هل يستطيع أحد أن يتكلم عن طعم طبق ما دون أن يتذوقه؟
لطالما كرهت الأرضي شوكي
ولاأستطيع أن أقربها من فمي
لكن إن سألتوني ماهو سبب كرهي لها أو إن سألني أحد ما عن طعمها فإنني بالتأكيد سوف أرد بالنفي
فأنا لم أتذوق الأرضي شوكي
بل إني نفرت من رائحتها وشكلها قبل أن أضعها في فمي
ليست الأرضي شوكي هي الوحيدة التي نالت مني كل هذا الاحتقار
بل إن البامية والملوخية والسبانخ والسلق والبازلاء والفاصوليا (حبوب) والباذنجان المطبوخ والمقلوبة
والكثير غيرهم........ قد –أيضا- تم نبذهم من قبل أنفي ثم فمي ثم معدتي

فهل يمكنني أن أعبر عن رأيي بالبامية وأنا لم أستطع أن أسكنها ملعقتي حتى!!

لاأحب النبيذ ولا أشربه
فهل يمكنني أن أكتب الأشعار غزلا بالخمر؟
لست بقادرة على التفريق بين الوسكي والشامبانيا فبالنسبة لي كلهم سواسية
العرق والبيرة هما من أستطيع أن أكتشفهما بالرائحة قبل التذوق
وإن وضعوا أمامي بيرة وأيستي لاحترت بين الاثنتين

فهل يمكننا أن نبدي رأينا في شيء لم نجربه مطلقا؟

هل يمكننا أن نصف جمال اسبانيا وطبيعتها لمجرد رؤيتنا لبعض الصور؟
أوليس من زارها ومن عرفها واختبر طقسها في كل الفصول هو الأجدر في وصفها

هل يمكن لنا أن نعمم صفة الغباء على الشعب الأميركي كله دون أن نحتك مباشرة مع هؤلاء؟

هل يمكن لنا أن نقرف من عاشقين يفعلان كل شيء في علاقتهما الجنسية إن لم نختبر الرعشة في حياتنا؟

هل يمكننا أن نتكلم عن الديمقراطية والحرية الاجتماعية والاقتصادية والفكرية وأن نفصفصها عظمة عظمة إن لم نكن يوما أحرار...

شباب العُرب
أنا أمر في حالة ملل وإحباط (بعد حالة الخواء التي تكلمنا عنها سابقا)
قد تؤدي لليأس الجزئي القابل للانقسام النصفي = -
وقد لاتؤدي لشيء = 0
وقد تتحول لشيء جميل = +

فاعذروني..... فالطريق مسدود ياولدي
مسدود مسدود
والمستقبل مسود
وقصير أيضا
وخال من العلامات ......... والترقيمات والإشارات
حتى علامات الساعة والدقيقة والثواني

لكم خســــــــــــــــــــة محمرة