ليتنا نتذكر كعرب عندما نطأ سلم الطائرة و نسافر لأي مكان أنه من اللائق و الجميل أن يظهر الإنسان بصورة تعكس أنه بشر مثل باقي البشر و ليس خصم أو عدو أو مثير للشبهة و الخوف. ما الداعي لأن تخرج من بلدها منقبة و تذهب لألمانيا بالنقاب؟ لو أرادت أن تلبس النقاب و تمارس عاداتها و تقاليدها على أكمل وجه فلربما البقاء في قريتها أو مكانها كان أفضل من الظهور في مكان تبعث فيهم الخوف و هم يبعثون فيها الخوف. هنا طرفان: نحن و الآخر و كيف نعرض أنفسنا على الناس. كل هذا لا يبرر ثورة الغضب لدى كثيرين من جهة النقاب أو أغطية الرأس و التي قد تترجمت إلى عنف بغيض. لكن ليلتفت كل عربي إلى هذا الأمر و يأخذ الدرس. اليوم أنا مثلا قمت بجمع جميع ملابسي العربية كالجلباب و الذي أحبه جدا و وضعت كل هذه في صندوق في المخزن لأني لا أرى نفسي مرتديا هذا الزي عن قريب و من الجيد أن أكسب مساحة في الدولاب. أحب لباسي العربي جدا و يصف الكثير من شخصيتي و لكن ما الداعي لأن ألبس شيء يثير في داخل غيري مشاعر الرهبة و الخوف و الغضب؟ ما الداعي؟ لا يوجد داعي. كلها ملابس و كلها من صنع الباري و لا داعي لخلق حواجز بيننا و بين الناس.