بسم الله الرحمن الرحيم

إلى متى سنظل نتخيل ونحلم؟ ونسقط أمراضنا وأدواءنا على دول الخليج؟
إلى متى سيظل الفكر الناصري المتعفن والماركسي المتفتت وعقد النقص يحكمون تخيلاتنا تجاه كل مكسب أو فائدة تتحقق لشعوب الخليج العربي؟

ألا يكفي ما فعل هذا التفكير المريض بالدول التي حل فيها وبشعوبها؟

هل هناك أمثلة أبشع مما حل بشعب مصر وسوريا والعراق والجزائر وليبيا وكلها دول تملك النفط والموارد؟

أنتم يا سكان وادي النيل والشآم والهلال الخصيب تركتم قبائل الصحراء العربية ودول الخليج تحترق وتجف تحت شمس الصحراء مئات السنين ولم تبدر منكم إليهم خطة تنمية أو إغاثة - تركتموهم يصيدون اللؤلؤ ويرعون الصحارى الشاسعة والآن تضيق قلوبكم وأعينكم على خير أصابهم ونفط نبع من تحت أقدامهم؟

مع ذلك أجيبكم -

عندما فاض الخير بين يدي أهل الخليج في الماضي لم يقصروا في حق أهل بلادهم ولا الدول الأخرى - وحاولوا بناء اقتصادهم ورفاهية مواطنيهم - وسأقتصر على ذكر السعودية كمثال ، رغم أنني لن أصدق أو أكذب الروايات التي تذكر الترف والقمار والبذخ والفساد - فلا دليل لأصحابها عليها سوى قصاصات الصحف الفضائحية ولكنها لا تزيد ولا تنقص في أعمار الدول شيئاً - ومن سوء الحظ أن الدول المعنية لم تحقق في تلك الأحداث لدى حصولها:

عندما تسلم الملك فيصل الحكم حاول استخدام النفط كوسيلة اقتصادية لفائدة الأشقاء العرب (1973-1974) وبدأ بمشروع طموح لتملك وشراء الاستثمارات النفطية الأمريكية في السعودية ولاستثمار الغاز المرافق للنفط في صناعة بتروكيماوية عالية المستوى بمساعدة الشركات العالمية - وتكللت جهوده بالنجاح في كلتا الحالتين فالأولى أدت إلى اغتياله بعد نجاح خطته - والثانية تمت بعد وفاته حيث تم شراء كامل أسهم شركات النفط الأجنبية العاملة في السعودية (أرامكو) عام 1978 وانتقلت إدارتها الاقتصادية إلى أيدٍ سعودية بحلول عام 2000 كما تم تأسيس الصناعة البتروكيمياوية باستخدام الغاز الطبيعي والغاز المرافق للنفط (صناعات سابك) وتم تشجيع الاستثمارات الأجنبية بشراكة سعودية - ليس كما يفعل بعض حمقى الماركسيين بتأميم (ثم تحطيم) الصناعات النفطية والبتروكيمياوية بل بتشجيع الشركات المحلية والعالمية لتأتي وتستثمر بأمان ونجاح

بعد ذلك في عهد الملك خالد تمت متابعة الخطة (ليست خمسية ولا خمسعشرية) لبناء شركات سابك والتي تضم حالياً أكبر مجمعات للبتروكيماويات الأساسية والبلاستيك واللدائن على مستوى العالم

وفي فترة من فترات الفيض قررت تلك الدول منح مواطنيها قروضاً طويلة الأجل - بالملايين - تسدد على فترة عشرين سنة بدون فوائد - قروض فردية لكل مواطن لشراء أرض وبناء بيت - أو لإقامة مشاريع صناعية وزراعية وتخضير الصحراء وزراعتها بالقمح والخضراوات - ولم تعد بذلك فقط بل نفذته - وللجميع - وذلك في عهد الملك خالد بن عبد العزيز والملك فهد بن عبد العزيز

والآن لدى السعودية ودول الخليج خطط طموحة للاستفادة من هذا الفائض الجديد ستفيض عليها وعلى دول العالم الأخرى - وستجعلها من أكثر دول العالم نمواً وتطوراً - وستجعلها أكبر منتج في العالم للأسمدة الفوسفاتية والآزوتية التي هي عصب النماء والازدهار الزراعي والوفرة الغذائية - وستصبح من أكبر منتجي العالم للألمنيوم والمعادن الأخرى - كما أنها الآن أكبر منتج للنفط الذي هو عصب الطاقة والتطور الصناعي - وأكبر منتج للكيماويات البترولية واللدائن التي هي من أهم اسباب الرفاهية في المدنية الحديثة .

عندما حصل وفر للسعودية الآن لم تحاول أن تحفر الأرض وتبني النهر الصناعي العظيم - بل سهلت حياة مواطنيها ومقيميها بتخفيض أسعار الوقود بنسبة 30% وانعكس ذلك الوفر مباشرة على كل مواطن ومقيم في السعودية.