{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #64
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER]تابع: ما هي العلاقة بين الدين و العلم؟ تناقض أم إتفاق أم لا يتقاطعان أبدا؟ و هل يمكن جمع كافة الأديان بسلة واحدة؟

كنا قد قررنا أنه من الأنسب أن نحاول دراسة و تقييم الدين من الناحية المعرفية (أي كخلفية معرفية و وسيلة لإستقاء اليقين) أمام العلوم كخلفية معرفية مقابلة - بعد تقسيم الدين لمواضيع و هذا تبعا لدرجة إقتراب أو إبتعاد هذه المواضيع عن العالم الخارجي كميدان (و هو كما نعلم الميدان الرئيسي للعلوم).
و بالتالي ستختلف درجة الإحتكاك بين العلوم و الدين في كل تقسيم مما سبق تحديده حسب درجة إقتراب هذا التقسيم من العالم الواقعي أي في مرمى العلوم الطبيعية.

و سنبدأ هنا من القلب للمنظومة الدينية متجهين للخارج:
1- الفكرة الميتافيزيقية التي تتمحور حولها الأديان:
لو جردنا المنظومة الدينية من كامل نصوصها و منتجاتها الإلهية و البشرية لتبقت الأفكار الميتافيزيقية المجردة:

"أنه يوجد موجود ميتافيزيقي هو الله - قام بخلق الكون و ما فيه - خلق الإنسان لغرض عبادته - و خلق له الكون متمحورا حوله - الله جعل الوجود البشري في الأرض إختبارا فمن يطيعه له الجنة و من يعصيه له عذاب النار التي تصل للأبدية حلة كفره به و هذه هي غائية وجود الإنسان"

و لو إكتفينا بالفرض الأول "يوجد موجود ميتافيزيقي هو الله" فواقع هذا الفرض أنه ينتمي للقضايا الممكنة منطقيا (غير متناقضة ذاتيا) لكنها من غير الممكن التحقق من صحتها في العالم الخارجي بأي وسيلة كانت.
فالله فرض ميتافيزيقي أي فوق مادي - يحمل في ذاته و بجانب وجوده نفي إمكانية التحقق من هذا الوجود ماديا و في العالم الواقعي بأية وسيلة يعامها البشر.


و برغم كون العلوم لا تتعامل سوى بالقضايا الممكنة منطقيا + تحمل إمكانية التأييد / التكذيب ضمن خصائصها و بالتالي فجميع قضايا العلوم هي قضايا موضوعية لها أساس بالعالم الخارجي مما يجعل من تبادل هذه القضايا بين البشر ممكنا (و هذا بعد عرض القضية مضافا لها إمكانية التحقق منها من أي بشر بغض النظر عن إنتماءاته أو تفكيره - فرفضها بواسطة ذات بشرية واحدة بعد تجربة تثبت عدم صحتها هو رفض لجميع البشر بنفس الوقت نظرا لإمكانية جميع البشر إعادة تلك التجربة التي أثبتت كذب هذه القضية - و إلا فقبولها قاهر بالضرورة - أما الرفض مع عدم التبرير فهو نوع من الجنون (كمن يرفض إستدارة الأرض مع إمكانيته أن يجرب و ببساطة ركوب طائرة مثلا). أي أن إتفاق البشر على القضايا العلمية هو إتفاقهم على لون المياه النقية - و صلادة الماس مقارنة بالزجاج .. إلخ.
بالرغم من أن هذه هي موضوعات العلوم - و بالتالي فالقضايا الميتافيزيقية - و منها قضية الله - لا تقع بنطاق العلوم إلا أن تطور العلوم قد عرى و حطم الميتافيزيقا و بوجه عام:

- أصبح جليا أن القضايا الميتافيزيقية بعامة ستظل إلى الأبد مجرد إحتمال لا و لن يخطو للعالم لكي يبرهن على وجوده من عدمه.
و قضية وجود الله من الأساس - بوصفها من القضايا الميتافيزيقية - تقلصت لمجرد إحتمال يمكن تخيله و لا يمكن إثباته.
بل و لا يشفع لإنتشار هذه القضية - أن تأخذ إحتماليات أعلى من أي من الأعداد اللانهائية من القضايا الميتافيزيقية المحتملة و التي يمكن لأي فرد منا تخيلها.
فوجود الله (بعامة) كإحتمال = عدم وجود الله = وجود إلهين = وجود ثلاثة آلهة = .... إلى مالانهاية.
و لا يوجد ما يمكن أن نحسم به أي من تلك القضايا سابقة الذكر و لا حظ أنه في كل مرة تضيف قضية محتملة جديدة فنسبة الكل تنقص موضوعيا و تقترب من الصفر - و هذا ببساطة لعدم إمكانية تطبيق الإحتمالات على قضايا لا نعلم مدى أو حدود إحتمالااتها و هذا لقصور إتصالها بالواقع.


- و مجرد خروج هذه القضية المحورية "وجود الله" عن المواضيع التي تقع بمجالات دراسة العلوم - فهذا يعني بالضرورة أنها غير قابلة للتبادل.
فالقضايا "الأجسام تتمدد بالحرارة" و "النبات ينتج الأوكسوجين" قابلة للتبادل لأنها عرضة للتجريب ليس إلا - أما القضايا "يوجد كائن يراقبني و أنا أراه و لا يمكن لك أن تراه" و "العقل كائن منفصل عن الإنسان" و "لكل منا روح لامادية" و "الله موجود" و "الله غير موجود" و "الله اللامادي تجسد في المسيح المادي" كل هذه قضايا غير قابلة للتبادل - أي أنها قضايا ذاتية تعتمد على ذات المتلقي و من الممكن للمتلقي أن يؤمن بها أو يرفضها ببساطة و بدون الحاجة لأي تبرير. و هذا لعدم وجود أي ما يفصل بين طارح القضية و المتلقي بأي حال من الأحوال.


فبسبب المنهج العلمي الصارم - تحول محور الأديان لمجرد إحتمال - لك أن تقبله و أنت تعلم ذلك - أو ترفضه بدون ندم على ذلك.

و بالرغم مما هو واضح من عدم الإحتكاك المباشر هنا بين الدين و العلوم الحديثة - إلا أن تلك النتيجة التي وصل إليها قلب الدين الميتافيزيقي - تمثل أكبر كارثة تحل بالأديان.
فلم يعد ممكنا أن نسلم بديهيا بالله - و لم يعد - تباعا - ممكنا أن نسلم بفكرة أن من يكفر بدين ما (جميع الأديان تدعي ذلك) هو في عذاب أبدي. (و في الواقع فإن هذا التناقض كان واضحا حال الوقوف بين أسنة أديان عدة كلها تدعي إحتكار الجنة لأتباعها دون الآخرون جميعا.)
و بخروج فكرة الله من حيز البداهة - أصبح الإيمان الإختياري هو البديل الطبيعي - و لكن بعد أن كانت الأديان تأخذ كل شئ بدون مقابل (على الأرض على الأقل) - أصبحت في حاجة لتسويق سلعتها - لماذا أؤمن بهذا الدين؟ ثم يأتي التقييم و النقد الذي تكرهه الأديان و سدنتها و المعتادين على التسليم.
لقد دفع هذا التسويق الديني بعد الصدام غير المتكافئ ديانة كالمسيحية - صاحبة أكبر نصيب من الأتباع - على تبني حركة من الإصلاح تمخضت عن مواليد دينية جديدة أكثر ترويضا و أقل عنادا من أسلافها - بل و دفع بالأصول أن تنسحب للكنائس و الحياة الروحية فقط مبتعدة عن العالم الخارجي - بعد أن عاشت ترتع بالعنف و الدم عقودا ليست بالقليلة.

الحرية كانت أول ثمار العلوم و الحرية من القهر الفكري الديني هي ناتج الإصطدام الأول و غير المباشر للعلوم مع الدين.

كل هذا على مستوى القلب الميتافيزيقي "وجود الله" - و لاحظ أنه كلما تقدمت مع باقي الطرح لإصطدمت بتناقضات تولدها هذه الإفتراضات و بأسئلة لا جواب لها - و لم تتخيل الأديان هذه الأسئلة أصلا لكي تجيب عليها نظرا لإنتاجها بمجتمعات متخلفة نسبيا - فقضية خلق الله للبشر لمجرد العبادة - ثم خلق الكون مسخر له - ثم الإختبار الدنيوي لصالح الثواب و العقاب كلها قضايا أصبحت متهافتة تثير من المشاكل أكثر مما تحاول الإجابة عليه.

فالكون أكبر مما كان القدماء يتخيلون - و خلقه لصالح الإنسان فكرة غريبة - مع كون الإنسان بمقدار تافه جدا كميا مقارنة بهذا الكون - و علم الله بالمستقبل و مع ذلك عقاب الكافر ينفي عنه صفات الرحمة و يحوله لكائن سادي و .... كل هذه من المناقشات و الأسئلة اللانهائية و التي لا توجد لها إجابات - ألا يجوز البعد عنها نهائيا لعدم ضياع الوقت؟

لقد إبتعد قلب الأديان "فرضية وجود الله" عن كونه من البديهيات - و بالتالي تعرت كامل المنظومة - هذا على مستوى الميتافيزيقا.

فماذا عن المستويات الأكثر قربا من العالم الواقعي؟
05-27-2006, 11:15 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 05-27-2006, 11:15 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 2,314 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 625 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 2,075 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,217 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,402 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS