{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #52
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .

الظاهــــرة .
اقتباس:ومن يقل بالطبع أو بالعلة  فذاك كفرٌ عند أهل الملة
لم يكتف الشاعر أن حرّم الإعتقاد بوجود أسبابً موضوعية ومنطقية تعزى إليها الظواهر الطبيعية بل هو أيضا يكفر أصحاب هذا الإعتقاد ، لم يكن استقبال جمهور المسلمين للعلوم الحديثة بعد قرون طويلة من التخلف و الركود أفضل حالآ ، تصدى الفقهاء للعلوم العصرية بكل إباء وشمم ففريق منهم ينكر حتى الصدق الصوري للمنطق الرياضي, ليفرض على الدراسين تعبيرا مثل أن (5+5=10) بمشيئة الله, كما ينكر غيرهم خواص المادة أو تطور الأنواع الحية وفقا لقوانين محددة و ينكرون حتى بعض الحقائق العلمية الأساسية مثل كروية الأرض ودورانها, ومنهم من ينسب للعلم ما ليس من حقائقه كالقول إن الكعبة هي مركز الكون الجغرافي ، وثمة فريق آخر يعتبر ما تحدثه الطبيعة وتحركاتها كالزلازل والبراكين من دلائل غضب الله على سيئات القوم ، أقتبس نصًا حديثًا لأحد أقطاب هذا التأويل (وإن الكوارث الطبيعية غضب على العاصين وابتلاء للصالحين وعبرة للناجين ) ، مثل هذه المواقف و تداعياتها أدت إلى تعويق نشر الثقافة العلمية, وهي ما زالت تفعل ذلك ، بل أنها تتغلغل بدرجات متباينة في البنية الثقافية و السياسية في نظمنا العربية و تتجلى في صور متعددة من التأزم الثقافي والسياسي, وقد تنتهي في حدتها إلى التطرف والعنف والإرهاب الفكري أو المادي . حاول بعض المصلحين الدينيين أمثال الإمام محمد عبده و بحسن نية واضحة إزالة الجفوة بين العلم و الدين ، فبحثوا في الآيات القرآنية و السنن النبوية على ما يوافق ولو شكليا العلوم و الإكتشافات العلمية و أخذوا في الإعتناء بها و نشرها مع شروح مستفيضة أصابت مرة و جانبها الصواب أخرى ، ومن الفئة الأخيرة تفسيرالإمام محمد عبده سبع سموات بالكواكب التي تتحرك في مسارات حول الشمس و كان هناك إعتقاد أن عددها سبع و لكن عرف بعد ذلك أنها تتجاوز هذا العدد ، ظهر في العشرينات من القرن الماضي مفكر إسلامي هو الطنطاوي الجوهري الذي تبنى فكرة الإعحاز العلمي في القرآن و لكن تجربته كانت فضيحة معرفية مما أدى إلى توقف محاولات مماثلة لسنوات طويلة ، مع تدفق الثروة البترولية في الخليج و هياج الفكر الوهابي عادت محاولات التأكيد على إعجاز القرآن علميا مرة أخرى و لكن على أسس ارتزاقية و لأسباب جديدة متناقضة مع البواعث النبيلة الأولى ، أيضا كان المصريون – بالفهلوة المعهودة - هم فرسان المحاولة الجديدة ليس خدمة للعلم كما فعل محمد عبده و لكن ضمن الخدمات العديدة و المأجورة التي يقدمونها بحماس استثنائي للسعوديين و فكرهم الوهابي ، برز في هذا المجال أدعياء مثل مصطفى محمود الذي كان له برنامج شهير هو العلم و الإيمان يعتمد فيه على مادة علمية تبسيطية مشتراة من الغرب ثم يعلق عليها موظفا الآيات الكونية التي يلوي رقبتها حتى يخلعها خلعا ،وقد تصدى له وقتها د . بنت الشاطئ دفاعا عن سلامة العقيدة و ضنا بها على الإتجار !، هكذا انحرفت التجربة عن مسارها و تحولت إلى وسيلة للإرتزاق و نوعا من الدجل و الشعوذة .
حاليا يذخر العالم العربي خاصة في مصر المحروسة بالعديد من العلميين المتقاعدين و غيرهم من المرتزقة الذي يوظفون معارفهم العلمية المحدودة غالبا في استنطاق الآيات الكونية ما ليس فيها ، كل ذلك في محاولة بادية التلفيق كي تطابق الحقائق و النظريات العلمية السائدة في إطار من الأكاذيب و الدعاية المحمومة ، يزعم الإعجازيون أن العلوم و الإكتشافات العلمية مبسوطة في القرآن و منذ 14 قرنا لكل مدكر ، بينما تختص السنة النبوية و لسبب غير معلوم بالطب و لعل من أشهر هؤلاء الإعجازيين د . زغلول النجار ، يتبجح النجار أن محاضراته بين القوات الأمريكية أثناء حرب عاصفة الصحراء أدت إلى أن يشهر 20000 جندي إسلامهم ، من بين 50000- 60000 جندي هم حجم القوات التي ساهمت في الحرب ، بينما تشير الإحصاءات أن إحمالي المسلمين في القوات المسلحة الأمريكية كلها لا يتجاوز 13000 حندي ، كما يدعي نفس الرجل أن محاضراته أدت إلى حركة إسلام جماعي بين العلماء السوفيت حيث أشهر 1500 عالم سوفيتي مرموق إسلامهم عقب سماعهم محاضراته القيمة التي لم يكن التلفزيون السوفيتي يتوقف عن عرضها ، كما لو كان هذا التلفزيون تحول من خدمة الحزب الشيوعي إلى خدمة إسلام زغاليلوف النجاروف !، هذه البيانات ليست من عندي و لكنها منشورة على لسان زغلول النجار نفسه في موقع إسلامي هو إسلام أون لاين في حوار بين زغلول و حسام تمام الذي فند هذه البيانات الكاذبة أيضا و سخر منها ، هناك إعجازي شهبر آخر – مصري بالطبع – هو د . عبد المعطي محمد وهو عالم و داعية شارك في تأسيس المجمع العلمي للقرآن و السنة بالسعودية ، و له موسوعة مسجلة على شرائط كاسيت فاخرة بعنوان الطب النبوي ، خصصها لمعجزات طبية نبوية مثل دور الحبة السوداء في علاج مرض السرطان ، و غير ذلك من إكتشافات النبي محمد الذي يصوره كنطاسي بارع يتجول بين الأنبياء بالسماعة الطبية و جهاز السونار ، وهو يزعم أن بعض الأحاديث توصلت لعدد العضلات في جسد الإنسان منذ 14 قرنا ، هذا الحديث ظل متناقضا مع الحقائق العلمية الثابتة حتى أذن الله فاكتشف العلماء عشر عضلات كانت مخبأة في الأذن الوسطى فاكتمل العدد كما أنبأنا النبي بالتمام و الكمال ! ، و هكذا يؤكد لنا الدكتور المؤمن أن النبي كان خبيرا بعلوم التشريح دون أن يشرح لنا و ما فائدة هذه العلوم لنبي في الجزيرة لا يملك غرفة عمليات مجهزة ؟، و للدكتور أبحاث رائعة أخرى أجراها في السعودية و صاغها في نظريات علمية منها النظرية التي تنادي بأن العَرَق البشري يصلح كدواء للشفاء من العمى ، و أخرى حول الفوائد العظمى للتمر و السنا و السنوت (وربما أيضا التوت و النبوت و النملة و الكتكوت ) ! .
تشوهات في المنهج .
لا يمكن وصف القرآن بالإعحاز العلمي سوى أن يكون ذلك نوعا من التلفيق و التدليس ، هذه الظاهرة الثقافية هي فضيحة معرفية بأكثر المعايير تساهلآ ،وهي تعكس في جزء جوهري منها الإحساس بالدونية و الفشل و الإنحطاط الثقافي و المعرفي ، عوضا عن مساهمات جدية في علوم و تكنولوجيا العصر يتلبس المسلمون الأصوليون حيلة لا شعورية طفولية ، فيدعون أنهم يسبقون شعوب العالم المتحضر في الإكتشافات العلمية التي تتباهى تلك الشعوب بها ، هذا السبق ليس وليد اجتهادات و تنظيم و حضارة و لكنهم يدعون أنه هبة مجانية من الرب إلى نبيهم في معزله الصحراوي.
هناك خلط شائع في العقل الأصولي بين طبيعة كل من الدين والعلم رغم تناقضهما , فالدين مصدره الوحي الإلهي ونصوصه ومن المفروض أن تكون يقينية وهي مناط التأويل والاجتهاد ، أما العلم فهو نتاج نشاط عقلي نظري تجريبي قابل للتغيير والتفنيد والتعديل بصورة مستمرة ولم يعد يراه أحد من العلماء سببي حتمي بل هو في أفضل الحالات إحتمالي ترجيحي ، و لكن الاعجازيون يقومون تعسفًا بالخلط بين كل من المصدرين والمنهجين, كما لو كان القرآن من كتب الفيزياء أو الفلك ، ويؤدي هذا الخلط كما يقول د.يحيى الرخاوي إلى (خلخلة مفهوم العلم وطمس معالمه, فضلا عن الاستهانة بحقيقية الدين ودوره الإيجابي... وتُظْهره بمظهر الذي يعاني الشعور بالنقص, فهو يحاول أن يكمل نقصه بما ليس فيه وما ليس له) ، تواجه فكرة الإعجاز مأزقا منهجيا بالغا يتمثل في مفهوم الثورات العلمية المتتالية التي يفصلها قطيعة معرفية ، حتى غدت تقاليد العلم ونظرياته الفيزيائية خاضعة للتغير والتفنيد والمراجعة ومفعمة بالمفاجآت والفوضوية . (والخلاصة أن تدفقات التغيير قد أدت إلى اعتبار الشك واللايقين هو اليقين الجديد) كما عبر كاتب شهير .
يلجأ الإعجازيون إلى ما يمكن أن نطلق عليه معرفة التجزئة ، فهم يتناولون آية ما بشكل منفصل مبتور عن سياقها المعرفي ثم يستنطقونها ما ليس فيها ، بينما يمكن للباحث الموضوعي أن يكتشف أن رؤية القرآن للكون لا تختلف عن المعارف الشائعة زمن الرسالة ولا تتناقض معها و أن الأمر أهون كثيرا من كل ذلك العناء ، القرآن كأي نص آخر هو بالضرورة نص تاريخي لا يمكن سلخه عن إطاره المعرفي و إلا لما فهمه معاصروه ، ففي ثقافة ذلك الزمن توجد مفاتيح النص و دلالاته ، النص القرآني متسق تماما مع نفسه ، وهو برسم صورة متكاملة لكون محدد مكون من أرض مسطحة تحيطها السماء كقبة بها بروج و معلق بها النجوم كمصابيح للزينة ،و أن الشياطين تصعد للسماء كي تسترق السمع فترجمها الملائكة بالشهب و النيازك ... الخ ، تلك بالقطع صورة بدائية عن الكون و لكنها أيضا كانت متوافقة مع عقلية البدوي العربي في منعزله الصحراوي و كان شديد التأثر بها ، هذا ما يقوله القرآن و فهمه معاصرو النبي و علينا أن نقرأه كنص أدبي بعيدا عن معايير العلم و ضوابطه .
اللغـــة :
يتجاوز الإعجازيون الدلالات المعحمية لألفاظ القرآن و ذلك يؤدي تلقائيا إلى العبث بها و ضياع معاني القرآن ، فالنص القرآني غير منبت الصلة بمعجمه اللغوي كما أنزل به ،إن تحريك دلالات ألفاظ القرآن يجعله عرضة لعبث بعض المرتزقة من أشباه العلماء و سيغير معانيه كلية كما لو كنا نؤلف قرآنا جديدا .
تشوهات في التطبيقات:
من أشهر الأمثلة التي ضربها الإعجازيون هو الآية القرآنية :" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره "، وهم يزعمون أن ذلك يثبت اكتشاف القرآن للذرة قبل اكتشافها عمليا ب 14 قرنا ، وهذا نوع من الخداع اللفظي أشبه بعمل الحواة ، لدينا هنا نص واضح لا يقبل خلاف ، فالذرة كما فهمها المفسرون في مختلف العصور مستمدة من المعجم الدلالي لألفاظ القرآن و تعني التراب أو النمل ، ونحن محكمون بدلالات الألفاظ وقت نزول الوحي ، أما أن نفهم أن كلمة ذرة تعني أصغر وحدة في بناء العناصر فهذا ناتج عن ترجمة اتفاقية لكلمة أتوم التى أطلقها رذرفرود على أصغر مكون مفترض للعنصر ، و حتى تلك الترجمة تجاوزها العلم عندما اكتشف العلماء أن الذرة هي بناء كبير مكون من وحدات أصغر فتوقف العلماء عن ترجمة أسماء تلك الوحدات و احتفظوا بأسمائها في اللغة الإنجليزية كما هي ( اليكترون ، بروتون ، نيوترون ، بيزترون ... الخ ) ، هكذا نجد بسهولة ألا علاقة بين الذرة في النص القرآني و الذرة في العلوم الفيزيائية .
وهناك المزيد من هذه التطبيقات المعتسفة الفاسدة ، قد يتوفر الوقت لعرض بعضها ..
05-28-2006, 07:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية . - بواسطة بهجت - 05-28-2006, 07:30 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! زحل بن شمسين 8 1,093 06-26-2013, 08:16 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  تشكيل مجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الجديد للربيع العربي الملكة 1 1,037 06-25-2012, 04:14 AM
آخر رد: الملكة
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الحسناء السورية والوحش .الأساطير تهاجم الأساطير بالسواطير التلمودية بقلم/ نارام سرجون فارس اللواء 0 664 02-17-2012, 05:41 AM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,252 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 16 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS