إلى الجميع..

أرى أن هناك إلتباس واضح و أرجو ان تتركونى اوضح شيئا. حسب فهمى لعله يساعد فى توضيح المشكلة

وجهة نظر الفئة "المؤمنة" بالله فيما يحدث حولها:
الفئة "المؤمنة" تؤمن بالقدر و المكتوب و الثواب و العقاب و فى هذا لا يختلف المسيحى مع المسلم فى شئ بغض النظر عن مدى صحة هذا الإيمان من عدمه. مشكلة هذه الفئة - من وجة نظرى على الأقل - انها إما من الأميين (الجهلة) او من انصاف المتعلمين او من أشباه المثقفين او حتى المثقفين. لهذا تميل هذه الفئة إلى تفسير كل ما تعجز عن فهمه بأنه من "الله" و ان ما يحدث هو تجربة و ان كل كرب او فرح لهو جزاء من "الله" على أفعالهم سواء كانت شريرة ام جيدة كنوع من الإسقاط النفسى.

أيضا للأمانة هذه الفئة بها درجات متفاوتة و مختلفة فى الفكر و العقيدة (يعنى مش كلهم يؤمنون مثلا بالثواب و العقاب او القضاء و القدر) و لكن عامة يمكن تلخيص المبادئ العامة التى يومنون بها فيما ذكر أعلاه.

وجهة نظر القلة التى تؤمن بالعلم فيما يحدث حولها:
الفئة "التى تؤمن بالعلم" تؤمن بان لكل حدث سبب و انه يمكن معرفة هذا السبب او الأسباب التى أدت إلى هذا الحدث و علاجها لتلافى الضرر او تعظيم النفع. هذه الفئة لا تؤمن بالقدر أو المكتوب أ و الثواب أو العقاب و فى هذا هم يختلفون مع المسيحى و المسلم. مشكلة هذه الفئة - من وجة نظرى على الأقل - انها بعد مرور بعض الوقت تنسى القيم ethics و المبادئ principles و تبدأ بطرح بعض الأفكار الغريبة كنوع من حرية الفكر التى تؤدى بها إلى تدمير نفسها. هذا بالطبع بالإضافة إلى بنائهم لعداوة لا مثيل لها مع الفئة "المؤمنة" التى تكفرهم صباحا و مساء سواء مسلمين او مسيحيين.

وجهة نظر الذين يتم تكفيرهم من الطرفين فيما يحدث حولها:
هذه فئة تؤمن بالله و لكنها ترفض فى نفس الوقت افكار القضاء و القدر و المكتوب و تعتربها من الخرافات. كما تؤمن هذه الفئة أيضا بوجود ثواب و عقاب فى الآخرة فقط.
هذه الفئة تؤمن بضرورة استخدام العلم لتفسير كافة الظواهر - صغيرها و كبيرها - التى تجرى حولنا. هذه الفئة لا تقبل فكرة ان الله هو سبب الشر (براكين و زلازل و موجات مد و إلى ما إلى ذلك من اجداث تؤدى إلى موت الملايين كل سنة) و الخير معا (بركات فى العمل و البيت) فهو إما اله خير او اله شر.
هذه الفئة تؤمن بأنه يمكن - بإستخدام عقولنا - إيجاد تفسير مناسب لكل ما يحدث حولنا بفرض توفر المعرفة التراكمية اللازمة.

هؤلاء هم أعداء الكل. فالمؤمنين يكفروهم لآنهم انكروا "قدرة الله" و العلميين يكفروهم لآنهم يؤمنون بوجود الله. عامة انا احسب نفسى ضمن الفئة الأخيرة.

رأى الخاص
بإختصار لكل شئ له سبب. وموت الإنسان او حياته لهم سبب. هؤلاء الذيم ماتوا فى اندونسيا - مع أسفى لموتهم - كانوا يعرفون تمام العلم انهم يعيشون فى دولة على حدود حلقة النار بها من البراكين النشطة عدد لا يستهان به. لماذا لم تطور اندونيسيا اكواد البناء مثلا؟ لماذا لا يموت عشر هذا العدد فى اليابان سنويا التى تحدث بها تقريا نصف زلازل العالم القوية؟ لو اندونيسيا طورت اكواد البناء منذ الثمانينيات مثلا او حتى التسعينيات فهل كنا سنسمع عن هذا العدد من الوفيات؟

لماذا يخرج "المؤمنين" علينا يكلام مثل "هذا عقاب من الله" (كما حدث العام الماضى بعد موجات المد التى حصدت اللآلاف)؟ و لماذا يعاقب هذا "الله" أندونيسيا المؤمنة مثلا فى حين يترك اليابان الكافرة التى يدينون فيها بالبوذية و غيرها؟

شكرا.

سلام