سبق ان قلت في موضوع هام ما ان الشعر العربي الحديث يدين الى ثلاثة شعراء كبار سوريين يجانبهم من فلسطين درويش ومن العراق السياب "في تأثير اضعف لهذا الاخير" على حداثة شعرية عصفت بالكتابة العربية ...
"طبعا لا و لن ننس باقة من شعراء مصر وباقي البلدان الناطقة بالفصحى العربية"

من اهم الكبار الذين زغللوا بصر الشعراء الشباب هو نزار قباني ...
هذا الشامي العتيق الذي حمل كل عبق الشام ورسم في قصائده كل ملامحها الزخرفية و طرَقَ في مواضيعه شاعريتها ورقة حاشيتها الاثيرة الجهيرة للعيان..
طبعا موقفه من الانثى ومواضيعه السياسية هي ما اسبغت عليه الراهنية الواقعية التي لولاها ما كان نزار ليتعدى شاعرا رومنطيقيا يداعب احاسيس المراهقين النافرة... هذه المواقف مهما كانت وجهة نظرنا بها تحمل الخصوصية النزارية... اضافة الى لغة تدخل تفاصيل الجسد وتعانق انفلات المشاعر دون ان تروض جماح الانفلات العاطفي الذي اشتهر بنا نحن ابناء اسماعيل اليعربي

طير مهاجر يحلق في سماء النادي يرمي لنا بريشه الشعري الملون ليرسم حديقة من ياسمين و عريشة من فل في صحراء تدخل فصلها الصيفي المجدب

كنت انتظر دون شك ان ارى في نهاية القصيدة اسم نزار قباني و حين لم اجده عدت الى البحث عن التميز والاختلاف
والجديد الذي جاءنا به طيرنا المهاجر...
فوجدته في واقعية الخيبة الذاتية والحرقة اللاذعة رغم العنفوان الذكوري الفاضح...

تبقى عدوى الشام اقوى من عدوى الشعر و اشد فتكا من عدوى العشق
تبقى للعواطف جموحها
وتبقى القصيدة النزارية رائدة في صنفها وضمن فضائها الخاص الذي يتسع لكل جديد ولكل مجدد

تحية كبيرة لك يا طيرا يهاجر
:redrose:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني