{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #59
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[quote] بهجت كتب/كتبت
الإبمان الديني : سوف أنقل إلى هذا الشريط جزءا من مقالة طويلة كتبتها في مجلة الأثير بعنوان ( نقد العقل الديني ) لأنها مرتبطة بحوارنا السابق عن الدين .
إن الإنسان لا يؤمن بالله و يعتنق الأديان لأسباب عقلية و محاجات منطقية ،و لكنه يؤمن على خلفية عاطفية . وهناك أسباب متعددة لهذا الإيمان ، فمثلا يتعلم الإنسان منذ الصغر أنه لابد أن يؤمن بالله ليكون إنسانا طيبا يحبه المجتمع ،و أن الله سيساعده لو آمن به ،و أيضا سيعاقبه لو لم يفعل ، و أن الإيمان و التدين يجعلان الإنسان فاضلا ، رغم أن هذه الفضيلة لم ألاحظها في المتدينين !.
.
.
.
كذلك يؤمن الناس بسبب الخوف .. الخوف من العالم و من المجهول ومن الانكسار و البؤس و أيضا الخوف من الموت . في مواجهة الخوف يشعر الإنسان بالحاجة إلى أخ أكبر يساعده و يحميه ، هذا الأخ لابد أن يكون بالغ القوة و يخصه بالحب و الرعاية ، كذلك لابد أن يكون قويا ليبطش بأعداء أصدقائه الأرضيين ، وهل الله الذي تؤمن به الأديان غير ذلك ؟.

الزميل المحترم / بهجت

تحياتي و إحترامي ,,

بداية لا يستطيع أي منا أن ينكر أن الدين ظهر لإشباع إحتياجات نفسية و عقلية معرفية و إجتماعية لدى المجتمعات البشرية. كما تفضلتم سيادتكم بذكر البعض منها و كذلك الزميل الفاضل / نبيل حاجي.
كما لا نستطيع أن ننكر أنه و لوقتنا الحاضر تقوم الأديان بأدوار تختلف من مجتمع لآخر - فبينما إقتصرت في المجتمعات الغربية و الشرق الأقصى على دور نفسي روحاني - نجدها في مجتمعاتنا مازالت تحارب للقيام بالأدوار التي كانت تقوم بها منذ قرون - و هذا على الرغم من إنتفاء علة قيامها بتلك الأدوار بقيام نظم فكرية عقلية أخرى أكثر صرامة بهذه الأدوار كبديل طبيعي للأديان.
و المشكلة كل المشكلة كما أراها و أحاول سرد تفاصيلها بهذا الشريط في التناقض المعرفي بين العلوم و الخلفيات الدينية.
و جوهر الأمر أن هذا التناقض ليس كما نحب أن نصوره كتناقض أيديولوجي و نتمثل في ذلك العداوة و التناقض المسيحي / الإسلامي التاريخي - فالحقيقة أن كلا هذين المعسكرين في هذا التوقيت كانا يتبعان نوع واحد من الخلفيات المعرفية و هي الدينية - بل و الأكثر أنهما و كما تفضلتم بذكره - من أصل واحد.
فالتناقض أشد وطأة من ذي قبل - و هذا لأن التناقض بداخل ذواتنا نفسها - و ليس حالات من الحروب الدموية الخارجية.
فإعتماد العلوم كخلفية معرفية - سبب قطيعة حادة مع الخلفيات الدينية بكافة منظوماتها (الإقتصادية و الإجتماعية و الأخلاقية) بما لا يقبل الحلول الوسط.
و قد يبدو هذا التناقض سهل الحل للوهلة الأولى - فما علينا سوى إختيار أحد الطريقين (الدين مثلا) ثم نخطوا فيه واثقين من أنفسنا و من ما نوقن.
لكن الحقيقة دون ذلك - فالمعرفة العلمية صارمة و غير قابلة حتى للمناقشة من خارج منظومتها ذاتها. أي أنك تستطيع أن تعارض نظرية فيزيائية من داخل العلوم ذاتها و قياسا على تكذيبها بالتجريب في العالم الخارجي - و يصبح من المضحك أن تعارضها بآية من هذا الكتاب المقدس أو ذاك.
القضايا و النظريات العلمية من أصغرها (الأجسام تتمدد بالحرارة) لأكبرها (نظريات الكم و النسبية) هي قضايا قاهرة نسبة لعقل الإنسان - و هذا لكونها تعمل على القواعد الأساسية للإنسان العاقل كي يحكم بالصحة أو الخطأ. و بالتالي فلا يوجد مجال مطلقا لإختيار أي من الطرق.
فتصديقنا للعلوم جبريا - و تناقض تلك العلوم مع معارفنا جبريا أيضا - لا نستطيع أن ننكر العلوم إلا بالخروج من عقولنا - و لا نستطيع أن نتركها تدمر هويتنا الدينية التي نراها السمة الوحيدة التي طالما تشدقنا بتميزنا بإمتلاكها.
إن هذا التناقض الأسطوري غير المسبوق تاريخيا - أنتج خللا عقليا خطيرا بمجتمعاتنا سبب عطب و فشل جميع محاولاتنا نحو النهوض. و رب مصادفة جميلة أن تكتبون سيادتكم اليوم مداخلة جميلة عن نظرية المؤامرة و البارانويا الجماعية في:
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية - نظرية المؤامرة
فهذا التناقض العقلاني غير المحتمل أنتج العديد من الأمراض العقلية و النفسية بمجتمعاتنا كما تفضلتم بسرده.
بل و الأدهى و بما أن هذا التناقض أصبح عاملا شديد الضغط و الإلحاح فقد وصل الأمر بمجتمعاتنا للمنحى إما إنهاء وجود هذا الآخر (و الذي نتمثل وجود المعرفة العلمية في وجوده و نهيئ لأنفسنا كي نستطيع أن نخفف حدة هذا التناقض أن نظرياته العلمية مؤامرة على الإسلام) - أو إنهاء وجودنا ذاته - ألا نحس أن مجتمعاتنا باتت تنحو نحوا إنتحاريا - على المستوى الفردي (الإستشهاديين كما نحب أن نطلق عليهم) و على المستوى الجماعي (في إستعداء قوى لا قبل لنا بها)؟

[quote]يرفض العقلانيون الأديان لسببين أحدهما ثقافي و الآخر أخلاقي .
أما السبب الثقافي هو أنه لا يوجد سبب يدعونا للاعتقاد بصحة الأديان ( بما في ذلك المسيحية و اليهودية و الإسلام ) فهي ترتكز بشكل محوري على فكرة راسخة ( دوجما ) عن وجود إله قادر و عاقل ،وهذه الفكرة تدحضها عبثية الحياة ،و أن الكون محكوم بالفناء ، فالحياة على الأرض ستنتهي بخمود الشمس ، و الكون ذاته سيتقلص و ينتهي طبقا للقانون الثاني للديناميكا الحرارية ، وهناك أيضا أن الإيمان الديني يدعونا إلى الاعتقاد أن واجبنا هو التسليم المسبق بمجموعة من المعتقدات لا تدعمها الشواهد المادية ، و بهذا ننكر كل الشواهد المادية التي تتعارض مع معتقداتنا ، وهذا الانحياز هو بالطبيعة ضد التفكير العلمي . هناك أيضا سبب أخلاقي لأن هذه الأديان تكرس قيما و أفكارا تنتمي إلى عصور تاريخية سابقة كان فيها الإنسان أكثر قسوة و غباء .

لا وجود لإله خارج المادة أو فوقها ، بل لا وجود للوجود خارج المادة . ليست هناك قوة روحية ، أي روح للكون أو روح للإنسان ،و إنما قوة التطور هي خاصية للمادة التي تكون الإنسان و تصنع الحياة . إن أفضل ما نعبر به عن ذلك هي أن ( العقل كامن في المادة ) ، و أن الخير و العدل كليهما يوجدان في العقل.


إن العقل البشري للإنسان الطبيعي في حالاته المستقرة لا يستطيع قبول التناقض - و وضع قبول الشئ و نقيضه هو وضع غير مستقر لا يمكن إستمراره - و المعرفة العلمية تتصادم مع الأديان على كافة المستويات و هذا هو موضوع المداخلة القادمة لي بهذا الشريط - فمن مستوى الفكرة المحورية للدين (فكرة الإله - إلى كافة المنتجات الدينية (الكتب السماوية و الأحاديث) و البشرية (الفقه و التوحيد).
أضف إلى ذلك تناقضا صارخا على مستوى منظومات أكثر بعدا عن المحور مثل المنظومة الأخلاقية - فالعلوم قد أنتجت بالضرورة منظومة أخلاقية متمحورة حول قيمة الحرية - في تناقض صارخ مع منظومة أخلاقية دينية تتمحور حول الطاعة و العبودية.
و هذا بخلاف المنظومة الإقتصادية التي أنتجتها المجتمعات الليبرالية و التي تقف على قواعد راسخة في العالم الحقيقي متناقضة مع عشوائيات و تهريج إقتصادنا.
[quote]إن البشر يتبنون الأفكار التي يجدون فيها منفعة لهم ، وأن الأفكار الخاطئة و الوعود المخادعة سرعان ما ستنقرض و يطويها النسيان ،و أن الأفكار الجديدة النافعة و السديدة ، ستنهض من جديد و بقوة حتى تلك التي كبتت أو نسيت ، و لكن يوجد ما يعيق التطور المأمول ، و ذلك أن البشر دائما يخلطون القديم الضار و الجديد النافع سويا ، كمن يخلط الماء النقي الجديد بالماء الآسن فيفسد الأول .إن العقل البشري لا يستطيع أن يعمل بشكل جيد لو اختلطت فيه القيم و الأفكار و الأشخاص . فلا يستطيع العقل البشري أن يقوم بواجبه لو عاش فيه أينشتين و المسيح و بوذا و داروين وعمر بن الخطاب و نيوتن جميعا ،و لكن نظمنا التعليمية تخلق مثل تلك الفوضى .
إن الكتب السماوية لن تكون ضارة طالما أبقت رأسها في السماء ،و لكنها ستكون خطرة و مدمرة لو وضعت أرجلها على الأرض

أتفق معك تماما - و الخوف كله أن تدمرنا معرفتنا البائدة قبل أن نفهم ذلك و نخرجها من حياتنا إلى مكانها الطبيعي - بقاعات المحاضرات في أقسام التاريخ.

لك كل إحترامي ,,
05-25-2006, 05:49 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 05-25-2006, 05:49 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,784 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 18 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS