صوت روزا المبحوح الرقيق قليلاً الناعس حيناً والغنوج أحياناً أخرى تسلل من سماعة موبايل صديقنا المشترك ملح الأرض (كم افتقده) إلى أذني اليمني في الساعة الخامسة عصراً من صيف عام 2003 وسكن فيها.. كانت المحادثة روتينية وتختصر على السلامات ومحاولة أو توسلات الالتقاء التي لم تنجح حينها ونجحت في شهرنا هذا من عام 2006!

ماذا يعني أن تتوالى السنون، أن ألتقي روزا كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر على صفحات النادي..
ماذا يعني أن نتحدث على الهاتف، أو ندردش على الماسنجر.. أن نتبادل الرسائل أو التحايا والسلام..
ماذا يعني أن يكون بيننا أصدقاءاً مشتركين.. أن نختلف أو نتفق.. أن نحب بعضنا أو نحب بعضنا :)
ماذا وماذا وماذا..
ماذا يعني كل هذا وذلك وتلك وكل أدوات الإشارة أمام صوت روزا المتسلل من سماعة موبايل صديقنا المشترك الذي سكن أذني اليمنى وأسكن معه لحظتها شعوراً ثابتاً ويقيني بتجانس و حب قديم بيننا، قديم جدا.. يمكن بعمر فرعونية النيل وسبأية سد مآرب...
هل فكرة تجانس الأرواح والعوالم الأخرى التي يؤمن بعضنا بها ولا أؤمن - وقطعاً لا تؤمن روزا بها- صحيحة؟ هل كنا صديقتين يوماً في ذلك الزمن الغابر والمغبر (لا المغبر كان الزمن اللي بعده)؟ هل كانت روزا تلبس ثوباً قصيراُ محاكاً من الكتان والتوت صنعه لها أخوها كتا – توت (ون)، وهل كنت أحمل يومها صولجاناً مرسوم على رأسه هلال كبير وشمس صغيرة .. هل كنا نلتقي على سطوح المذابح.. أو هل كنا نغتسل في منتجعات معان بالأردن يوم كانت تفجر الأرض تحتها عصير العنب الساخن بدل الماء المالح اليوم.. ربما كانت ترسل لي روزا رسائل ثورية على ظهر هدد عميل أفسد كل خططنا ووشى بها للملك سليمان.. ربما كنت متزوجة بروزا، وربما كان لنا بيت صغير وحديقة على سفح كنيسة "لاليبلا" في أثيوبيا...
أو ربما كنت سمكة وروزا كانت مرجاناً بين منعطفات البحر الأحمر..

أنا، حقيقة، لا أعرف .. لا أعرف كيف ومتى وأين وماذا.. و..و..و عرفت روزا.. لا أعرف كيف ومتى وأين أحببتها.. سكنت أذني اليمنى .. عقلي.. وشيء آخر في داخلي لا أسميه.. وكيف ومتى وأين رأيتها حتى لحظة رأيتها يوم الخميس الفائت الموافق 11 من شهر مايو لسنة 2006م(*)..
نعم رأيتها.. وفي ذلك حديث آخر..


-----------------------------------------
(*) أشعر بوجوب توثيق هذا التاريخ، حتى لا تتعب روزا وفيليكس ثانيتين آتيتين من المستقبل في البحث عن قصة التقائهما الأولى كما نفعل الآن ..


:redrose:
وحشتيني أكثر..