الحبيب أتماكا

أما عن الأغاني الغير مصحوبة بآلة اللهو، والتي هي لهو حديث، فنحن متفقين على إباحتها ما لم يكن فيها هجر القول ولم تتخذ علة للاضلال عن سبيل الله.

مع لفت نظرك أن اللام في ليضل عن سبيل الله هي لام التعليل، والمبنى يدل على المعنى والعكس صحيح. ولام التعليل يسبقها المعلول وتلحقها العلة.
أدرس لأنجح
آكل لأعيش
يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله


أما عن المعازف، فقد ذكرت لتوك دليل الإباحة، وهو أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد أغلق أذنيه، وأذكرك أنه أيضا قد امتنع عن أكل الضب وكان الضب حلالا لاقراره لغيره بأكله.
وكان من روى حديث سد الأذنين هو ابن عمر(صححوني إن كنت مخطئا)، وهو صحابي مدني، والحادثة مدنية. والرسول قادر على أن يبطل المنكر بيده وبلسانه. إلا أنه اكتفى بالامتناع عن السماع، ولم يعترض على سماع ابن عمر للراعي ولا على عزف الراعي، وهو سكوت في موضع البيان.

أما حديث يستحلون الحر والحرير، فلعمري كيف يكون الحرير حراما على كلنا وقد علمناه حلالا طيبا يباع ويشرى وتلبسه النساء ولا يحرم إلا لبسه علىالرجال؟
الوصف في الصورة البيانية هو وصف شامل للبطر والتترف ويدخل فيه باطلين وهما الزنا والخمر، إلا أنه لا يعني أن كل جانب في الحديث يحرم ما يذكره، وإلا لبات الحرير محرما على النساء كما الرجال، وبات شراؤه وبيعه كتجارة الخمر محرم سواء بسواء.

ما وردنا في المعازف أن الحبيب المصطفى قد استلقى في بيته والدواري يضربن على الدفوف فما اعترض عليهن، ووردنا أنه قد امتنع عن سماع الراعي وهو يعزف مع عدم نهيه له وعدم نهيه لابن عمر عن السماع، فقد يكون عزف الراعي سيء، وقد يكون الرسول لا يحب المزمار، وقد يكون محرما عليه مباحا لنا، كما قد حرمت عليه النساء بعد زوجاته.