{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #50
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
اقتباس:إن اعتقادنا في شيء ما يساعد على تشكيل الواقع الفعلي لصالح تلك المعتقدات
استكمل في هذاه المداخلة عرض الموضوع مشيرا أن كل أسطورة هي مجرد رؤوس أقلام قابلة لأن تكون شريطا منفصلا .:97:
يرى علماء الإجنماع أن نظرة الإنسان للطبيعة البشرية هي واحدة من أهم القواسم الاجتماعية التي تتعمق في صميم وعي أفراد المجتمع و تؤثر في الطريقة التي يفكرون ويتصرفون بها ، بالتالي يمكن أن نقول أن تصرفات الناس لا تنفصل عن رؤيتهم و تصوراتهم للسلوك الإنساني و أن اعتقادنا في شيء ما يساعد على تشكيل الواقع الفعلي لصالح تلك المعتقدات ، لمزيد من التوضيح ..
هناك مجتمعات تعتقد في فساد الطبع البشري و بالتالي يترسخ لديها حاجة الإنسان المستمرة إلى التوجيه الخارجي ، مثل تلك المجتمعات تعطى سلطة فوقية كبيرة للنصوص الدينية ذات التوجيه الأخلاقي و تنتقل تلك السلطة بالتبعية إلى رجال الدين و رموزه ،و هناك مجتمعات على النقيض من ذلك تعتقد أن الإنسان يملك داخله مقومات الكمال لو تحرر من المعوقات الخارجية و بالتالي هو قادر على التوجيه الذاتي بناء على تجاربه الخاصة ، ومن الطبيعي أن تعطي المجتمعات الأخيرة أسبقية مطلقة للإنسان و تحرر حركته ، و طبعا غني عن البيان أن تلك هي النظرة الإنسانوية ( الهيومانية ) المعاصرة التي ترى القوانين الأخلاقية وليدة الحياة الواقعية وأنها نسبية .
عندما نمعن التفكير فيما سبق سنجد من المنطقي أن تتلازم النظرية التي تنادي بأن الطبيعة البشرية فاسدة وغير قابلة للتغير مع الأصولية الدينية و تلاقي قبولا و دعما واسعا من الأصوليين الإسلاميين بشكل خاص ، وهذا يعود لأسباب بديهية فهذه النظرية تنظر للإنسان ككائن خطاء بالتكوين لابد من قيادته أخلاقيا بواسطة قوى خارجية ، كما تبرر أيضا قبول الحلول التي قدمت لمشاكل الماضي من أجل مواجهة مشاكل الحاضر و اعتبار التغيرات الاجتماعية مجرد عارض شكلي لا تأثير حقيقي له ، إن القبول بفكرة ثبات الطبيعة البشرية هو شرط لازم لتمرير مقولة صلاحية التشريع الإسلامي لكل زمان و مكان ، طالما أنه يمكن تهميش المتغيرات الزمانية و المكانية .
لا يمكن بسهولة فهم البنى المنطقية للأصولي بدون تقدير لهذه الأسطورة ، فهذه النظرية تؤدي إلى الاختزال الفج للواقع السياسي و الثقافي في أفكار نمطية prototypical ideas راكدة ، و بالتالي تصبح الأفكار النمطية -التي تكون دائما سلبية تجاه المخالف و إيحابية عن الذات - مكونا أساسبا للموروث heritage الثقافي و الإجتماعي ، و يؤدي هذا النوع من التقكير عن طريق الصور التمطية الغير مبررة عقليا إلى تشوهات في إدراك الذات self- perception و الآخر ، و تؤكد الدراسات السيكولوجية الإجنماعية إلى إرتباط تلك الأفكار النمطية بالتعصب prejudiceضد المخالف و بالتالي إلى التمييز ضده ، فالأصولي يدرك الواقع فقط خلال نماذج نمطية ذات طبيعة دينية ، فهو لا يفرق بين القبطي المصري المعاصر و الصليبي القديم فكلاهما مسيحي ،ولا يميز بين البيرت أينشتين و يهود بني النضير فالجميع يهود ،ولا يفرق بين الفيلسوف الوجودي سارتر و الحكم بن هشام فكلاهما كافر بالله !، بل و كيف نفهم - بدون هذه النظرية - الاستحضار الأصولي لرموز الماضي و تقسيماته في الصراع الدموي المحتدم بين الأصوليات السنية و الشيعية في العراق ، فالشيعة يرون السنيين أحفاد معاوية و يزيد و قتلة الحسين ، بينما يراهم السنة روافضا خارجين عن الإجماع و أبناء ابن العلقمي الخائن !.
ينكر الأصوليون الجذور الاجتماعية و الاقتصادية للصراع ، فهم يرونه فرديا بين الشر و الخير بين المؤمن و الكافر بين المسلم و الآخر ، فالقبول بالصراع الاجتماعي يخرج الحراك الإنساني خارج دائرة الدين إلى مجالات أخرى لا سيطرة لهم عليها ، إن الخطاب الأصولي يقتضي تجاهل أو تحريف الواقع الاجتماعي ، فالمناقشة الجادة للواقع الاجتماعي ستؤدي إلى نقل الصراع من مجال العقيدة إلى نسق اجتماعي مختلف بمرجعياته و آلياته ، وفي مجال تصويرهم للصراع بين الخير و الشر ينكر الأصوليون إنكارا تاما الحراك الاجتماعي و الصراعات المتولدة عنه و تقسيم الناس إلى أصحاب عمل و عاملين ، و بالرغم أن ذلك يبدوا مستحيل التحقيق إلا أن الأصوليون يصورون الصراع كمسألة فردية سواء في أصوله أو ظواهره ، إذ لا وجود أصلا للجذور الاجتماعية للصراع ،و أنت لا تصادف في الأدبيات الإسلامية ما يشير إلى تلك الصراعات الاجتماعية إلا نادرا و بقصد الشجب و التأثيم .. ينشد العقل الأصولي الإسلامي الخلود قاهرا الفناء و الزمن ، فهو يؤمن بأن هناك جوهر خالد ( الروح ) تستعصي على الفناء ، و أن هناك حياة أخرى سرمدية في عالم الغيب و الشهادة ، هذه الرؤية يشاركه فيها المؤمنون بالديانات الإبراهيمية و كثير غيرها ،و لكن الأصولي ينفرد بنظرة اختزالية للتاريخ فهو لا يعبأ بالوجود الزمني سوى كطريق للآخرة ، و ليست هذه النظرة هي ما يذهب إليها الفكر العلمي التجريبي الذي لا يرى وجود أي شيء ثابت أو جوهر ،و أن الشيء ليس سوى مجموعة من الظواهر المحسوسة .
05-19-2006, 07:52 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية . - بواسطة بهجت - 05-19-2006, 07:52 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! زحل بن شمسين 8 1,093 06-26-2013, 08:16 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  تشكيل مجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الجديد للربيع العربي الملكة 1 1,037 06-25-2012, 04:14 AM
آخر رد: الملكة
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الحسناء السورية والوحش .الأساطير تهاجم الأساطير بالسواطير التلمودية بقلم/ نارام سرجون فارس اللواء 0 664 02-17-2012, 05:41 AM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,252 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 9 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS