{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #71
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER]تابع: ما هي العلاقة بين الدين و العلم؟ تناقض أم إتفاق أم لا يتقاطعان أبدا؟ و هل يمكن جمع كافة الأديان بسلة واحدة؟

2- المنتجات الدينية:

و أول إحتكاك يقابلنا بمجرد مغادرتنا لمحور الأديان "فكرة وجود الله" متجهين للمنتجات الدينية (الكتب السماوية و في الإسلام الحديث) لا يزال يتعلق بهذا الفرض الميتافيزيقي "فرض الله و ما أتبعه من كائنات ميتافيزيقية أخرى موازية مثل الملائكة و الشياطين و الجن و الروح ..إلخ".

ففي الكتب السماوية تتفاعل هذه الكائنات بالضرورة مع العالم الواقعي المادي الذي نعيشه و تتدخل بإرادتها بالتغيير و التبديل بمسار الأحداث - و الظواهر الطبيعية - بل و المادة ذاتها.
فهي تسبب الأمراض تارة - و تشفي منها أخرى و تدفع بالسحب لكي تنزل الأمطار - و تتدخل بالحياة الإنسانية بالسلب و الإيجاب و الضرر و النفع المادي و المعنوي - بل و تصل بتداخلها لتتزوج منا أو تأكل معنا ... إلخ.

و بتعبير آخر فهذه الكائنات الميتافيزيقية - الامادية - تتداخل في السلسلة السببية للمادة - أو القوانين التي تحكم العلاقات المادية.

لم تكن هذه العلاقة لتمثل مشكلة بزمن أول التعامل بهذه الكتب السماوية حيث إعتاد الإنسان التعويض عما لم يستطع فهم علته من الظواهر الطبيعية المختلفة و هذا بأي تفسير ميتافيزيقي يملأ المجهول الذي لا يستطيع سبر غوره ( وهو وضع غير محتمل نفسيا للبشر) - هذا من جهة - و ليأمل البشر أن تتدخل هذه الكائنات لصالحه في الطبيعة من حوله ( و بخاصة في الظواهر الطبيعية المخيفة أو الإحتياجات الملحة مثل الماء و الطعام) هذه من جهة أخرى.

و بتعبير آخر أيضا - حين عجز الإنسان عن تتبع السلسلة السببية و العلاقات العلية للمادة - فقد إستعاض عن تلك الحلقة المفقودة بالسلسلة بالتفسيرات الميتافيزيقية - و هذا من معينه اللانهائي من إحتمالات خياله الميتافيزيقية.

و قد إختلفت الظواهر الطبيعية القاهرة و الإحتياجات المادية الملحة من بيئة لأخرى - و تباعا إختلفت التفسيرات و الكائنات الميتافيزيقية في طبيعتها و الدور الذي تقوم به في العالم المحيط بهذه البيئة.

ففي مصر النيل - المجتمع الزراعي - حين عجز المصريون عن معرفة منبع شريان حياتهم - نهر النيل - الذي أمدهم بمقومات حياتهم كما أمدهم بالدمار أحيانا متمثلا في الفيضانات - حين عجز المصري القديم عن تتبع النهر شديد الطول بمقاييس عصرهم - إفترضوا منابعه في نهاية العالم و أن ما يجريه و يتحكم به هو أحد الآلهة الذي إستوجب إسترضاءه بإنتظام لإستجلاب خيره و إتقاء غضبه.

و في بيئة الجزر حيث كل شيء يتمحور حول البحر - حين عجز السكان المحليون لأحدى قبائل جزر أمريكا الجنوبية عن تبين العلاقة بين النشاط الجنسي و حمل النساء - إفترضوا أن الحمل يحدث حين نزول النساء للبحر بواسطة مخلوقات تضع الأجنة بأرحام النساء - و بالتالي كان من الطبيعي و غير المستهجن أن تحمل فتاة بدون زواج أو بعد موت زوجها.

و في الصحراء القاحلة - في شبه الجزيرة العربية - حيث يمثل ندرة الماء مشكلة مزمنة - و لعجز العرب عن معرفة سبب و مصدر تكون السحب - إفترضوا أنها تساق بواسطة الملائكة و مارسوا طقوس صلاة محددة للإستمطار.

و هذه الأمثلة من ضمن الآلاف من التفاسير الميتافيزيقية لظواهر مادية غامضة - مرتبطة بالبيئة المحيطة أو بالإحتياجات المعيشية الملحة.

الملحوظة الهامة - و بوجه عام - لم توجد تفاسير ميتافيزيقية - لما هو معلوم علاقاته المادية.
أي لم تتداخل الكائنات الميتافيزيقية كالآلهة إلا لتغطية المجهول في معرفتنا عن قوانين العلاقات المادية و علاتها. أي ما لم يمكن تتبعه بالسلسلة السببية لقوانين المادة.


و كامل المأساه يتمثل في كون العلوم الحديثة قد إكتشفت و بالتدريج هذا المجهول بمعرفة الإنسان و خبرت أسباب ما كان خافيا عليه.

أي أن العلوم قد وصلت ما مو مقطوع بالسلسلة السببية للمادة طاردة الكائنات الميتافيزيقية من أماكنها التي إحتلتها لزمن طويل و مسببة إياها للتراجع إما لما هو أبعد في نفس السلسلة السببية أو خارج العالم المادي نهائيا.

فبعد إكتشاف منابع النيل - لم يعد مناسبا أن نؤمن أن مصدره في العالم الآخر - و بعد إكتشاف قوانين الهيدروليكا ثم السيطرة عليه لم يعد مجديا تقديم القرابين له بل و لا يلزم ذلك.
و لم يعد من المعقول أن نظل نؤمن بأن الملائكة تدفع السحب أمامها حال كوننا نعلم الدورة المائية على كوكب الأرض - و أصبح من الأنسب أن نستمطر الماء بالوسائل الحديثة أو أن نبحث عن مصادر أخرى للماء بدلا من طقوس الصلاة خاصة إذا كنا نتابع الأرصاد الجوية.
و لم تعد كائنات البحر تضع أجنتها بالنساء ( و هذا بعد معرفتنا من أين تأتي بالضبط).

و لا حظ أيضا أنه لم تترك الميتافيزيقا عروشها فقط بالأماكن التي تم ملؤها بالعلوم - بل أننا و بعد أن خبرنا العلوم تعلمنا أن لا نحشوا الفراغ المعرفي بالميتافيزيقا بعد الآن - لقد نضج الإنسان و تعلم أن يصبر على الطريق الصحيح حتى و إن فشل لزمن في المعرفة.

و بالتتابع للإكتشافات العلمية تتابعت تباعا حركة الإزاحة للميتافيزيقا و مخلوقاتها - لكي تترك مكانها بكل مرة على السلسلة السببية راحلة لموضع أعلى لا تكون العلوم قد سبرت غوره بعد و هكذا دواليك - حتى الوصول للوضع الذي تخرج فيه الميتافيزيقا من العالم المادي نهائيا - مكتفية بإدعاءها أنها مجرد أصل المادة أو المحرك الأول .. إلخ.

بسبب العلوم الحديثة فقدت الكائنات الميتافيزيقية إمكانية تدخلها المباشر بالعالم - و فقدت قرابيننا و تضرعاتنا - فقد بعضها كرامته - و البعض الآخر قد مات.

يتبع ،،

05-30-2006, 06:25 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 05-30-2006, 06:25 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,784 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 23 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS