اقتباس:لكن ما هو مكسب الذي استفاد من نسخة الانترنت؟ توفير بضعة دنانير لن ترهقه إن أنفقها؟

ربما تكون الحجة بأن "الكتاب غير متوفر في مكان إقامتي"، سأقول هذه ليست بحجة؟  هناك مكتبات على الانترنت تؤمن الكتب وبتكاليف بسيطة، هناك دائماً معارف يسافرون ويتنقلون وبإمكاننا أن نطلب منهم تأمين الكتب.
أو حتى دار النشر ذاتها في كثير من الأحيان تؤمن الكتب لطالبيها.

دعونا نكون صريحين قليلاً، من يحتاج كتاباً بشكل حقيقي، لن يعدم الوسيلة، لن يعدم الوسيلة بإيجاده أبداً.

يا بسمة:

لا أريد معارضتك فأنت تتحدثن عن "الأخلاق" و لا يملك أحد أن يعارضك هنا.. لكن لنفكر في الأمر من زاوية أخرى.. ما هو متوسط دخل المواطن العربي؟ و لو أراد أن يشتري كل هذه الكتب فماذا تبقى له كي يشتري لحم و دجاج إلخ؟

من زاوية أخرى، أنا مقيم بالولايات المتحدة. أنفقت سنويا بمعدل 2000 دولار سنويا على كتب لبنان على الأقل. أغلب الناس هنا لا ينفق مبلغ بهذه الضخامة. مستوى معيشتي إقتصاديا هنا يقول إننا على خط الفقر و لا يصح أني أنفق مبلغ كهذا لأن سيأتي يوم و أذهب فيه للمستشفى كما يحدث و دون أن أشعر و فاتورة المستشفى ستكون 16000 دولار على الأقل. هل أتعلم و أقرأ أم أتعالج؟ و نقطة أخرى، في الألفين دولار هذى كان ثمن الكتب أقل من ألف و الباقي أجرة بريد و نباهة أصحاب المكتبات في حشر تكاليف هنا و هناك حتى يصلوا لما يريدون و هم يديرون "البيزنس".

نقطة ثالثة يا بسمة: أغلبنا مهاجرون.. احنا مهاجرين. أصحاب الموقع هذا أسسوه و بداخلهم حنين لثقافتهم العربية. أكثر من أرسل لهم كتب في صورة ورقية لا يقيمون في أي بلد عربي و لكن إما في هولندا أو بلجيكا أو أميركا أو أميركا أو السعودية ... أغلبنا يحصل على الكتاب العربي و كأنه ترف.
هناك شيء في الحياة اسمه sharing أي أن عندي كتاب و أعطيه لك أو أعطيك نسخة منه لأني مؤمن بالمشاركة. لابد أن نسعى لنخدم جميع الناس و بدون تفرقة. هناك معارف لا زالت مكتومة يا بسمة. أمس بالليل تأسفت أنه لا توجد كتب صوفية مرجعية على النت فلو طلبت كتب للسهروردي أو ابن الفارض فلن أجدها و كأني اطلب لبن العصفور. لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!

و نقطة أخيرا يا ست بسمة: كل إنسان يقضي في ضميره بشكل أخلاقي و يحكم على نفسه. في كلا الموقفين أنت على صواب مائة بالمائة لإنك في الحالة الأولى صاحبك النبل و في الحالة التالية صاحبك حرصك على حماية المؤلف و حقوقه. في كلتا الحالتين أنت على صواب. لا نقدر أن نحكم في ضمائر الناس و نتهمهم بانتهاك حقوق هذا او ذاك فشتان بين من يسرق ليطعم نفسه و بين من يسرق لأن يصبح المليون مليونين و هلم جرا. لذلك أجد أني متعاطف جدا مع المومسات و من يكافحون على لقمة العيش بطرق قد تبدو غير شريفة للبعض ممن يجلسون في أبراجهم العاجية. أتعاطف جدا و بشفقة مع جميع الناس.

تحياتي لك.

(f)