اقتباس:  إبراهيم عرفات   كتب/كتبت  
بالنسبة لـ Antony Flew، فعلى فكرة هو لم يتحول للمسيحية و لكن تحول من ملحد إلى إنسان يقر بوجود خالق للكون، و هذه خطوة كبيرة بل و جبارة يا صديقي.  

نحن بصدد فيلسوف جبار من أكبر فطاحل جامعات إنكلترا و سائر الجامعات الليبرالية العالمية. هذا الفيلسوف صال و جال في الأرض ينشر الفكر الإلحادي. و لما بلغ من العمر أرذله و صار 81 عام أخيرا، أشرق النور في قلبه و عرف أنه أضل الناس و تسبب في خسائر فادحة يجب إصلاحها قبل فوات الأوان؛

يا عزيزي ابراهيم،

كنت قد كتبت سابقاً ما يلي :

"وما الغريب في إسلام فلان وإلحاد علان !

وما أهمية أن يعلن الملحد المتمرس "فلو" إيمانه بإله لاديني أو حتى بإله ديني !

وما الفرق بينه في هذا الأمر، وبين جارانا فلان وعلان الذان أعلنا إلحادهما أو إسلامهما أو مسيحيتهما !

إسلام أو إلحاد أياً كان لا أهمية له سوى في أنه يعني أنه قد يكون وجد مبتغاه وراحته في الدين أو اللادين الذي انتقل اليه.
وهذا كل ما في الموضوع الذي لا يستحق كل هذا الضجيج المفتعل وكأن الله ورسله نزلوا إلى الأرض في زيارة سياحية !"

يعني إيمان فلو هو موقف شخصي لا يعني أحد سواه، لأن الملحد لا يتخذ موقفه بناءاً على الموضة أو على موقف شخص معين أياً كان شأنه ومكانته.

أنت تتعامل مع فلو وكأنه قسيس الملحدين الأكبر والذي إذا ما نطق بكلام و بقناعة خرّ له الملحدون مقتنعون ساجدون !

الإلحاد لا يكون بالسير وراء هذا الملحد "العظيم" أو ذاك.
هذا تفكير إيماني بحت.
الإلحاد هو قناعة فكرية مستقلة عن تأثير إيمان أو إلحاد الآخرين.
وهي لا تتغير أو تتأثر حتى لو آمن كل فطاحل الإلحاد طالما لم يأتوا بجديد سوى ترديد ما يقوله غيرهم.

ويبدو أن لا أحد يهتم لأمر إيمان فلو إلا المؤمنين.
فهم بحاجة دائمة لتعزيز إيمانهم الافتراضي ويسعون للتمسك بأصغر أمل فيضخموه ويجعلوه وكأنه برهان ساطع على صحة ما يؤمنون.

شخصياً إيمان فلو لا يعني لي شيء من الناحية الإلحادية.
وأنا حتى قبل أن يعلن إيمانه أقف ضد المبشرين بالإيمان كما أقف ضد المبشرين بالإلحاد كما كان فلو.

المبشرون برأيي، هم أكثر الناس شكاً وتشكيكاً بما يبشرون به سواء كانوا مؤمنين أو ملحدين.
ومن يضيع معظم وقته في دعوة الآخرين للإيمان أو الإلحاد هو شخص يسعى لتعزيز إيمانه أو إلحاده بإقناع الآخرين به.
وهو من أكثر الناس تعرضاً لتغيير موقفه لأن جزءاً كبيراً من قناعته مستمد من قناعات الآخرين التي يحاول تغييرها لتتوافق مع رأيه وليعزز بذلك إيمانه أو إلحاده.

لذلك فإيمان فلو هو أمر عادي جداً ومتوقع، ولا يستدعي كل هذا الاهتمام والتضخيم المبالغ فيه من قبلك ومن قبل أخواننا المؤمنين.

(f)
[/COLOR]