اقتباس: Guru كتب/كتبت
الحب على الإنترنت هذا هو عُنوان الشريط. بالتأكيد لا يمكن أن يكون هناك حب _على_ الإنترنت ربّما يكون هناك تعارف من خلال الإنترنت و من ثم تحدث لقاءات خارج العالم الوهمي و تتطور العلاقة إلى حب أو صداقة أو كما يشاء الزمان..
و لا أخفيك(م) سرّاً لقد مررت بمثل هذه التجارب الإنترنتية منذ عدة أعوام :D
في الغالب تكون أسباب هذه العلاقات هو ما يُسمى بالفراغ العاطفي أو الوحدة التي تؤثر كثيراً على مشاعرنا فتجعلنا متلهفين على أي شعور بالحب/الحنان/العاطفة عموماً, هذا بإختصار و دون إطالة .
و (f) للجميع .
جلاً. ألا كيف يكون الغالب بهذه العلاقات فراغ عاطفي؟ وما يعيب الفراغ ذاك برب ديدنك أن يملأه دين حب لا يعرفه إلا شاعر أو ساحر؟
لماذا نراه شيئاً لا تعبئه لهفة أو واقع لمجرد أنه غير واقعي.
ونعود دوماً للسؤال ما هو الواقعي.
وهنا يزيد السؤال ليصل لذاك المهم؛ أين نجد ذلك الشريك الذي نحبه، أتعرف غورو؟ من أصعب الأشياء في هذا العالم أن نجد الشريك المناسب، إنه شيء غاية فعلاً بالصعوبة، وغاية في التعقيد. ذلك الشريك الذي نشعر معه بالقلب الذي ينبض بكل لحظة، وبأننا مركز حياته وهو مركز حياتنا. أن نشعر بأننا مغفلون ميتون فيه ومن أجله. هذا هو الحب لشاعر مثلي. غير ذلك هباء وعبث.
أنا -ممكن- أو هم مقتنعون تماماً بأني -أو هم- مخلوق في هذه الأرض لأحب كثيراً لأحب بوسع السماء والأرض، غير ذلك لا يهمني.
لا أريد أن أكون مجرد شخص يخلف يربي عيال ويمضي في سبيله كخراف وماعز أو صرصور. كل الكائنات الحية تقوم بدورها الطبيعي البيولوجي. أنا أضع الحب الذي أهدته إيانا الطبيعة في مركز كوني الداخلي والخارجي.
اسأل نفسك طيب: لماذا هناك فراغ عاطفي في الواقع أصلاً؟ وهل الأنترنت منفصل عن الواقع؟ وما هو الواقع؟
أذكر حين كان عمري عشرين سنة وكنت بسوريا وبواقع أحلامي ببنات كنت أعرفهن وأعيش معهن، كنت أعيش حلماً بدون واقع.
الواقع معقد جداً، والحياة أيضاً، والفراغ العاطفي لا يعبئه وجود منظور جسدي أو فيزيائي بالضرورة.
قرأت منذ أيام كتاب بعنوان (في السرير على الويب) يغير من التصورات السابقة عن الأنترنت وطريقة عمله في مجال الحب. فنحن ههنا نتحدث عن الجنس قبل اللقاء مثلاً. ولكن إن غير الأنترنت بروتوكلات تواصل تعودنا عليها فهذا لا يعني بأنها غير سليمة، هذا يعني فقط أنها تقلب الطاولة رأساً على عقب. وتغير أصول اللعبة الجاذبية والسحرية، لتكون وتصير سحراً من نوع آخر علينا أن نتعود عليه ونتعلمه.
ولا بد لنا في النهاية من الحب، الحب يبقى ويستمر. لا شيء ممكن أمامه أصلاً، لأنه هو الله ذاته، وهو الأبدية مهما اختلفت التسميات والطرق. يكفي أن نطرق طويلاً وأن نصغي لصوته الذي يصرخ من داخل أعماقنا.
فالحب في النهاية في داخلنا وليس في خارجنا، مهما تعددت سبله وطرق الوصول إليه.
(f)