الأخ العزيز أتماكا،

هل خلق الرسول العظيم يجعله يهادن في حكم الله؟ سيما وأن سكوته في معرض البيان بيان؟

حين يصمت الرسول عن أمر يجب الحكم فيه، فصمته هذا بنفسه هو تقرير لهذا الفعل.
وحين يصمت الرسول عن "منكر" بظننا، ولا يرشد الراعي للتوقف عن المنكر كما أرشد أعرابيا إلى حرمة البول في المسجد، وكما أرشد أنسا إلى الأكل بيمينه والأكل مما يليه، فهذا يشير إلى أن المزمار ليس منكرا. إذ لا يحل لمحمد أن يرى منكرا ولا ينهى عنه. ولا يحل له أن يرى من يسمع المنكر كابن عمر ولا ينهاه عنه.

أما عن الأحاديث الأخريات المرية، فبمراجعة نيل الأوطار للشوكاني، فلم أجده قد اعتد بصحة حديث غير المزمار والمعازف.

وسأعود لمناقشة فقه حديث المعازف لاحقا بإذن الله، بعد أن نثبت من نفس الحديث الصحيح عن ابن عمر أن الرسول أقر الراعي على العزف ولم ينهه ولم يزل آلة اللهو التي هي منكر، وأقر ابن عمر على السماع ولم ينهه أو يأمره بالحذو حذوه بإغلاق أذنيه.
أما لماذا أغلق أذنيه الشريفتين فليس ذلك أبدا للتحريم، لأنه قد امتنع أيضا عن أكل الضب، وقد خالف فعله تقريره، فيكون الفعل خاصا إن خالف التقرير أو القول، لأن الفعل يتعلق بالنفس، والتقرير أو القول متعلقان بالغير. ويكون التقرير أو القول عامين للأمة.