إرهابيون.. وليس شيئا آخر

محمد المحميد

خلاص وكفاية.. لنسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة والمناسبة، ولا مبرر بعد هذا اليوم لأن نطلق على التنظيم الإرهابي وأفراده في مملكة البحرين بالمندسين والملثمين والمخربين، فهذه أسماء خجولة وصغيرة أمام جريمة علنية كبيرة استمرت فترة طويلة دونما هوادة، وستشتعل أكثر في الأيام المقبلة، وقد تسببت تلك الأوصاف الخجولة في المزيد من العنف، وأدت إلى مزيد من الإرهاب للبلاد والعباد. ما يحدث اليوم في هذا الوطن من محاولات متعمدة للقتل، وما يحصل من حرق وتخريب هو إرهاب منظم ونشط من بعض الأشخاص التابعين للجناح العسكري الذي مارس الإرهاب في فترة التسعينيات، ورفض الاعتراف بالإصلاحات الحالية، وأخذ يصعد في الإرهاب والعنف الآن دونما رحمة ولا تمييز. إن التنظيم الإرهابي في البحرين الذي يلقي بالقنابل الحارقة والمولوتوف على رجال الأمن والمطاعم والمجمعات التجارية والفنادق، ويخرج في المظاهرات ويشعل الإطارات لا يهمه من سيموت ومن سيتضرر، لا يهمه لو مات عباس أو دعيج، لا يهمه لو قتل عبدالحسين أو عبدالرحمن، لا يهمه لو أصيبت زهراء أو عائشة، فهدف الارهابيين القتل بلا استثناء، والهدم بلا هوادة، ووقوع الحرب الأهلية والفتنة الطائفية، وإسقاط الدولة وقلب نظام الحكم، وعلى هذا الأساس يجب أن يتم التصدي له، ومن خلال هذه الغاية السيئة يجب سحقه وتجفيف منابعه، فهذا هو هدف التنظيم الإرهابي، وبناء عليه كان لزاماً علينا أن نطالب بالإسراع في تطبيق قانون حماية المجتمع من الإرهاب، وهو موجود حالياً في مجلس النواب، ولا بد من تحمل المسئولية الوطنية بإقراره والتصديق عليه وتنفيذه على أرض الواقع قبل أن تطال أيدي الإرهابيين كل مقدرات الوطن وأفراده. يحق لنا أن نتساءل وبكل صراحة من أين تأتي تلك الأموال لهذا التنظيم الإرهابي؟ من الداخل أم من الخارج أم من الاثنين معاً؟ من يقف وراءه ومن يدعمه ومن يحرضه ليل نهار ومن يخطط له، ومن يضع أجندته، ومن يرسم له مهمته في لعبة باتت واضحة وقائمة على تبادل الأدوار؟ ويحق لنا كذلك أن نتساءل هل أصبح جهاز الأمن الوطني والأمن الوقائي والإستخباراتي عاجزاً عن رصد وتعقب ومتابعة رموز التنظيم الإرهابي وأفراده؟ هل ما يصرف على الجهاز الأمني غير كاف للقبض على الإرهابيين؟ هل هناك توجيه إداري غير معلن لضباط وأفراد الأمن بعدم التصدي بقوة القانون للإرهابيين والمحرضين؟ لا يهمنا غدا لو قام رجال الأمن والشرطة أثناء دفاعهم عن أنفسهم وعن الوطن والمواطنين لو أطلقوا النار على إرهابي مجرم قاتل، لا يهمنا في الغد لو سقط إرهابي ولقي حتفه المشئوم ومصيره الأسود لحظة محاولته قتل المواطنين وحرق الأطفال في المدارس وترويع الطلبة والطالبات في الجامعات أو تفجير المصلين بالمساجد والجوامع، لن نعبأ بالإرهابي المقتول لو قامت جماعة من المحرضين وأطلقوا عليه لقب الشهيد أو الضحية أو غيرها من المسميات المقدسة، لن نترك المحرضين والداعمين للإرهاب يطالبون بعد ذلك بتعويض الإرهابيين جراء محاولاتهم لقتل الوطن ونحر المواطنين الآمنين. خلاص وكفاية.. ليسوا ملثمين، ولا مخربين ولا حتى مندسين، بل هم إرهابيون يحاولون قتل المشروع الإصلاحي، ويشرعون في تعطيل المسيرة الديمقراطية، ويمارسون أبشع أنواع العنف والإرهاب على البلاد والعباد، ومن الواجب التصدي لهم وفضح المحرضين معهم، والداعمين لهم، وحتى الصامتين عن جرائمهم.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=163094&Sn=RYTH