تحياتي أيضاً عزيزي مستر كامل،

بداية للحوار اليوم يا عزيزي أودّ أن ألفت انتباه حضرتك بأننا من البداية ارتأينا أن نتحلى بالنظرة والمعالجة المنطقية للأمور وللأفكار. ولا أظن نفسي خللت بهذا الأمر. أما بالنسبة لك فأخاف أن أقول لك ذلك. لأنه يظهر لي وكأنك تجرّ الأمور بهذا الإتجاه.

لا شك أن ذلك نابع من إيمانك بالإسلام والقرآن ومحمد (وأتفهم ذلك طبعاً). ولذلك نرى بأن إخلاصك العميق لديانتك يجعلك تدعس قليلاً على حدود المنطق وتتجاهله نسبياً.

للتوضيح:

تعال نأخذ سوية صحيفة يومية عادية لوقتنا الحاضر وأحوالنا الراهنة، والمليئة بالمقالات المتنوعة، دينية، سياسية، اجتماعية، رياضية و .. و .. الخ. سنأخذ من كل مقالة الكلمات التي نختارها على ذوقنا.

نعود إلى واقعنا ومواضيع حوارنا! فالكتاب المقدس بعيد كل البعد عن الإسلام ومحمده وقرآنه. إن القرآن كتاب لا علاقة له إطلاقاً بإله الكتاب المقدس. فأن تأتيني وتحاول إثبات أفكار معينة موجودة في قرآنك وتدعمها بكلمات أو عبارات من هنا وهناك من الكتاب المقدس بتحوير هدفها عن القصد الأساسي منها؛ هذا لا يصلح يا عزيزي. يعني كي أكون صريحاً كاملاً معك: لا يوجد أي إشارة في كامل الكتاب المقدس عن محمد أو قرآنه أو حركته! فلا تحاول معي أن تلوي أعناق الآيات التي قيلت عن آخرين لتطبقها عليه. إنك بذلك تضع الأفكار الأخرى للكتاب المقدس في تضارب مع استنتاجاتك! ولا يجوز لك أن تقول لي بأن تلك الآيات التي تضارب أفكارك هي آيات محرّفة. إن كانت محرّفة؛ لماذا اخترت آيات أخرى تتناسب مع تحويرك لهدفها الأساسي؟ فإما أن تقبل الكل أو أن ترفض الكل. لا يحق لك أن تختار ما تشاء وترفض الباقي بتهمة التحريف!

نعود إلى موضوعنا للمتابعة:

اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
يُخْتَنُ خِتَانا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدا ابَدِيّا.

Gen 17:14 وَامَّا الذَّكَرُ الاغْلَفُ الَّذِي لا يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. انَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».

و نحن اتباع وأبناء ابراهيم لأننا نعمل أعمال ابراهيم ... اما انتم فلستم أبناء ابراهيم ... لأنكم لو كنتم أبناء ابراهيم لكنتم تعملون أعمال ايراهيم.

هنا يا عزيزي أرى بأنك تخرج عن الخط! فإن أردت أن تستعمل هذه الآيات اعلاه لسبب ثقتك بصحتها وفعاليتها؛ عليك أولاً أن تأخذها بحسب المعنى الذي قيلت فيه. فأولاً لا يمكنك أن تقول لي بأن المسلمون هم نسل ابرهيم من اسمعيل! ربما محمد ذاته أتى من قبيلة من نسل اسمعيل (ليس لدي ما يؤكد). لكن حتى ولو افترضنا ذلك، فمعظم مسلمو الأرض هم من تابعي الإسلام نتيجة للغزوات والسيف الإسلامي، وليس لأنهم من نسل اسمعيل. عدا عن ذلك فالآيات أعلاه لم توجـَّه إلى نسل اسمعيل. إنها بالتحديد لابرهيم ونسله اسحق (ولو أن اسمعيل كإبن لابرهيم جرى ختنه أيضاً). إليك الدليل:

الآيات التي حضرتك اقتبستـَها موجودة في الإصحاح 17 من سفر التكوين. وإذا أخذت ذلك الإصحاح من أوله تجده انتقل إلى مرحلة ابرهيم وهو بعمر 99 سنة. وطبعاً كان قد ترك الحديث عن اسمعيل في الإصحاح الذي سبقه عندما كان ابرهيم بعمر 86 سنة. فالإصحاح 17 يتحدث بالتحديد وبالتخصيص عن اسحق وليس عن اسمعيل. والعهد الذي قطعه الله معه كان سيمر من ذلك السلك وليس من اسمعيل:

اقتباس:" 17: 18 و قال ابراهيم لله ليت اسماعيل يعيش امامك
17: 19 فقال الله بل سارة
17: 21 ولكن عهدي اقيمه مع اسحق
http://st-takla.org/pub_oldtest/01_gen.html

من ناحية ثانية، الكلمة "أبد" أو "أبدياً" لا تعني دائماً بالضرورة الـ "لا نهاية"! فهي تعني أحياناً اللانهاية، ولكن أحياناً أخرى تعني "وقت غير محدد" أو "فترة جيل" أو "مدى حياة أحد" أو "فترة ما" أو "وقتاً طويلاً" أو "وقتاً وقتياً إلى أن يجري أو يحدث كذا وكذا". ولذلك فموضوع الختان كان أبدياً بمعنى دوامه مع أمة اليهود العبرية الجسدية إلى أن أتى المسيح. بعد ذلك صار التشديد على الختان الروحي بدلاً منه (ختان القلب):
[QUOTE]" 2: 28 لان اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديا ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانا
2: 29 بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان – رومية 2 : 28 و 29.
http://st-takla.org/pub_newtest/45_rom.html

ولا شك بأنك توافق منطق الرسول بولس هنا. فإن أخذنا الأمر لنطبقه على المسلمين؛ عندئذ ستجدون نفسكم في مأزق إن اعتبرتم كل مختون مولود في عائلة مسلمة هو أتوماتيكياً مسلم حقيقي. فالختان عندكم لا يضمن كون الشخص مسلماً، ولا حتى هو بين المطالب الخمسة الرئيسية للإسلام (الشهادتان - الصلاة – الزكاة – الصوم – الحج).

[quote] مستر كامل كتب/كتبت
و ابراهيم اختتن وعبد الله الواحد الذى لا ثالوث له ولا ابن ولا نظير له و ولا شريك و لم يسجد لصنم ولا تمثال ولا منحوتات ولا أيقونات !

وهل أنا قلت لك العكس؟

اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
أما بالنسبة لأشخاص كبولس أو بطرس أو حتى برنابا فلو دعوا الى ترك عهد الله الأبدى و هو الختان و لو قالوا لنا حتى أن الله نفسه قال هذا ... فسنقول لهم و قتها : إن الله لم يكلمكم قط ... اذهبوا عنا يا فاعلى الإثم !

حسناً، إن كان عهد الله أبدياً)؟

إذاً بحسب قولك فالذي يبطل عهد الله هو من فاعلي الإثم أليس كذلك؟ (انتبهوا على حالكم يا أخي!)

اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
و هل كانوا قد نسوا ما قاله لهم يسوع !!!
ما هذا الذى نسوه حتى يذكرهم به؟!

القضية ليست قضية نسوا أو لم ينسوا! القضية هي أن يسوعاً كان قد ذكر بعض الأمور التي لم يجرِ فهمها آنذاك (يوحنا 16 : 12). فبعد حلول الروح القدس فتح الله أذهانهم ليدركوا معناها الحقيقي والقصد منها. (آه صحيح! أذكر عندما قيلت تلك الكلمات ولم أفهمها! أما الآن فأفهم لماذا قالها وما معناها!) فإذاً القضية هي قضية تذكير بما لم يفهموا. لكن يضاف إلى ذلك طبعاً دعم الله لذاكرة خدامه. فعند الحاجة واللزوم يجلب إلى ذهنهم أفكاراً وآيات كانوا قد قرأوها منذ زمن طويل وغابت عنهم:

اقتباس:" 10: 19 فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف او بما تتكلمون لانكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به
10: 20 لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم – متى 10 19 و 20.
http://st-takla.org/pub_newtest/40_matt.html

[quote] مستر كامل كتب/كتبت
أذكر لنا أمثلة من تذكير الروح القدس (المعزى-البيركليت)بكل ما قاله يسوع فى الاناجيل الاربعة

النقطة ليست السرد الإملائي أو الببغائي للأناجيل يا عزيزي. الأمر هنا هو فتح الأذهان للفهم والاستيعاب، وتمكن من شرحها وتوضيحها للسامعين ليعتمد منهم فوراً حوالي 3000 شخص. مع أنه قبل 10 أيام فقط كان من بين غير الفاهمين والسائلين يسوع: "هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل؟". (راجعها في سفر أعمال الرسل 2 : 14 - 41):
http://st-takla.org/pub_newtest/44_acts.html

[quote] مستر كامل كتب/كتبت
كل الكلام هنا عن السبت حتى أن اليهود ج عادوا وسألوه عن اباحية الابراء فى السبت ؟؟!!! ...فمن أين أتيت أنت -يا عزيزى- بما تقول أن أيضا
أنا لم أقل أنها عائدة على شيء آخر. أنا قلت بأنه كان قد أعطاهم حججه بخصوص عدم نظرته للسبت كما هم ينظرون، وأضاف إلى حججه تلك الفكرة " (من أجل تلك الإضافة).