{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #47
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER]تابع: ما هو العلم. و هل العلم نوع من الأيديولوجيا؟

لماذا إصطدم العلم بالدين - بالرغم من عدم وجود الميتافيزيقا ضمن دائرة إهتمام العلوم؟

لعله من المفيد أولا أن نفرق بين الميتافيزيقا الفلسفية الخالصة (التي تم إنتاجها فلسفيا و بواسطة الفلاسفة) و بين الأديان.

فبالرغم من أن الأديان بعامة و السماوية منها بخاصة تقوم على فكرة ميتافيزيقية خالصة - و هي وجود كائن علوي / متسامي / لا مادي - خلق الكون (الإنسان و ما حوله) - بالرغم من ذلك إلا أنه يوجد إختلافات هامة بين الميتافيزيقا بالفلسفة و بينها في الأديان:

- بينما تم إنتاج الميتافيزيقا في الفلسفة على يد مفكرين (فلاسفة) ذوي عقليات منظمة و عالية المنطقية (مثل الفلاسفة اليونانون القدماء) قصدوا دائما الدقة الفكرية و المنطقية - تم إنتاج الميتافيزيقات الدينية بواسطة من هم ليسوا كذلك و في مجتمعات كانت متخلفة حتى عن سياق زمنها. و القصد لم يكن الفكر و لا الدقة - بل لأهداف أخلاقية إجتماعية.

- بينما إبتعدت الميتافيزيقات الفلسفية قدر الإمكان عن العالم المادي - نجد الكائنات الميتافيزيقية الدينية تختلط بالعالم المادي إختلاطا لا سبيل لفصله (يصل لدرجة أنها تأكل و تشرب مع الإنسان و تضاجعه أحيانا).

- بينما نعلم و يعلم منتجوا الميتافيزيقات الدينية أنه أولا و أخيرا منتج فكري إنساني و بالتالي فلا قداسة في نصوصه و ليس من الغرابة أن يخطئ - إدعى منتجوا الميتافيزيقات الدينية أنه منتج إلهي (أي منتج ميتافيزيقي متسامي) ذو نصوص مقدسة و لا يمكن أن يخطئ و بالتالي فهو غير قابل للنقد.

- كون الأديان هي فكر كان القصد منه أخلاقي إجتماعي جعله ينتج غابات من الأحكام المتعلقة بالحياة العامة للإنسان - و أيضا كونه يدعي الله مصدرا جعله ينتج غابة من التفسيرات للظواهر المادية من حولنا تتناسب - بالطبع - مع المجتمع الذي ظهرت به تلك الديانات.

كان إصطدام العلوم حتميا إذا مع الأديان بخاصة - و مع الميتافيزيقا بدرجة أقل و هذا للأسباب:

أولا: على المستوى القريب و كون الأديان لم تكتفي بقلبها الميتافيزيقي و أنتجت تفسيرات و أحكام تتعلق بالعالم المادي الخارجي مثل تفسيرات خلق و نشوء الإنسان و باقي المخلوقات و تفسيرات الفلك و الأجرام السماوية و الرياح و الأمطار و الحمل و الولادة ....إلى آخره من الظواهر الطبيعية التي شاهدها الإنسان حينئذ و لم يجد لها تفسيرا عند نقاط معينة (لم يستطع تتبع سلسلتها السببية) فكان أن تم حشو هذه الفجوات المعرفية لدى الإنسان بواسطة إقحام الكائنات الميتافيزيقية مباشرة في وسط العلاقات المادية.
كون الأديان موجودة أصلا بميدان العالم الخارجي بنظرياتها و تفسيراتها قد جعلها بالمرمى المباشر للعلوم التي تعتبر العالم الخارجي هو عالمها و ميدانها الوحيد - و الأكثر من ذلك - أن منهجها الصارم و التجريبي جعل تفسيراتها الواقعية لا يمكن أن تصمد أمامها التفسيرات التي تبين خطأها أو الميتافيزيقية المتعلقة بكائنات غريبة. و يمكن تمثيل ذلك كما لو كان إنسان في غرفة مظلمة و يسمع أصواتا يتخيلها وحوشا ضارية و بكشف الغرفة بضوء ساطع يجد أن ما ظنه وحشا هو مجرد قطة أو إنسان آخر يغط في نومه مصدرا صوتا غريبا ..إلخ.
فالصدام في هذه الحالة عنيف و قسري - و تبني اليقين العلمي عوضا عن الخرافي قسري أيضا - فببساطة لن يستمر الإنسان في المثال السابق في إعتقاده بأن من يصدر الصوت هو وحش بعد أن رأى القط في الضوء حتى و إن أراد هو ذلك - و أقصى ما يمكن أن يفعله على إستحياء هو أن يقرر أنه لا بد أن الوحش (اللامرئي) هو من أمر القط أن يصدر هذا الصوت (أي تم ترحيل الكائن الميتافيزيقي لنقطة أبعد من مكانته السابقة).
و ببساطة أكثر فالعلم يستخدم مصدر اليقين الإنساني على مستوياته التحتية غير القابلة للمناقشة إلا لغير العقلاء.
أما و أن الدين كمنظومة فكرية و طبقا لكونه يفترض أنه كلام الله فإنه يتبع القانون (الكل أو لا شئ - The whole or nothing) فعلى عكس العلوم - تهديد أي جزئية صغيرة به - يهدد كامل المنظومة - فلك أن تتخيل كم التهديد الذي يمثله أقل إكتشاف علمي على منظومة الدين.

ثانيا: و على المستوى الأعلى - أي القلب الميتافيزيقي للأديان - و بالرغم من كونه لا يقع نهائيا بميدان العلوم و لا حتى بدائرة إهتمامها بشكل مباشر - إلا أن منهج العلوم التجريبي الصارم مع تطوره - قد كشف هذا القلب الميتافيزيقي للدين - بل و كامل الميتافيزيقا - بوصفها مجرد إحتمال جائز منطقيا (في أفضل صوره) غير قابل للتحقق واقعيا.
أي و بأسلوب آخر - فإن وجوده مثل عدمه بالنسبة للعالم الواقعي المادي - لا يتداخل مع قوانين المادة نهائيا بعد تراجعه بكل الميادين - و مجرد إثبات وجوده هو من المستحيلات - فما الجدوى إذا من كل هذا؟
إن وجود الله علميا كإحتمال منطقي لا ينفيه العلم و لا يثبته - مساوي تماما لأي إحتمال يمكن أن يخطر على بال أي إنسان - مثل عدم وجود الله - مثل وجود عدة آلهة - مثل وجود إله واحد أيضا لكنه ليس هذا الله الذي تتحدث عنه الأديان .... و هكذا إلى مالا نهاية.

ثالثا: و على مستويات غير مباشرة - فالتقدم العلمي سبب تغيير في كافة المنظومات الإجتماعية بشكل كامل و تام فيما يعتبر إنقلابا (أو سمها قطيعة) تاما على المنظومات السابقة من إقتصاد إلى إجتماع .. إلخ وصولا للمنظومة الأخلاقية الجماعية و الأخلاق الفردية - بما أصبح معه الإستمرار بالأحكام الثابتة و التي خلفتها لنا الخلفيات الدينية و التي تناسبت مع منظومات المجتمعات آنذاك - أصبح مستحيلا.

و الآن لماذا فعل العلم كل ذلك؟ و هذا مع كونه أول من يقر بأن يقينه نسبي و غير مطلق؟
ما هو المنهج العلمي؟

يتبع ،،
05-04-2006, 09:04 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 05-04-2006, 09:04 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,785 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 6 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS