الخطّة الـمُضادة

حافظ الشيخ صالح

من الأحسن الآن للنظام البحريني أنْ يترك عنه بلاغة التلعثم والتأتأة العديمة النفع، ومن الحَسَن الآن، على لسان وزير الخارجية، الحديث في صراحة هكذا ووضوح عن خطّة، بكل شروط التخطيط ومقوّماته وعناصره ، هي ماضية من غير انقطاع أو وقوف، لضرب المجتمع والنظام معاً في البحرين، لا مجرّد «حوادث« مُبعثرة ومُتفرقة وعابرة، المشروع الإصلاحي للملك كفيل بتوقيفها وقطعها من دابرها.

ولكنْ كان أيضاً من الـمُفيد والنافع في تصريح الوزير الإشارة بالإصبع الى منبع الخطر الـمُتفاقم والـدّاهم، وتسمية الأشياء بأسمائها، والقول عن الخطة انها صفوية الجوهر الى نخاع العظم، واستراتيجية بعيدة الأمد، وانها ذات جدول زمني يستغرق خمسين سنة على مراحل وأطوار، وانها تشمل إقليم الخليج والجزيرة العربية بلْ المشرق العربي كله، فلا يَسْلَم منها اليمن ولا لبنان، بلْ ولا مصر، وحيثما وُجدت أوعية زاخرة أو قليلة تستقي الحركة الصفوية منها ماء حياتها. الخطة الصفوية تحتاج في إلحاح إلى خطّة مُضادة، منها الشقّ العلني ومنها الشقّ السري، ويجب ان تشمل كلّ المجالات والقطاعات، بما في ذلك التأهيل والدراسات العليا في جامعات نوعية افرنجية كُبرى، وهذا مجرد مثل يستحضره الآن الذهن لمجالات وقطاعات الخطة الـمُضادة.

يجب أن تكون الخطة الـمُضادة استراتيجية أيضاً طويلة المدى وواسعة البصيرة وتعتمد الصبر، فلا تتقطع ولا يجري إجهاضها لسبب نزوات وأمزجة، فالخطّة الصفوية صارتْ خطراً حاضراً يُهدّد، وفي سرعة قياسية مستقبلات ومصائر النظام والدولة والـمُجتمع، ولا يجوز التهوين من شأنها، ولا الاستهانة والاستخفاف بها. والخطة الـمُضادة يجب أن تكون الآن إقليمية وقومية، فالنار الصفوية إذا اندلعتْ في البحرين سوف تبلغ من فورها مداميك الكيانات الأخرى في المشرق العربي، وفي هذا السياق يبدو من السخف، وأيضاً من العبث استراتيجيا، هذا التلكؤ وهذا التمنّع وهذا التردّد في ضم الجمهورية اليمنية الى مجلس التعاون الخليجي بينما العراق يُرسل ألسنة حريقته الكبيرة، ذات الوقود الإيراني الصفوي، إلى كلّ أرجاء المشرق العربي. المنهج البوليسي الأمني لا غنى عنه ألبتة، بلْ هو ضروري جدا في الميدان، ولكنه لا يكفي أبداً، ولكنْ يبقى من الحرام جدا تحميل وزارة الداخلية وحدها، أثقالاً لا طاقة لها بها، وأثقالاً هي من غير اختصاصها، بل هي من اختصاص خطّة استراتيجية شاملة ومتينة، بما فيها قطاع التعليم العالي في أرقى الجامعات الافرنجية لسدّ النقص الـمُريع وإعداد قيادات الغد.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=163097&Sn=shkh