الاخ ابراهيم

الف الف شكر لمبادرتك اللطيفه.... انا فتاة

المعلومات عن الكتاب تجدها كما انسخها لك




العـــــــــــــروج فـــــــي ملكـــــــوت المتنـــــــــــــــــبي - رزاق ابراهيم حسن / بغداد



الكتاب : العروج في ملكوت المتنبي
المؤلف: محمد جواد الغبان
الناشر: دار النشر- دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد
سنة الاصدار: 2004

عرفت بعض الآداب القومية قيام نقاد وباحثين بتكريس جهودهم او معظم هذه الجهود لاسماء بارزة في ثقافة معينة او ادب معين وقد كرس باحثون عرب جهودهم لادباء اجانب مثل شكسبير وجيمس جويس وبريخت وتستحق اسماء بارزة في الثقافة العربية وفي الادب العربي لان تكون موضع اهتمام ودراسة مستمرين من باحث معين او عدة باحثين والمتنبي الشاعر الكبير في مقدمة هذه الاسماء.
واذا كان المتنبي قد حصل في حياته علي من يهتم به ايجاباً وسلباً فأن الاجدر بعصرنا ان يشهد من يهتمن به ومن يكرس جهوده لمتابعة وتوثيق ما يقام له من مهرجانات وندوات وحلقات دراسية وما يكتب وينشر من دراسات خاصة وان مكانة المتنبي في الادب العربي قد تعززت واصبحت اكثر تألقاً من السابق واصبحت الاختلافات بين الباحثين عن حياته وشعره اكثر سعة وتنوعاً واصبح يقف الي جانب ابرز الاسماء في الثقافة العالمية.
ونستدل من كتاب (العروج في ملكوت المتنبي) الصادر عن دار الشؤون الثقافية ان المتنبي قد وجد من يتابع تأثيراته وما يقام لاجله من مهرجانات وندوات ويكتب عنه من دراسات ويتعامل مع كل ذلك بالحضور الملموس والقراءة المتأنية والموقف النقدي ويتمثل ذلك بالاستاذ محمد جواد الغبان مؤلف هذا الكتاب ويجمع كتاب (العروج في ملكوت المتنبي) بين علاقة المؤلف بالمتنبي وعلاقة الآخرين بالمتنبي وهو يتوزع علي سيرة المتنبي وكانت بعنوان (اضواء علي شخصية المتنبي وشعره) وعلي سيرة المؤلف مع المتنبي وهي بعنوان (ملامح وذكريات من رحلة في عالم المتنبي) كما يضم قصيدة طويلة للمؤلف بعنوان (ديوان المتنبي بعد الف عام) وما قيل وكتب عن القصيدة من تحليلات وآراء.
وقبل هذه العناوين ومتونها يبدأ الكتاب بتقديم يؤكد فيه ان (الطريق المفضية الي عالم المتنبي ملأي بالمزالق والعقبات والمنعطفات الكثيرة والخطيرة ولابد لسالكها من التوكؤ الي احاطة دقيقة ومعرفة وثيقة بكل ما كتبه الكاتبون وما قاله فيه القائلون اضافة الي ان ما قيل وما كتب حول المتنبي تحتاج تنقيته من الشوائب الي نظر عميق وفكر وقاد ، ووعي ناضج يضم الحوادث بعضها الي بعض ويقارن الروايات بعضها مع بعض ليصل من وراء ذلك الي النتائج السليمة والاستنتاجات السديدة التي تنتهي به الي الحقيقة).
ويقول في التقديم ايضاً(اذا كان بعض مؤرخي الادب العربي ودارسيه في العصر الحديث قد اوجزوا حياة المتنبي وشخصيته في سطور او صفحات محدودة فأن ذلك لايخرج عن كونه سرداً مدرسياً لايناقش القضايا ولايتفحص الحوادث ولايحلل الاحداث واذا كان قد ناقش بعضاً منها فأنه اغفل البعض الآخر وذلك البعض الآخر الذي بقي - بدون نقاش - كثير وكثير جداً مما حفزنا علي بذل جهد كبير من اجل انجاح مهمة كبيرة وخطيرة بأنجاز عمل لم يجازف احد قبلنا بأنجازه وذلك بأختزال عشرات الكتب ومئات البحوث والدراسات والمقالات التي تدور كلها في فلك المتنبي لغرض انجازها في صفحات معدودة).
والمؤلف الغبان لايقف عند حدود ذكر عناوين هذه الكتب والبحوث والدراسات والمقالات وتقديم نبذة مختصرة عن ابرز اهتماماتها ومحاورها وانما يحاول تقديم وجهات نظر عن بعضها والاشارة الي الافضل والاسبق في دراسة المتنبي اذ يذكر ان اوسع ما تضمنته كتب التراجم عن المتنبي هو ما جاء في كتب (يتيمة الدهر) للثعالبي واوسع ما في الموسوعات الادبية عن المتنبي هو ما جاء في (خزانة الادب) للبغدادي.
ويقول :(أما الكتب التي صدرت في العصر الحديث في تاريخ الادب العربي فكلها تناقلت اخبار ابي الطيب وقدمت نماذج من اشعاره ولعل اوسع ترجمتين في كتب (تاريخ الادب العربي) هما ما جاء في كتابي(تاريخ الادب العربي) للدكتور عمر فروخ وتاريخ الادب العربي للدكتور شوقي ضيف ففي كل منهما ترجمة موسعة للمتنبي وتحليل واف لحياته وشعره اما كتب التراجم التي صدرت في العصر الحديث فلعل اوسع ترجمة للمتنبي فيها هي ما جاء في كتاب (اعيان الشيعة) للسيد محسن الامين).
وينقل عن المؤرخ ابن خلكان وهو من علماء القرن السابع الهجري ان احد مشايخه الذين اخذ عنهم بأنه وقف علي اكثر من اربعين شرحاً لديوان المتنبي واحصي الاستاذان( كوركيس عواد وميخائيل عواد) في كتابهما (رائد الدراسة عن المتنبي) اكثر من الفي مرجع من كتب ودراسات ومقالات تدور في فلك المتنبي وتدرس حياته وشعره كما احصيت مئة وثلاثاً وسبعين نسخة خطية من ديوانه وذكر اسماء اثنين وستين شرحاً لديوان شعره موزعة علي ست وثلاثين مدينة في العالم العربي والاسلامي.
ومما يذكره الاستاذ محمد جواد الغبان في كتابه ان اقدم شروح ديوان المتنبي هو شرح العالم اللغوي ابو الفتح عثمان ابن جني وهو معاصر للمتنبي وصديقه وراوية شعره وشرحه اكثر الشروح تداولاً مع شرح (معجز احمد) لابي العلاء المعري وشرح (الواحدي) وشرح (العكبري). واهم الشروح الحديثة شرح (اليازجي) وشرح (البرقوقي) كما يذكر ان اقدم طبعة من ديوان المتنبي هي طبعة (كلكتا) في الهند (1230 هـ 1814) ثم توالت طبعاته في (بمبي) وفي اماكن اخري من الهند طيلة القرن التاسع عشر الميلادي واول شرح لديوان المتنبي يطبع في الهند هو شرح (الواحدي) اذ طبع في (بمبي) 1271 هـ 1855 وفي مصر صدر ديوان المتنبي عن مطبعة بولاق عام 1261 هـ 1845م، وطبع ديوان المتنبي في دمشق عام 1306هـ - 1889م.
وهذه معلومات تقدم علي سبيل الاستشهاد اذ ان المؤلف يتابع الطبعات المختلفة لديوان المتنبي وشروحه والكتب المؤلفة عنه قديماً وحديثاً ويفاضل بين كتاب وآخر ودراسة واخري.
وكان من الطبيعي والمفترض بشخص يمتلك هذه المعلومات عن المتنبي ان يمتلك وجهات نظر مختلفة عن الآخرين في التعامل مع هذا الشاعر وهذا ما حصل فالاستاذ الغبان يري ان المتنبي يلقب بالكندي نسبة للمحلة وليس لقبيلة كندة وان اباه لم يمارس مهنة السقي وان حساده ارادوا الانتقاص من قدره فحرفوا كلمة (عيدان) الي (عبدان) وجعلوها لقباً لابي المتنبي وانه ينتسب لعائلة تعرف قيمة العلم والادب وان (اباه الحقه في طفولته في احد كتاتيب اولاد الاشراف من العلويين ومن البعيد جداً بل من غير المعقول ابداً وفي مثل ذلك المجتمع الطبقي ان ينتظم طفل وهو ابن سقاء في سلك ابناء الاشراف من العلويين).
ويتطرق المؤلف الي لقب المتنبي علي انه لايرجع الي ادعائه النبوة وانما لان حساده واعداءه ارادوا الاساءة اليه بهذا الادعاء كما يقدم المؤلف امثلة علي ان المتنبي ليس من المتهالكين علي جوائز الممدوحين وانه لم يكن طالب مال وانما طالب دولة وسلطان كما ان مصرعه لم يحصل بسبب الهجاء وانما هو (نتيجة لمؤامرة واسعة حاكت خيوطها جهات متعددة من اعداء المتنبي وحساده).
ان وجهات نظر المؤلف الاستاذ محمد جواد الغبان عن بعض جوانب حياة المتنبي بحاجة لان توضع وتدرس في اطار سيرته الذاتية وبشكل يجمع بين الوقائع والتحليل لكي تأخذ موقعها في هذه السيرة ولاتكون مجرد ملاحظات عليها وعلي ما كتب عنها.
ويخطر في الذهن عند قراءه كتاب (العروج في ملكوت المتنبي) ان يعززجهد الاستاذ محمد جواد الغبان بحلقة دراسية عن مخطوطات ديوان المتنبي والاكثر دقة وصواباً منها ومقارنة ذلك بالمطبوع والمتداول بين الناس وحلقة دراسية اخري عن تعامل النقد القديم والحديث مع المتنبي وما ينبغي تحقيقه علي ضوء المناهج الحديثة.
ومن المفيد ايضاً ان تخصص ندوات وحلقات دراسية عن المتنبي في الدراسات الاكاديمية وعن المتنبي في دراسات المستشرقين وعن تأثيره في الاداب العالمية المختلفة.
ولعل شاعراً مثل المتنبي يستحق مركزاً او متحفاً يحمل اسمه ويجمع ما خط وما طبع له من دواوين وما كتب عنه وهذه فكرة ينبغي علي العراق تبنيها والمبادرة الي تحقيقها خاصة وان المتنبي كوفي عراقي ومن الشعراء الذين اعطوا العراق الموقع المتقدم في الشعر العربي.

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 2115 --- Date 20 / 5 /2005

جريدة (الزمان) --- العدد 2115 --- التاريخ 20 / 5 /2005


علما باني كتبت الى الجريده ولم اتلق الرد

تحياتي:97: