عزيزي عويلس .(f)
أنت لم تقرأ الشريط جيدا لأني لم أعلق على النقاب ولا تعنيني تلك الأزياء في قليل أو كثير ، فمنذ زمن بعيد لم أعد مهتما بمن ترتدي هذا الزي أو ذاك ، ربما كنت مهتما سابقا بمن تخلعه و لكن ليس الآن مع تلك القلنسوة الرمادية !، ما يهمني هو دلالات الحدث الثقافية و السياسية و هذا أوضحته باسهاب .
1- الواقعة تؤكد تحضر الغرب و اهتمامه بحقوق الإنسان حتى حقوق العربي المعادي و المتناقض معه و ليس العكس ، فعقاب موظف لأنه صرخ في وجه سيدة عربية رفضت الإذعان لإجراءات أمنية بينما هي تنتمي لشعب خطر معروف بالإرهاب ، هو إجراء استثنائي في إيحائه الحضاري ليتنا نتعلم منه ولو شيئا بسيطا و ليتنا نحترم مواطنينا كما يفعلون حتى مع الغريب .
2- تصرف الموظف الألماني العدواني يعكس الإحساس السلبي الذي يحمله المواطن الغربي بل و أي إنسان معاصر تجاه العرب بسبب سلوكهم الإرهابي المتعصب ، نحن في عصر التشهير بالعرب .. هم يشهرون بأنفسهم ، فمن يزرع النبات الميت لن يجني شيئا و لكن من يزرع الشوك يحصد الندم كما يقول المثل المغولي الحكيم !
3- إننا في البداية .. مجرد بداية صراع ثقافي و حضاري شامل ضد العالم ، هذه الحرب المدمرة دفعنا إليها الأصوليون ..السنة الوهابيون و الشيعة الخومينيون أيضا بلا طائل ، هذه حرب لا تكافؤ فيها سنخسرها بالتأكيد رغم تسجيلات أسامه بن لادن و صراخ أحمدي نجاد ، بل نحن نخسرها بالفعل ولولا البترول لأغلق العالم علينا حدودنا كمنطقة موبوءة و تركونا للضياع و التهميش كما يحدث الآن للصومال .
4- يا زميلي إني بالفعل ليبرالي وهذا شيء أعتز به ، فبهذه الصفة دافعت عن الشيعة بأفضل و أشجع كثيرا مما دافعوا عن انفسهم ، و بهذه الصفة كنت منصفا مع المسيحي بأكثر مما أنصفهم المسيحيون ، بهذه الصفة عارضت الغزو الأمريكي بقوة كما فعل الليبراليون في أمريكا ذاتها و في أوروبا و في كل مكان ، أما أن يكون رجلا يتبنى التقاليد الفكرية الليبرالية منذ 40 سنة هو ليبرالي جديد ، فكيف يكون الليبرالي القديم ؟.
5- يا أخي الكريم و الله لا أعرف ماذا أقول و ليتك تحدث مواطنيك معنا و تطالبهم بالتألقم مع هذا العالم الذي يعيشون فيه .. هذه معركة من معارك السعوديين التي لا تنتهي ضد البشرية ، هم يرون العالم كافرا فاسقا ملحدا و خليعا ( شوف إزاي ؟ ) و العالم يراهم شعبا غريبا لا يكاد يحصل على المال بشكل ريعي لا مجهود فيه حتى ينفقه من أجل تدمير العالم الذي أعطاه هذا المال و الحضارة .. فما ذنبنا نحن ؟.إننا شعوب مسالمة لنا مصالح و تشابكات مع كل شعوب العالم و نريد أن نحل مشاكلنا و أن نتعاون مع غيرنا من أجل تقدمنا و مستقبل أبنائنا و نحن لا نملك بترول و علينا أن نكدح في مناخ آمن ، فلم لا تكفون عن القتال ضد العالم ، فهذه الحروب تحرقنا نحن ؟.
أما عن صديقة حسام راغب السويدية فلا داعي للحقد او الحسد فهناك أيضا النرويج و الدانيمارك ،ولكل مجتهد نصيب !.:confused: