{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟
الليبرالي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 149
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #9
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟
(f)(f)
تحية للجميع

يقيني أنه قد حان الوقت لنتأقلم ونتآلف مع الحقائق المرة .. والتي لا أجد فائدة من إنكارها خاصة عندما تكشفها العولمة وانهيارالحدود الثقافية بين الدول ...

وهذا برأي لا يكون إلا بإتباع منهج نقدي قاس ينصب على الذات وينطلق منه في وصف الحال الراهن واجتراع الحلول الجريئة، لا أنصاف الحلول التي لا تنفع إلا لتسكين الألم دون أن تقضي على الآفة ...

* * * * *

يقول التيار الوسطي المنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية :
أن المصيبة لا تكمن في الإسلام كشريعة متكاملة، بل بما فعله المسلمون أنفسهم بالإسلام ..
وأظن أن زميلنا العاقل من قائلي هذه العبارة :

" ويقول الشيخ محمد عبده بعد رحلته من أوروبا :
لقد وجدت هناك إسلاماً ولم أجد مسلمين، وعن العالم الإسلامي لقد وجدت مسلمين ولم أجد إسلاماً " .

فالإسلام لديه يقترن بحالة التطور التي عاشها هناك وانعدمت في مصر وسائر العالم العربي
لكن ألا يحق لنا التساؤل ..
أليس لهذا التطور آلية ما، أم أنه حالة وصفية ترافق هذا الدين أينما وجد ؟

هذا التيار ينطلق من غنى الشريعة الإسلامية بالحلول لكافة المسائل والقضايا الحياتية بحيث يستطيع المشرع الاستناد على أي منها
للخروج بما يتناسب والعصر وروح الشريعة في آن


فما المانع إذاً من الانطلاق من التراث الغني الذي استمر قروناً طويلة وكان مثار حسد الشعوب الأخرى ومن ثم تطويره كما عمل سائر الفقهاء في التاريخ الإسلامي ..

أقول هذا مفترضاً أن هذا ما يجاهر به زميلنا العاقل الذي لا شك سيدلي بدلوه مدافعاً عن وجهة النظر التي يعتمدها .
** ** ** **

في كتابه رسالة في اللاهوت والسياسة يعتبر سبينوزا أن عافية المدن ونجاتها تكمنان في ممارسة حرية التفكير، وفي التعبير عنها ونشرها وتوزيعها ..

وأظن أن سبب جمود حضارتنا يعود بالدرجة الأولى إلى غياب حريةالتعبير، باعتبارها تكفل التطور الفكري وملاءمته كما مجاراته لما تقتضيه حاجات العصر ..

وهي التي تعيش وتقتات على تعدد الأصوات وتنوع وجهات النظر والسؤال هو :

- هل استطاعت الشريعة الإسلامية أن تضمن هذا التعدد وتحميه ؟

- هل هيأت لهؤلاء المفكرين الذين عاشوا تحت كنفها فاحتضنت خلافاتهم الاجتهادية وأمن لهذا الخلاف القاعدة القانونية ، أم أن هذه الشريعة تضاربت واختلفت مع ذاتها باختلاف طبيعة المشرع أو اختلاف نوازعه ومآربه فأدت إلى اضطهاد وتهميش لا بل تكفير المتنورين منهم حتى بات مجمل مفكري وفلاسفة هذه الأمة ملاحقين ومنبوذين ؟

- هل شكلت أرضاً صلبة لإغناء الفكر أم أن هجرة أغلب علماء العرب والمسلمين إلى الفلسفة اليونانية كان بمثابة ثغرة في حصن التأطير والانغلاق على الذات والتي ساهمت الشريعة في تشكيله ؟

- وهل نجح المعتزلة وسواهم من المفكرين في الخروج عن هيمنة الشريعة التي تعارضت في أغلب زمنها مع المنطق الإنساني أم أن فترة ازدهارهم الفكري لم تدم طويلاً أمام مدرسة التفسير الحرفي للنص والتي استمرت حتى زمننا هذا حتى سادت مع سواد الفكر الوهابي على أغلب العلماء المسلمين المعاصرين ؟ بواسطة الأموال والدعاية والإعلان .

- وأتساءل هل حملت الشريعة في النهاية بذرة الأناة الفكرية والجشع الإنساني بحيث استعملت في الغالب من قبل الحكام المسلمين ومن حولهم علماء ( السلطة ) لخدمة الطغاة والانغلاق كما والخوف من الآخر ؟

- ولماذا يعمد علماء الشريعة إلى الدعوة للعودة إليها والابتعاد عن تطبيق القوانين الوضيعة التي سعى إليها الإنسان بابتكاره وعمله الدءوب ؟

وإذا كنت قد تساءلت في مشاركتي الأولى عن ضرورة الغطاء الإلهي المقدس لاحترام الشريعة والعمل بها ..

- فهل هذا كاف للعودة إليها دون سواها من الشرائع الإنسانية الأرقى والأكثر فهماً للحاجات الإنسانية المتشعبة والمتطورة باستمرار ؟


يبدو لي أن الانتصار على تطبيق الشريعة الإسلامية كمصدر وحيد للتشريع لم يفد العالم الإسلامي في مسألة التطور والفتح الفكري والعلمي ..
وأن زمن الازدهار العربي والإسلامي قد قام عندما استوعب هؤلاء الحضارات المعاصرة والسابقة لهم وبنوا وأسسوا عليها، وإن حرب المحيط الشعبي عليهم كان نتيجة سفرهم شرقاً وغرباًوعدم تقيدهم بالنصوص وأمور العقيدة ..

ويبدو لي أيضاً أن الحرية لا تتجزأ وإن تقسيم الشريعة إلى أمور العقيدة والفقه هو تمويه مطاط استعمله الحكام والسلاطين لأغراض التقييد وكبت الحريات وهذا ما سنراه في سياق ما سأقدمه بعد قليل ..

وما قول حسن النبا الذي استعرضته وهو تلميذ لمدرسة محمد عبده وفي مشاركتي الثانية إلا مثالاً تكرر آلاف المرات لنسف الجسور التي حاول من خلالها أبناء الأمة للتعاطي مع الآخر والإفادة من تجربته، فكان حائطاً عالياً حجب الرؤية عن العالم المعاصر بكل تراثه الغني..

وقد يبادر البعض للقول لماذا لا نأخذ من الغير ما يناسبنا ونترك ما يخالف عقيدتنا وديننا .

والإجابة من الذي سيمارس علينا هذه الوصاية ؟
وصاية الفكر بحيث يمنع علينا قراءة ومطالعة الإنتاج الثقافي العالمي،الوصاية حتى على الكتب التي خرجت من تراثنا الفكري الغني ..

من هم الأوصياء وما هي صفاتهم، ولماذا التعامل مع المواطنين وكأنهم أشباه أميين بحيث يجدر بهؤلاء الأوصياء مساعدتهم على اختيار الصالح ونفي الضار على الدين والعقيدة ؟
وأخيراً لماذا كل هذا الخوف ؟

يقيني أن هذا القول الذي يبدو في الظاهر معتدلاً ووسطياً مخالفاًلأبسط قوانين التطور التي تبنى على التجربة الذاتية لأي فرد أومجتمع ..

** ** ** ** **

ولنقف وقفة معمقة مع فيلسوف قرطبة أبن رشد ( القرن الثاني عشر ) الذي دئب على توجيه المسلم توجيهاً تربوياً وسط بلبلة النصوص وتعارضها بحيث دفعته للإنصات إلى ترهات الأصوليين المشؤومة .

فقد واجه هذا الفيلسوف عدة إشكاليات كانت تواجه العالم الإسلامي تتصل بالعلاقة بالآخر واللامساواة بين المرآة والرجل وذلك في القرن الثاني عشر/ ففي كتابه (فصل المقال ) حرص على استخدام طريقة الاستدلال التي تساعد في استخراج المجهول من المعلوم ..

لقد وجد هذا الفيلسوف الفذ أنه من المثير للسخرية أن يضيع المرء الوقت ليعود فيخترع بنفسه ما تحقق أساساً على يد الآخرين فتراكم المعرفة أمر ذو طابع شمولي و بإمكان أي كان أن يستفيد منها بغض النظر عن أثنيته أو لغته أو عقيدته وهو في فحوى كتابه يتجاوز مفهوم الاستفادة من الذاكرة التي صانتها الشعوب السابقة، إلى تأسيس قواعدً تنظم عملية الإفادة هذه بحيث يكون شعورنا مرسوماً بالغبطة والامتنان للمفكرين القدامى على استنباطاتهم الملائمة للحقيقة، كما من واجبنا أن ننبه العامة على أخطاء هؤلاء المفكرين ونعذرهم عليها في الوقت ذاته .

لقد أراد أبن رشد التوحيد ما بين اليونانيين الأجانب والوثنين وبين بعض الوجوه المثالية للسلف التي تقدسها المرجعية الرمزية الإسلامية وهو يدرس أفلاطون ( الفيلسوف الأثيني ) تلخيصاً وتحليلاً ومطابقة مع زمنه وأتفق معه فيما يتعلق بالتساوي الطبيعي بين الرجال والنساء .. وأعتبر أن كلاً من الجنسين يمكنه أن ينجز الأعمال العظمى ذاتها ... وأعتبر أيضاً أنه من الممكن أن تخرج النساء فيلسوفات وقائدات حروب وزعيمات سياسيات ..
وفيما يتعلق بالموسيقى قال :
إن الألحان تبلغ كمالها عندما يتولى الرجال تأليفها وتقوم النساء بتأديتها .


ودعا أبن رشد إلى تحرير النساء باعتماده الحجة الاقتصادية التي تلتقي ولا شك مع المطالب النسائية في عصرنا والتي تربط بين تحرير المرآة بمشاركتها في الإنتاج وبين تخليصهن من الارتهان المادي الذي يستدعي سائر أنواع الارتهان ..

في المقابل تعالوا نزور السعودية الدولة التي تطبق الشريعة الإسلامية وتدعو سائر العالم الإسلامي كي تحذو حذوها وهي تنفق لأجل ذلك أموالاً طائلة في بناء مساجد وتخرج كماً هائلاً من رجال الدين وطلاب الشريعة ممن يؤمنون بالفكر الوهابي ..

هذه الدولة التي يتعايش فيها المواطن السعودي اعتماداً على الاستهلاك على الطريقة الأمير كية والنظر إلى الإسلام نظرة بسيطة غاية البعد عن الدين الحضاري القادر على منح المسلمين العباءة المعاصرة ..

وفي مفارقة تدعو للعجب أن دولة كالسعودية قريبة بشكل وثيق في تحالفاتها مع الغرب، مؤمركة إلى أقصى حد في حياتها المدنية .
وهي تدعو في الوقت نفسه إلى إسلام أخضع لعملية إنحال حتى خرج منها واهياً فاقداً للحيوية، إسلام يعيد تأسيس عقيدته على أساس التنكر للحضارة التي أتى بها .

إسلام يشن حرباً شعواء على كل الإنجازات التي تحققت في تاريخه وعلى كل ما ابتدعه من جمال، وعلى كل ما أنجز خارج حرفية نصوصه أو تجاوزها والتف عليها .

والواقع أن السلطات الدينية في السعودية أرادت إخضاع مجتمعها إلى فهم أحادي للشريعة الإسلامية، فحرمت قراءة المتصوفين والاشراقيين من أصحاب الجرأة في التفكير من أمثال ابن عربي .
كما أتلفت أغلب النصوص الجميلة إلى تساهم في توعية جيل بأكمله، فعمدت إلىبتر ديوان أبي نواس،
وملاحقة أصحاب الفكر الحر في الإسلام في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، وإحراق مؤلفات ابن المقفع ( أواسط القرن الثامن ) الذي فضل في نظريته الأخلاقية القدامى من المانوبين ( ديانة عراقية سبقت الإسلام ) على المعاصرين له من المسلمين، وأعمال ابن الراوندي ( القرن التاسع الميلادي ) أكثر الزنادقة شهرة في الإسلام والذي تجرأ وانكر عدداً كبيراً من المعتقدات الإسلامية قبل إعجاز القرآن وعصمة البني ونزول الوحي ..

هذه السلطة حجبت الوجوه التي تحدث عنها ابن حزم الأندلسي الذي قام بتطبيق مبدأ المتشككين اليونان الذي قالوا بتكافؤ الأدلة .

هذه السلطة التي تدعو خلال طالع كل نهار إلى الغيرية في تطبيق الشريعة الحقة، هي التي مزقت مؤلفات أعمى المعرة أبي العلاء المعري ( القرن العاشر ميلادي ) والذي شكك بالديانات بصيغة بسيطة جعلها تنطبع في الذاكرة زمن الدراسة الثانوية ..
هذا الشاعر الملهم يعتبر من أهم أصحاب مذهب الارتياب وهو و القائل :
دين وكفر وأنباء تقص وفر قان ينص وتوراة وإنجيل
في كل جيل أباطيل يدان بها فهل تغرد يوماً بالهدى جيل

هذه السلطة التي تطبق الشريعة الإسلامية أحرقت كتاب ألف ليلة وليلة.

وحذف الأزهر منها مقاطعاً هامة منه مجتزءاً الثقافة والتراث الفكري الذي خرج من عباءة الإسلام زمن الإزدهار وممارساً الوصاية في أبشع صورها ..

وبعد هذه الجولة الموجزة ..
هل لنا أن نقنع أن الدعوة إلى تطبيق الشريعة لا بل الخوف والجزع من الاختلاف أدى إلى الانغلاق على الذات والتأطير داخل حدود ضيقة بسيطة في سذاجتها لا يمكن لها إلا أن تؤدي إلى كره وحسد الآخر الأكثر تطوراً والذي يملك أبجدية التطور وهي الحرية في التعبير ..

وهنا وللخروج من المفاهيم التي ساهم الزميل العاقل إلى تفسيرها وشرحها ..

لأقول لم يكن الهم يوماً ينحصر في المعنى الحرفي بل في تطبيق المعنى والبناء عليه، فهو المواطن الذي عاش في السعودية التي تدثرنا بنظام وصايتها القمعي، محاولاً تعميم هذا النموذج باستعماله مفاهيم لا تثمر ولا تغني من جوع ..

خاصة أننا نقف أمام نماذج يندى لها الجبين في التاريخ الإسلامي في كل زمن حاول به الفقهاء من إعادة الاعتبار إلى تطبيق الشريعة بمعناها النصي فأدوا بالمسلم إلى زجه ضمن سجن كبير لا يختلف عن الجدار الفولاذي الذي بناه السوفييت حول دول المنظومة الماركسية خشية من تسلل الفكر الرأسمالي الحر، وفي النهاية لم يستطع هذا الجدار حماية أكبر إمبراطورية معاصرة أكثر من سنوات قليلة ..
حين أنهار وأكتشف الناس زيف العقائد المبنية على الخوف من الآخر ..

وفي مثال بسيط أريد العودة إلى كتاب لشيخ أزهري هو علي عبد الرزاق (( 1888 – 1966 )
الذي تابع تحصيله في أوكسفورد وفق منهاج علمي نقدي إذ يهاجم فكرة الخلاقة التي يدعو إليها الشيخ بن لادن والذي لمح بأحد خطاباته الناريةالمتلفزة :
بأن تاريخ تقهقر المسلمين عائد إلى ثمانين سنة مضت .

في إشارة واضحة منه لتاريخ انهيار الخلافة الإسلامية في استانبول، فبماذا ينصح الشيخ عبد الرزاق مواطنيه في أحد كتبه :
"" نصحهم بالتمثل بأوروبا وأن يعيدو النظر في نظمهم السياسية ويأخذوا في الاعتبار التطور التاريخي وتجارب سائر الأمم بل ذهب إلى أبعد من ذلك إلى نفي القدرة على استنباط المبادئ السياسية في الإسلام ودعا إلى الأخذ بحصيلة التجارب لدى الأوروبيين وتطبيق منهاجهم السياسي الذي لابد أن يؤدي إلى ازدهار العالم الإسلامي ..
فهل ننصت لهذا الشيخ الجليل إبن الأزهر أم ننضم إلى لواء الأخوان المسلمين وزعيمهم حسن البنا ونرفع السيف على المخالفين في الرأي ونقتل ونسفك الدماء من أجل نصرة الشريعة ضد أنصار الفكر الحر ؟

هل بهذا ننفع إنسانيتنا أم ننقلب إلى آلات صماء تغيب الآخر خوفاً ومهابة تحت شعارات غوغائية ترتد عليناً ألماً وتخلفاً؟

يتبع

دمتم
الليبرالي
(f)(f)





12-27-2004, 03:54 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟ - بواسطة الليبرالي - 12-27-2004, 03:54 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS