اقتباس: شيفا كتب/كتبت
السعودية يا سادة تصنع - ليس عن طريق و كالة أو شركات عابرة للحدود –
السعودية يا سادة صنعت محلياً أقمار إصطناعيه و أطلقتها للفضاء فكم أرسلت بلدانكم من أقمار ؟.
كنت سأكون أسعد منك لو كان هذا الكلام صحيحا
لكن للأسف ، السعودية لا تستطيع بإمكانياتها الذاتية أن تصنع علبة بسكويت بالحليب أو الشكولاته .
يشتري السعوديون مصنعا جاهزا من بلد صناعي ويأتون بعمالة أجنبية يحشرون بينها عددا من السعوديين (غالبا كسالى وعديمو الكفاءة او محدودوها) ، وفي حالات يشترطون على مصانع الأسلحة الغربية أن تبني مصنعا في السعودية وتشغله مقابل اتمام الصفقات الضخمة ، ويسمون هذا الأشياء "صناعة" .
صناعة دون قاعدة عمالية ـ حرفية ـ فنية وقطعا دون قيم الصناعة وثقافتها وتقاليدها .
وفي سياق أعرض لا أدري لماذا تبدو السعودية على هامش التاريخ العربي الحديث (وليس لها تاريخ غيره) ؟ لماذا لم يرتبط اسمها بحدث كبير أو بتحول مهم في حياة العرب ؟ ولماذا لم يخرج منها نموذج يمكن احتذاؤه أو فكرة مؤثرة أو كتاب يستحق أن يقرأ أو بيت شعر أو حتى نكتة يرددها "المستعربون" ؟
لا بل حتى في العلوم الإسلامية التي من المفروض أن تعني هذا البلد بشكل خاص : لماذا لم تنجب السعودية شيخا في حجم السوري عبدالرحمن الكواكبي ولا منظرا لغويا في حجم اللبناني عبدالله العلايلي ولا باحثا في التراث الإسلامي بحجم المغربي عابد الجابري ؟
وللشيعة : لماذا لم تفرز الشيعية السعودية مرجعية لها اسم ؟ مثل حسين فضل الله مثلا ؟ ولماذا لم تفرز شيئا مثل مهدي عامل أو عائلة مروة ؟
وفي السياسة والحكم ، لماذا تعجز السعودية عن إقامة نظام حكم حديث على نمط الملكية الأردنية مثلا ؟ (بالمناسبة النموذج الأردني في الحكم هو ما طالبت به بالاسم "المعارضة" السعودية؟)
في القرن التاسع عشر أسست بعثات تبشيرية بعض المدارس في ارياف وضيعات بلدان الزعتر ، عدة مدارس كانت كافية لإخراج جيل كامل من المجددين وصناع الثقافة امتلأ بهم بر العرب وبحرهم يستنهضون "الأمة" ويجددون تراثها ويربطونها بالعصر .
وفي نفس القرن أرسل حاكم بلاد الفول بعثة تعليمية إلى فرنسا فعادت ليخرج منها رفاعة الطهطاوي الذي أطلق موجة في الفكر والثقافة ما زالت هي العمود الفقري للثقافة العربية الحديثة حتى يوم الناس هذا .
وفي المقابل ، أنفقت بلاد الكبسة والمعصوب والمندي خمسة تريليونات دولار أو نجوها ورغم ذلك لم تتفتح في أرضها زهور ، فأين العالم السعودي وأين المهندس السعودي واين الطبيب السعودي وأين الأديب السعودي ؟ واين الفيلسوف السعودي ؟ وأين رجل الدين السعودي ؟
لا شيء تقريبا ، "أبيض يا ورد "
انظر مثلا للإعلام ، امتلك السعوديون كل أو معظم وسائل الإعلام العربية الكبرى ، لكن هل انجبوا إعلاميا مثل الزعتري فيصل القاسم او الزعترية جيزيل خوري ؟
ما سر هذه البلادة السعودية ؟
سؤال أراه وجيها ، والأحق بطرحه ومحاولة الإجابة عليه هم السعوديون أنفسهم ، وهذا إذا كانوا تعلموا كيف يطرحون الأسئلة وكيف يحاولون الإجابة عليها .
وعلى الأقل يحاولون أن يُخرجوا بلدهم من هذا الهامش العربي الضيق الذي تعيش فيه ، وهي على الهامش رغم كل البهرجة والصخب .
أما العروبة التي تعايرنا بها ، فلك أن تلفها في شماغ من ماركة "البسام" و........تسمح بها طيزك :hii: