{myadvertisements[zone_1]}
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #6
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1
ويستمر جناب القمّص في سلسلة أحاديثه بتقديم سلسلة أخطائه، فيقول إن الشرط الثاني الذي يجب أن يتوفر في الفداء هو أنه ينبغي أن يكون من جنس الخاطئ، أي لا بد أن يكون إنسانا. وكعادته عندما يبتكر لنا قواعد من أعماق مخه وتفكيره، أو من تفكير من سبقوه من الضالين عن طريق المسيح المستقيم، فإنه لا يقدم لنا شواهد من الكتاب المقدس ليدلل بها على صحة منطقه، وإنما يعطينا أمثلة ويقص علينا حكايات وحواديت.

والمثال الذي يقدمه هذه المرة هو أنه لو أخذ من السيدة ناهد متولي عربية رولزرويس وخبطها في شجرة فيجب أن يقدم لها عربية رولزرويس ولا يقدم لها عربية فيات أو نصر أو رمسيس، وأنه إذا كسر لها نجفة فيجب أن يعوّضها بنجفة ولا يكتفي بأن يعطيها لمبة، أي أن الفداء يجب أن يكون من جنس المفدي عنه. ورغم أن استدلاله يبدو صحيحا للوهلة الأولى إلا أنه لا ينطبق على الله تعالى. صحيح إذا تسبب إنسان في خسارة لإنسان آخر فيجب أن يعوّضه عن خسارته بنفس قيمة الخسارة التي لحقت به، ولكن جناب القمّص نسي أنه حينما يخطئ الإنسان في حق الله تعالى فإنه لا يُلحق بالله أي خسارة، وإنما الخسارة تصيب الإنسان نفسه. فمثلا، إذا قلت لك يا جناب القمّص، لا تمش في الطريق المعوج الذي تمشي فيه، لأن فيه حُفر وعقارب وثعابين سوف تضرّك، ومن الأفضل لك أن تمشي في هذا الطريق المستقيم الذي يوصلك إلى غايتك، ولكنك بعنادك المعروف وإصرارك على ارتكاب الخطأ عصيت أمري وأصررت على مشيك في الطريق المعوج، فكانت النتيجة أنك وقعت في حفرة وقطمت رقبتك، وجاءت العقارب لتأبرك وأخذت الثعابين تنهش في جسمك وتتلذذ بأكل لحمك السمين الطري. فهل تضررت أنا بعصيانك أم أنك أنت الذي أسأت إلى نفسك بعنادك وإصرارك على السير في الطريق المعوج؟
هكذا أيضا الحال مع الله تعالى. وقد ذكرت لك الحديث القدسي الذي يقول: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضُري فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي: لو أنّ أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما زاد هذا في مُلكي شيئا. يا عبادي: لو أنّ أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما نقص ذلك من مُلكي شيئا". وهكذا ترى يا جناب القمّص أن الشرط الثاني الذي اشترطت وجوده في الفادي الذي زعمت ضرورة وجوده، لا أصل له ولا محل له من الإعراب.

ثم نأتي إلى الشرط الثالث الذي اشترطه جناب القمّص في الفادي المزعوم فيقول إنه يجب أن يكون طاهرا خاليا من الإثم، وحيث إن الأرض كلها خلت من الطاهرين حسب زعمه، فلا بد أن يكون المسيح وحده هو الإنسان الطاهر الأوحد لكي ينطبق عليه سيناريو الفيلم الذي يؤلفه لنا دعاة المسيحية الفاسدة. والغريب أن جناب القمّص يستدل من القرآن الكريم على طهارة السيد المسيح، وربما يكون هذا هو الأمر الوحيد الذي نتفق فيه مع جناب القمّص، ولكن نختلف معه في أن يكون المسيح وحده من دون الناس هو الطاهر الأوحد، وإنما جميع الأنبياء طاهرون وخالون من الإثم والمعصية التي تُرتكب بقصد التمرّد على أمر الله، أو الخروج المتعمّد على وصايا الله بقصد المعصية، وهذه هي المعاصي والذنوب التي تستجلب غضب الله تعالى، وأما ما يرتكبه الإنسان من خطأ دون قصد أو بغير سوء نية فلا يستجلب غضب الله تعالى، فهو سبحانه عليم وحكيم، فهو يعلم ما في القلوب، وهو حكيم يحاسب الناس على حسب نياتهم، وليس هو كذلك الإله الغليظ القاسي الذي يحاسب الإنسان على أول هفوة فيحكم عليه بالعذاب الأبدي في نار جهنم الأبدية. ولكن دعونا الآن نحلل ادعاءات القمّص بأن المسيح لم يخطئ ولم يرتكب أي إثم، وليكن ذلك من الأناجيل وليس من القرآن الكريم الذي يشهد بعصمة وطهارة جميع الأنبياء.

أولا: يدّعي جناب القمّص أن المسيح بدون خطية لأنه وُلد من العذراء مريم، فالكتاب يقول عن مريم "روح الله يحل عليكِ وقوة العليّ تظلّلُكِ". والسؤال يا جناب القمّص هو: أنت تؤمن بأن كل من وُلد من ذرية آدم كان خاطئا لأنه ورث الخطية، وبالتالي كانت مريم أيضا حسب مفهومك مولودة بالخطية، وبالتالي فإن من يولد منها لا بد أيضا أن يكون مولودا بالخطية. فهل إذا حلت عليها روح الله وظللتها قوة العليّ تصبح طاهرة ويمكن أن تلد إنسانا طاهرا؟ إن قلت لا، يكون المسيح مولودا بالخطية ولا يصلح للفداء لأنه ليس طاهرا، ولا أظنك تقول بهذا. وإن قلت نعم، فإنك تنسف مبدأ الفداء والتجسد المزعوم، لأنه كان من الممكن أن تحل روح الله على آدم وتظلله قوة العليّ، وتنتهي المشكلة حيث بدأت.

ثانيا: لعلك تقول يا جناب القمّص إن مريم كانت هي العذراء الوحيدة التي لم يمسها رجل، ولذلك حين يحل عليها روح الله وتظللها قوة العلي، يكون المولود منها طاهرا من الخطية. ولن أناقشك يا جناب القمّص فيما إذا كانت مريم هي فعلا العذراء الوحيدة التي أنجبت، مع أن الوثائق الطبية تكذب هذا، ولكن دعنا من الأطباء ووثائقهم العلمية، فهي فقط لمن يحترمون العلم والعقل، ودعنا نوافقك على مبدأك رغم أنه يتعارض مع العلم والعقل. دعني أسألك يا جناب القمّص: ما هي الحكمة العجيبة أن ينتظر الله أكثر من أربعة آلاف سنة حتى تحل روحه على العذراء مريم، مع أن حواء كانت عذراء قبل أن يعرفها آدم لينجب منها، وكان من الممكن أن يحل عليها روح الله وتظللها قدرة العلي، فتنجب ذرية طاهرة، وينفض المشكل.

ثالثا: إذا قلت إن حواء أخطأت ولكن مريم لم تخطئ، يكون هذا اعترافا منك بأنه من الممكن أن يكون إنسان آخر غير المسيح طاهرا لم يرتكب الإثم، وفي هذه الحالة ينهار الأساس الذي تبني عليه قضيتك، وبالتالي فمن الممكن أن يكون الكثير من البشر أيضا لم يخطئوا وخاصة الأنبياء الذين تزعم أنهم أخطأوا جميعا.

رابعا: المسيح مولود من امرأة، وكتابك المقدس يستنكر أن يكون مولود المرأة طاهرا، إذ يقول: "فكيف يتبرر الإنسان عند الله وكيف يزكو مولود المرأة" (أيوب4:25). وأيضا يقول الكتاب المقدس: "من يخرج الطاهر من النجس، لا أحد" (أيوب4:14).

خامسا: يقولون إن الاعتراف سيد الأدلة، والمسيح اعترف بأنه ليس صالحا، فمن نصدق، القمّص زكريا بطرس أم السيد المسيح نفسه؟ وأنت تعرف بالطبع ما أقصد يا جناب القمّص، ولكن دعني أذكر النص حتى يستطيع حضرات المشاهدين أن يحكموا لك أو عليك. في إنجيل مرقس 17:10 جاء ما يلي: "وفيما هو خارج إلى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية، فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا، ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله". والآن يا جناب القمّص، إذا قلت إن هذا كان تواضعا من يسوع، فإنك تصمه بالكذب لأنه قال غير الحق. وإذا قلت إن الذي تكلم كان الناسوت وليس اللاهوت فهذا يعني أن الناسوت لم يكن صالحا، فكيف يحل اللاهوت في ناسوت غير صالح؟ أجبنا يا جناب القمّص!

سادسا: سمعتك مرة في أحد أحاديثك تقول يا جناب القمّص إن القرآن الكريم ذكر أن بعض الأنبياء كانوا يستغفرون الله، واستنتجتَ من هذا أنهم كانوا خاطئين لأنهم كانوا يستغفرون الله. ولن أناقشك في هذا المنطق الآن، ولكن قل لي يا جناب القمّص، بنفس المنطق الذي تفكر به، ماذا تستنتج من أن يسوع تعمّد على يد يوحنا المعمدان؟ ألم تكن معمودية يوحنا المعمدان من أجل مغفرة الخطايا؟ يقول إنجيلكم: "كان يوحنا يُعمّد في البرية ويكْرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا" (مرقس4:1). فما هي الحاجة لأن يتعمّد يسوع "بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا" إن كان كما تقول طاهرا بلا خطية؟ وإذا كان عندك رد، أفلا تطبق أيضا هذا الرد على الأنبياء الذين يستغفرون الله تعالى؟

سابعا: الوصية الخامسة من الوصايا العشر تقول: "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض" (خروج 12:20)، ويقول يسوع: "فإن الله أوصى قائلا أكرم أباك وأمك، ومن يشتم أبا أو أما فليمت موتا" (متّى 4:15). فما رأيك يا جناب القمّص فيمن يقول لأمه: "مالي ولك يا امرأة"، كما قال يسوع لأمه حسب كلام يوحنا (4:2)؟ هل كان يشتم أمه أم أنه كان يكرمها؟ وهل تُعلّمون أولادكم في المسيحية التي تدعون الناس إليها أن يعاملوا أمهاتهم بهذا الشكل ويخاطبوهم بهذه اللغة الوقحة؟ وهل صحيح أن أيام يسوع لم تطل على الأرض لأنه لم يكرم أمه؟

ثامنا: هل سلاطة اللسان وسب الناس وشتمهم من الأخلاق الحميدة يا جناب القمّص؟ وما رأيك في المعلم الذي يسأله الناس أن يريهم آية فيسبّهم ويقول لهم أنتم: "جيل شرير وفاسق" (متّى39:12)؟ وما رأيك فيمن يسبّ رجال الدين لأنه يختلف معهم ويراهم على خطأ، هل يكون من حقه أن يقول لهم: "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون" (متّى13:23)؟ وهل من حقه أن يشتمهم فيقول: "أيها القادة العميان" (متّى16:23)؟ وهل من حقه أن يسبهم فيقول: "أيها الجهّال والعميان" (متّى19:23)؟ وإن كانوا هم على خطأ من ناحية العقيدة، فهل من حقه أن يسبّهم ويسبّ آباءهم أيضا فيقول: "أيها الحيات أولاد الأفاعي" (متّى 33:23)؟ وأنا طبعا أختلف معك في العقيدة وأراك على خطأ يا جناب القمّص، فهل هذا يعطيني الحق أن أقول لك "يا شرير، يا فاسق، يا مرائي، يا جاهل، يا أعمى، يا حيّة؟ يا ابن الأفعى"؟ هل هذه أخلاق الطاهرين من الناس الذين يصلحون لكي يحل فيهم اللاهوت يا جناب القمّص؟

تاسعا: صحيح أن كتابكم المقدس يصم بعض الأنبياء بارتكاب المعاصي والخطايا، ولكن ما رأيك يا جناب القمّص فيمن يتهم نبيا بأنه ارتكب إثما لم يرتكبه. فمثلا كتابكم يتهم النبي داود بأنه ارتكب الزنى والعياذ بالله، ولكن إذا اتهمته أنا بأنه كان لصا وقاتلا أيضا، أفلا أكون قد افتريت عليه الكذب؟ فما رأيك فيمن يتهم الأنبياء كلهم بأنهم سُرَّاق ولصوص كما فعل يسوع (يوحنا8:10)؟ ألا يكون مفتريا الكذب؟

عاشرا: ما رأيك فيمن يقول: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس (أي الشريعة) أو الأنبياء" (متّى17:5)، ويأمر الناس باتباع الشريعة حتى ولو كان من يأمرهم بها هم رجال الدين الفاسدون، فيقول: "على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيّون، فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه" (متّى2:23)، ولكن حينما يأخذون إليه امرأة كانت تزني، ويقولون له: "يا معلم هذه المرأة أُمسكت وهي تزني في ذات الفعل، وموسى أوصانا في الناموس أن مثل هذه تُرجم، فماذا تقول أنت"؟ فيمتنع عن تطبيق الناموس الذي قال إنه لم يأت لينقضه، ويقول للمرأة: "اذهبي ولا تخطئي أيضا" (يوحنا11:8).

وأخيرا: يُقال إن المرأة الزانية قد تابت، وقد يكون هذا صحيحا، ولكن ألم يكن من الأوْلى به، ابتعادا عن الشبهات، أن لا يسمح لها بأن تدهن قدميه بالزيت وتمسح رجليه بشعرها، خاصة وأنه لم يتزوج، وهناك من يتهمونه بالعجز الجنسي، ويقول الخبراء في أمور الجنس إن مثل هؤلاء الذين يعانون من العجز الجنسي يجدون إشباعا عن طريق ما كانت تقوم به هذه المرأة من أعمال؟
والقائمة يا جناب القمّص طويلة، فهناك من يتهمه بالجبن لأنه كان يخفي عن الناس أنه المسيح المنتظر، وهناك من يتهمه بالكذب لأنه كان يقول إنه لن يصعد إلى العيد ثم يصعد بعد ذلك، وهناك من يتهمه بالإرهاب لأنه كان يحض أتباعه أن يبيعوا ملابسهم من أجل أن يشتروا سيوفا، وهناك من يتهمه بالعنف لأنه قلب موائد الصيارفة في المعبد، وهناك من يتهمه بالعمل على نشر الفساد والفوضوية في الأرض لأنه قال: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئت لألقي سلاما بل سيفا" (متّى34:10)، وقال أيضا: "جئت لألقي نارا فماذا أريد لو اضطرمت" (لوقا49:12).

ونحن إذ نؤمن بطهارة المسيح  كما نؤمن بطهارة جميع الأنبياء والمرسلين، لنتساءل كيف تكون هذه الشخصية التي أطلقتم عليها اسم "يسوع" تجمع كل هذه النقائص والمثالب والعيوب والذنوب، ومع ذلك تؤمنون بطهارتها وحدها من دون الناس جميعا؟ وإذا كان من يجمع كل هذه النقائص والذنوب طاهرا، فلا بد أن الشيطان الذي حدثتنا عنه يا جناب القمّص، يشعر بأنه لا يزال رئيس الملائكة!!
من الواضح يا حضرات أن المسيحية التي يدعونا إليها جناب القمّص، لا تقوم على أي أساس سليم، وإنما هي حواديت يخترعونها ثم يستنتجون منها قواعد يبنون عليها عقائد خطيرة، لا تليق بعدل الله تعالى ولا بحكمته ولا برحمته، فعسى أن يهدي الله الضالين إلى صراطه المستقيم، وعساه أن يقطع دابر الكذابين والمخادعين، وأن يهدي المخدوعين والمضللين إلى الدين القويم. آمين.

سلام

05-09-2006, 05:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1 - بواسطة غالي - 05-09-2006, 05:00 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  العقيدة الإسلامية ثابتة .لكن ما مصير عقيدة حياة عيسى في السماء؟ جمال الحر 3 2,068 11-11-2011, 11:28 AM
آخر رد: جمال الحر
  إلى الأخوة الأقباط ما هو القمص ??? بسام الخوري 3 2,173 01-24-2011, 04:47 PM
آخر رد: observer
  القمص زكريا بطرس....ما رايك ؟ ( بدون انفعال ) fancyhoney 36 9,917 10-22-2010, 02:06 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  الله ممكن ان يظلم , هل هذه عقيدة اهل السنة و الجماعة ؟؟؟؟ على نور الله 36 8,314 09-03-2009, 11:35 PM
آخر رد: الزعيم رقم صفر
  مناقشة العضو (..) فى عقيدة الولاء والبراء أنا مسلم 69 10,937 10-08-2008, 04:55 PM
آخر رد: Obama

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS