اقتباس:  skeptic   كتب/كتبت  
تحية روزا  (f)..

أعتقد أن ما ذكرتيه هنا يمثل حال أغلب المعارضات العربية.. وإن كان يبدو صارخآ في مصر لأسباب عدة أهمها طبيعة مصر بحد نفسها والمتوقع منها عربيآ..
يقول المثل الشعبي البسيط" اللي ما إلو كبير ما إلو تدبير", وومعارضات العالم كلها مهما كانت ديمقراطية البقعة تتكثف غالبآ حول أشخاص أو تجمعات رمزيين..فما بالك في بلداننا العربية التي تقدس الرموز ..

رغم غباء الحكومات العربية المشهود  فقد نجحت لحد ما في اختراق قدرة المعارضات على بلورة نواة متفق عليها شعبيآ قابلة لأن تنمو طرديآ- مهما تم ذلك ببطء-..
طيب احكي لنا عن الأفق؟؟
أكيد أن هناك تلمس لهذا الواقع الذي حكيتيه داخل الحركة... بعد 3-4 سنين ألا يجب أن تكون قد تبلورت أنوية واضحة صلدة وتبدت من وسط فوضى البدايات والحماس والاندفاع المستكشف أسس عمل أكثر وضوحآ؟؟ هل يمكن التعلم من" العدو- العديق"؟ هل يمكن استلهام بعض مظاهر تجربة الإخوان ؟
 

تحية من قلبي لك سكيبتك, اتمنى تكوني بخير (f)


عن الأفق..
بالطبع انت تعرفين اني لست محللة وسياسية لأجاوبك بالجواب الشافي. حتى أعتى المحللين السياسيين يقفون بدهشة أمام ما يحدث في مصر الأن. لذلك, فملاحظاتي هي نابعة من تجربتي الشخصية ومتابعتي لتطور الأحداث ليس أكثر.

من ينظر لمصر, منذ أعوام قليلة سابقة, لا يتخيل أبداً إمكانية تطور الصراع ليصل للمرحلة الحالية. أذكر جيداً أيام الجامعة, عندما كان عدد المهتمين بالعمل السياسي لا يتخطى أبداً عدد الأصابع الواحدة. مع تبدل الوجوه كمان. يعني الحالة كانت راكدة وحقيرة لأقصى درجة ممكن تتخيليها. المجنون منا, أو الباحث عن البطولة هو الذي يتهور ويهتف ضد مبارك شخصياً, ليختطفه أمن الدولة في نفس اليوم أو ربما نفس الدقيقة. وأذكر أيضاَ اننا كنا نبحث عن محامي ليحضر معه التحقيق بصعوبة, برغم التعذيب والضرب الذي تعرض له الكثيرين في ذلك الوقت.

في تلك المرحلة, النصف الثاني من التسعينات أقصد, لم نتخيل أبداً أننا سنقف بلآلاف في قلب ميدان التحرير لنهتف بكل ثقة "يسقط يسقط حسني مبارك". الصادم أكثر وأكثر, هو حركة القضاة التي كنا نتابعها منذ البداية ولم نتوقع أيضاً أن تتصاعد بهذا الشكل. انا وبرغم طبيعتي المتفائلة - مش طول الوقت يعني :rolleyes: - كنت مقتنعه بأن مشاكلهم مع النظام, خصوصاً وأنهم من أهم أركانه, سيتم حلها في هدوء ببعض المكاسب المهنية وكان الله بالسر عليم.

أخجل من قصر نظري هذا لكني أعترف به لأنه يثبت عملياً أن حركتنا من أجل التغيير والتي بدأت بدعوة من شخصيات مكرورة وأعداد قليلة جداً تطورت في عام واحد بدرجة كبيرة وأصبح من العادي جداً أن نشارك في مظاهرة تمتلئ بالوجوه الجديدة والمتحمسة.

كل هذا حدث في عام أو عام ونصف ليس أكثر, وهو إشارة حقيقية لأن الواقع في مصر برغم سواده الحالك, هو قادر على إنتاج حالة جماهيرية ما حتى وإن كانت مشوشة وغير منظمة حتى الأن. أحوال إقتصادية زي الزفت, الناس متبرمة جداً في الشوارع, فاقدين الأمل في أي خير قد يأتي من وراء هذا النظام, في نفس الوقت الذي بدأو فيه الإلتفات لإخوة لهم قرروا النضال ويدفعون ثمن نضالهم هذا مما يثبت بشكل أو بآخر مصداقيتهم.

لا أريد أن أبدو حالمة, لكني الأن وانا أفكر في إجابة على سؤالك, أتساءل أنا أيضاً, هل كنت أتوقع أو غيري يتوقع أن يحدث في الشوارع مايحدث فيها الأن؟؟ لماذا إذاً لا نبذل أقصى مجهود لتصبح السنوات القادة أجمل وأجمل؟؟!

النظام المصري يعاني من حالة من عدم المصداقية والترهل والفساد, العنف الشديد وغير المبرر في الكثير من الأحيان والذي هو دليل ضعف وليس قوة. هذا الترنح موحي جداً بالسقوط, ومرحلة منطقية قبله. أعتقد أن أيام مبارك الأخيرة إقتربت جداً.

لا أستطيع أن أجزم بأن ثورة جماهيرية ستخرج لتقلب الموازين تماماً, وإن كنت أتمنى ذلك حتى برغم عدم إستعدادنا السياسي له. لكن خطوات التغيير واضحة وما حققه المناضلون من ثقة بالنفس وبإمكانية تطوير الحركة لن يرجع بنا لسنوات "الجفاف" السياسي التي عانت مصر منها لسنوات طويلة مرة أخرى أبداً.

حتى ما إذا نجح النظام في قمع النشطاء الذين يتزايد عددهم كل يوم أو حتى تعليقهم على المشانق, ستبدأ حركة جديدة من نشطاء آخرون تبني حركتها على مكاسب كفاية وغيرها من حركات التغيير وهذا في حد ذاته تطور ما.

بعد اربع سنوات, قد تكون الحركة تطورت جماهيرياً, أو قد نكون في السجون, أو حتى تعبنا وتكونت نواة جديدة لحركة جديدة أقوى وأكثر تأثيراً. لكننا بالتأكيد, لن نعود لنقطة الصفر.


لي عودة بتحليل أقل رومانسية :emb: , لأتحدث عن الإخوان..


لمرورك الجميل سكيبتك.. :h:




العزيز وضاح رؤى..
لم أتهمك بشيء في ردي على المقال المنقول, لك مني كل إحترام وتقدير. وشكراً لمرورك..

(f)