قصـــــــة نـــــوح

قبل أيام كنت أبحث حول معقولية جمع نوح في سفينته كل هذه الأنواع من الحيوانات ، و وجدت الزميل canadian يفتح موضوعاً مستقلاً عن هذه المسألة أحببت أن أضمنّه شيئاً مما كنت أفكر فيه .

إضغط هنا لتقرأ مقال الزميل canadian

و كتبت أنا :

اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
قبل أيام بسيطة كنت أجهّز موضوعاً حول هذه المسألة بالذات

و لكني كنت أبحث عن أصول قصة نوح كما وردت في عدة ثقافات قديمة حيث نجد نوحاً و لكن بأسماء مختلفة (فهو زيوسادرا السومري  و أوتنابيشتيم البابلي و زيثوسراس عند الأكاديين و مانو في الهندوكية و نوح في اليهودية و الإسلام) ، و  كان أهم سؤال في الحكاية : كيف جمع نوح في سفينته كل هذه المخلوقات ؟

و حاولت أن أبحث عن عدد الحيوانات في المملكة الحيوانية إلا أنني تعثرت و من ثم أجّلت الموضوع ، لأجد الزميل CANADIAN يطرح الموضوع معززاً بالأعداد الهائلة للفصائل الحيوانية . و التي يعني مجموعها استحالة جمعها في قارب واحد ، بالإضافة لاستحالة توحيد الظروف المناخية لها جميعاً كي تعيش .

و قد خطر على بالي أن المخرج الوحيد من هذا المأزق هو ما طرحه الأخ أنتي فايروس من أن الطوفان كان محدوداً بمنطقة محددة و لم يكن عالمياً شاملاً كما في الكثير من الثقافات السابقة .

فبدأت البحث في قصة نوح و وجدت مؤشرات في القصة القرآنية - سأترك الحديث الصحيح لما عليه من الإشكالات لدى البعض - تشير إلى أن الطوفان المقصود كان طوفاناً عالمياً تماماً كما ورد في الثقافات السابقة على القرآن  .

الدلائل :

1- ذرية نوح هي الباقية :
{ وجعلنا ذريته هم الباقين } (سورة الصافات:77)  

2- ما الحكمة من أخذ الزوجين من كل الحيوانات إن كان الطوفان محدوداً ؟؟؟
أليست الحكمة هي الحفاظ على النوع لكل حيوان ؟

{ فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول، ولا تخاطبني في الذين ظلموا، إنهم مغرقون } (سورة المؤمنون:27)  

{ حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن، وما آمن إلا قليل } (سورة هود:40)  


3- أن الله يخبر نوح أنه لن يؤمن أحدٌ مع من آمن به و هم أقلاء ، { وأوحى إلي نوح أنه لن يؤمن قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون } نوح 26 مما يعني أن كل من لم يؤمن بنوح و إلهه سوف يغرق ، و يمكنكم أن تتخيلوا كم كان على الأرض من أناسٍ و أقوام لم يؤمنوا بنوح و إله نوح .

و هذه آية صريحة بأن الأرض لن يبقى عليها كافراً واحداً ، بالإضافة إلى إغراق جميع من لم يؤمن به من قبل التهديد بالطوفان و البدء ببناء السفينة . حيث يقول : " ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون " هود 37

4- قصة نوح مع إبنه :

{ ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بين اركب معنا ولا تكن مع الكافرين* قال سآوى إلي جبل يعصمني من الماء، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وحال بينهما الموج فكان من المغرقين } (سورة هود:42ـ43)  

و الشاهد في قوله "لا عاصم اليوم من أمر الله" أي أنه لا يوجد مهرب من أمر الله ، و لو كان الطوفان سيشمل جزءاً من الأرض دون جزء لكان هناك عواصم كثيرة تعصم الآلاف من الكافرين في البلدان البعيدة من أمر الله .

4- حجم الموج الكبير :
{ وهي تجري بهم في موج كالجبال } (سورة هود:42)  
و كذلك الموج الذي حال بين نوح و ابنه الذي ربما أخذ يرتقي جبلاً " وحال بينهما الموج فكان من المغرقين " ، فلا أعتقد أن موجاً يغطي الجبال يمكن أن يحدث فجأة دون أن يغطي الماء سطح الأرض جميعه .

5- الأمم التي معه على السفينة :

{ قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك، وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم } (سورة هود:48)  

و رغم أن آية سابقة تخبرنا أنه " ما آمن إلا قليل " فهذا يعني أن الأمم التي معه هي الأمم التي ستخرج من نسل المؤمنين الذين ركبوا معه .

و هذه المسألة فيها اختلاف لدى المفسرين لكنها تساند باقي الأدلة و يعضد بعضها بعضاً لأن نقول أن القرآن اعتقد بالطوفان العالمي كغيره من الثقافات السابقة .


تحياتي للجميع

و هذه رسمة جميلة لسفينة نوح