انهم على باطل. ورتل معي قول الله تعالى:
{وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ} (35) سورة الشورى
37- الرسول خبير في الخمور
حدثنا مسلم حدثنا هشام أخبرنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين التمر والزهو والتمر والزبيب ولينبذ كل واحد منهما على حدة. (صحيح البخاري .. كتاب الأشربة .. باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر إذا كان مسكرا)
كان الناس ينبذون لمحمد
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو عوانة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له في تور من حجارة
ينبذ له الزبيب في السقاء
و حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن الأعمش عن يحيى بن أبي عمر عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبذ له الزبيب في السقاء فيشربه يومه والغد وبعد الغد فإذا كان مساء الثالثة شربه وسقاه فإن فضل شيء أهراقه.
حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا القاسم يعني ابن الفضل الحداني حدثنا ثمامة يعني ابن حزن القشيري قال لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ فدعت عائشة جارية حبشية فقالت سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الحبشية كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه فإذا أصبح شرب منه.
حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يونس عن الحسن عن أمه عن عائشة قالت كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكى أعلاه وله عزلاء ننبذه غدوة فيشربه عشاء وننبذه عشاء فيشربه غدوة. (صحيح مسلم .. كتاب الأشربة .. باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا)
ينبذ له يوم الإثنين و يظل يشرب منه إلى يوم الأربعاء
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يحيى أبي عمر قال ذكروا النبيذ عند ابن عباس فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبذ له في السقاء قال شعبة مثل ليلة الاثنين فيشربه يوم الاثنين والثلاثاء إلى العصر فإن فضل منه شيء سقاه الخدام أو صبه قال شعبة ولا أحسبه إلا قال ويوم الأربعاء إلى العصر فإن فضل منه شيء سقاه الخدام أو صبه. (مسند أحمد .. و من مسند بني هاشم .. بداية مسند عبد الله بن عباس)
[CENTER]الرد[/CENTER]
يوهمون المسلم بأن الرسول كان يشرب النبيذ. وللوهلة الأولى يعتقد المسلم في عصرنا هذا أن النبيذ نوع من أنواع الخمر. وهذا خطأ. فالنبيذ في اللغة له معنيان: هو أي عصير من شيءٍ منقوع كالزبيب والتمر. بل إننا ننقع "تمر الهندي" في الماء لفترة ثم نشربه، وكذلك "العرقسوس" خاصة في شهر رمضان في بعض الدول. فإذا وجدناه شديدًا أي مُرَكَّزًا أضفنا إليه المزيد من الماء. كما يطلق النبيذ على الشيء الذي يتم غليه وتخميره حتى يصير خمرًا مسكرًا. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يستعمل النوع الأول، فكان ينقع الزبيب أو التمر لفترة ثم يشربه. فإذا جيء له بنبيذ مركز خففه بالماء. كما يوهمون المسلم بعبارة وردت في حديث الرسول في هذا الشأن وهي "ألا خمرته" التي تعني "ألا غطيته فتحفظه" (وخمر إناءك، أي: غطه)، فلا شيء فيها. ولذلك فرَّق ابن عباس بين الخمر والنبيذ في حديث لمسلم عندما سئل:
2004 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لأبي بكر وأبي كريب قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي عمر عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقع له الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ثم يأمر به فيسقى أو يهراق. (مسلم. ج3. ص 1589)
4888 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد ثم أن أبا أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعرسه فكانت امرأته خادمهم يومئذ وهي العروس فقالت أو قال أتدرون ما أنقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنقعت له تمرات من الليل في تور. (البخاري. ج5. ص 1987)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى فقال رجل يا رسول الله ألا نسقيك نبيذا فقال بلى قال فخرج الرجل يسعى فجاء بقدح فيه نبيذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا قال فشرب."
2004 وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا زكريا بن عدي حدثنا عبيد الله عن زيد عن يحيى أبي عمر النخعي قال ثم سأل قوم بن عباس عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها فقال أمسلمون أنتم قالوا نعم قال فإنه لا يصلح بيعها ولا شراؤها ولا التجارة فيها قال فسألوه عن النبيذ فقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ثم رجع وقد نبذ ناس من أصحابه في حناتم ونقير ودباء فأمر به فأهريق ثم أمر بسقاء فجعل فيه زبيب وماء فجعل من الليل فأصبح فشرب منه يومه ذلك وليلته المستقبلة ومن الغد حتى أمسى فشرب وسقى فلما أصبح أمر بما بقي منه فأهريق. (مسلم. ج3. ص 1589)
أي هناك فرق بين الخمر والنبيذ. وباختصار فالخمر حرام، وأي مشروب غير مسكر وغير ضار حلال.
38- يأمر عائشة أن تأتيه بالخمر في المسجد
حدثنا أبو كريب حدثنا ابن أبي زائدة عن حجاج وابن أبي غنية عن ثابت بن عبيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أناوله الخمرة من المسجد فقلت إني حائض فقال تناوليها فإن الحيضة ليست في يدك. (صحيح مسلم .. كتاب الحيض .. باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله وطهارة سؤرها والاتكاء).
[CENTER]الرد[/CENTER]
مرة أخرى الجهل باللغة. إن لفظة "الخمرة" (لا "الخمر") هي:
(الْخُمْرَة) فَبِضَمِّ الْخَاء وَإِسْكَان الْمِيم ، قَالَ الْهَرَوِيُّ وَغَيْره هِيَ هَذِهِ السَّجَّادَة ، وَهِيَ مَا يَضَع عَلَيْهِ الرَّجُل جُزْء وَجْهه فِي سُجُوده ، مِنْ حَصِير أَوْ نَسِيجَة مِنْ خُوص. (شرح النووي على مسلم. ج1. ص 481)
39- محمد يتوضأ بالنبيذ
حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الله أمعك ماء قال معي نبيذ في إداوة فقال اصبب علي فتوضأ قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الله بن مسعود شراب وطهور. (مسند أحمد .. مسند المكثرين من الصحابة .. مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه)
274 ابن لهيعة لا يوقف على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به ولا يغتر بروايته. (أحوال الرجال. ج1. ص 155)
2096 عبد الله بن لهيعة بن عقبة أبو عبد الرحمن الحضرمي ويقال الغافقي قاضي مصر يروي عن الأعرج وأبي الزبير قال يحيى بن سعيد قال لي بشر بن السري لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه حرفا وكان يحيى بن سعيد لا يراه شيئا وقال يحيى بن معين أنكر أهل مصر احتراق كتب ابن لهيعة والسماع منه وأخذ القديم والحديث هو ضعيف قبل ان تحترق كتبه وبعد احتراقها وقال عمرو بن علي من كتب عنه قبل احتراقها بمثل ابن المبارك والمقري أصح ممن كتب بعد احتراقها وهو ضعيف الحديث وقال أبو زرعة سماع الأوائل والأواخر منه سواء إلا ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله وليس ممن يحتج وقال النسائي ضعيف وقال السعدي لا ينبغي أن يحتج بروايته ولا يعتد بها بروايته ولا يعتد بها. (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي. ج2. ص 136)
جاء في فتح الباري. ج1. ص354: " إذا ألقى في الماء تمرات فحلا ولم يزل عنه اسم الماء جاز الوضوء به بلا خلاف يعني عندهم واستدلوا بحديث ابن مسعود حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ما في ادواتك قال نبيذ قال ثمرة طيبة وماء طهور رواه أبو داود والترمذي وزاد فتوضأ به وهذا الحديث اطبق علماء السلف على تضعيفه."
وهذا كافٍ تمامًا لاعتبار الحديث ضعيف وبالتالي رفضه.
وغدًا نلتقي بمشيئة الله
|