السيد عبد التواب اسماعيل تحياتي،
اقتباس: عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
أرجوا الالتزام بمنتهى الصدق مع الله ومع العقل .
سأعمل أفضل ما عندي! ولو أن هذه هي عادتي المألوفة مع الجميع. لكن يسرني أولاً أن أشكرك على طريقتك المهذبة في الطرح.
اقتباس: عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
السؤال الأول :
لماذا لا يقوم النصارى بإخضاع كتبهم المقدسة عندهم وأسفارهم أو أعمال الرسل أو غيرها إلى ما أخضعت له السنة النبوية الشريفة من تمحيص للرواة ووضع علوم لها كالسند والمتن والمرسل والمنقطع والمسانيد والموقوفات والمعنعنات والموضوعات والأكابر والأصاغر ، والصحيح والسقيم ، والجرح والتعديل ، وتمييز التصحيفات ، .. وغيرها
هل ذلك ناتج عن الثقة العمياء بأجدادهم ؟
أو لتكاسلهم ، وبحثهم عن الجاهز واعتمادهم على التخليص ، والمخلصين وخلاص !
سوف لا أحاول أن أختلف مع حضرتك حول التسمية "نصارى"، إذ أن البعض يرون فرقاً بينها وبين التسمية الموجودة في الكتاب المقدس، "مسيحيين". وسأفترض بأنك تقصد ذلك.
عزيزي عبد التواب، علينا أولاً أن نميز بين نوعين من الـ "مسيحيين":
- المسيحية الزائفة: وهي التي ألِفنا رؤيتها أينما كان في كل العالم. (يعني المسيحية بالإسم فقط ولكن تعاليمها وتقاليدها وفرائضها ممزوجة بالوثنية).
- المسيحية الحقة: وهي التي تتقيّد بالكتاب المقدس وحده وتتجنب دسّ التعاليم الكاذبة والباطلة التي تأتي من مصادر لا تنسجم مع روحه. العدد قليل جداً في العالم. ومن يتمكن الوصول والإحتكاك مع أحد أعضائها، عليه (برأيي) أن يشكر الله ألف مرة لأنه وفـّر له تلك الفرصة. لكن لا يتجاوب (وللأسف) كل الناس بالمثل!
سؤالك يا عزيزي يخبئ فكرة أنك تعتقد على الأرجح بأن السنة النبوية وكتب الرواة فقط خضعت للتمحيص. يعني وكأنك تعزل القرآن جانباً معتبراً إياه لم يُمَسّ. والواقع هذا ليس رأي أو مفهوم الجميع.
أما من ناحية الكتاب المقدس، فمخطوطاته القديمة جداً تملأ المتاحف. وصحته مشهود لها. وانسجام النسخ القديمة مع الحديثة لا ريب فيه. لكننا أمام مشكلتين رئيسيتين:
- مشكلة أنه جرى دسّ
بعض"، وليس الكثير!) والواقع يظن معظم الناس بأن ما يعلمه رجال الدين المدّعين المسيحية هو ما يعلمه فعلاً الكتاب المقدس. لقد أساؤوا كثيراً لسمعة الكتاب المقدس النقية. أما بالنسبة لهذه الكلمات القليلة أو العبارات (المعدودة)؛ نتمكن حتى نحن القراء العاديين من تمييزها. يكفي أن نقارن الترجمات ببعضها، أو حتى الذهاب إلى بعض المواقع التي تعطينا النص الأقرب إلى الأصل (باللغة الأقدم أيضاً) لمعرفتها. إليك على سبيل المثال أحد المواقع التي وجدتها بالصدفة، والذي أرى فيه قيمة لا بأس بها للعودة إليه من وقت لآخر:
http://bible.cc/
- المشكلة الثانية وهي سوء فهم المسلمون (العمدي أو اللاعمدي) لتلك الإختلافات الكثيرة والجذرية بين الكتاب المقدس والقرآن. فقد جرى اتهام الكتاب المقدس كاملاً بالتحريف، ورُفض من قائمة الكتب الإلهية في نظرهم، لكي يبقى قرآنهم هو الوحيد المعترَف به، كـ "حديدان في الميدان" وليس آخر. ومن المؤسف أن نرى تلك الفكرة مغروسة بعمق في أذهان الجميع منذ ولادتهم. مع أن أكثر من 99% منهم لم يقرأوا الكتاب المقدس ولا حتى اقتربوا منه كي يتأكدوا إن كان يوجد أساس فعلي لذلك الإدعاء أم لا.
اقتباس: عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
السؤال الثاني : أرجوا شرح كيفية أدائهم للصلوات و الطقوس الدينية المختلفة وباختصار شديد غير مخل ؟
باختصار: إن الصلوات وطريقة العبادة التي تراها في معظم الطوائف المدعية المسيحية وكنائسها ليست إلاّ مزيجاً من الطقوس الوثنية الباطلة باستعمال بعض التعابير أو الكلمات أو التسميات الموجودة في الكتاب المقدس.
اقتباس: عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
يعني مقارنة بما لدينا في الإسلام ، وبيان درجات العلماء منهم (بالدين) وكيف يتم ترقيتهم إلى أساقفة وكرادلة وغيرها.
هذه أيضاً لا أساس لها في الكتاب المقدس! كلها مستقاة من الأديان الباطلة.
اقتباس: عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
السؤال الثالث : ما هو موقف إله النصارى ـ حسب معتقدهم ـ مما يجري الأن في فلسطين وغيرها من حروب دينية ، وما جرى من حروب صليبية ، هل يدعوهم للقتال ونصرة دينه أم يتجاهلهم ولا يتدخل؟
وفي حال قيام حرب صليبية جديدة أو عقائدية ، أو حتى حرب عالمية أخرى أو حرب ثنائية بين دولتين لأي سبب كان ـ لا سمح الله
المسيحية الحقة لا تتدخل في الأمور السياسية إطلاقاً، انسجاماً مع كلمات يسوع نفسه:
اقتباس:"18: 36 اجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم – يوحنا 18 : 36.
http://st-takla.org/pub_newtest/43_john.html
إن عباد الله الحقيقيون هم مجتمع حيادي إلى أقصى الحدود. فهدفهم الرئيسي وأنظارهم تتجه إلى ملكوت (مملكة) الله برئاسة يسوع المسيح، والذي سيدير أمور الأرض قريباً جداً من مكانه السماوي. فكل الممالك والحكومات العصرية وأفعالها وخلافاتها ليست إلاّ وقتية. وعلى المسيحيين أن يبقوا حياديين كاملاً، وأن لا يؤيدوا أو يعادوا أي جانب من شقي الخلاف. البشر في كلا الطرفين المتحاربين (أو الأطراف) هم إخوة في الإنسانية، ولا يجب المساهمة (ولو قلبياً) في بغض أو قتل أحد من الطرف الآخر. إن شعار المسيحيين الحقيقيين هو "المحبة" وليس الحرب:
[QUOTE]"13: 35 بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب – يوحنا 13 : 35.
http://st-takla.org/pub_newtest/43_john.html
أسلحة المسيحيين الحقيقيين ليست أسلحة جسدية:
[QUOTE]"10: 3 لاننا و ان كنا نسلك في الجسد لسنا حسب الجسد نحارب
10: 4 اذ اسلحة محاربتنا ليست – 2كورنثوس 10 : 3 و 4.
http://st-takla.org/pub_newtest/47_kor2.html
أسلحة المسيحيين الحقيقيين هي أسلحة روحية:
[QUOTE]"6: 13 من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير و بعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا
6: 14 فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق
6: 15 و حاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام
6: 16 حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة
6: 17 و خذوا خوذة الخلاص – أفسس 6 : 13 – 17.
http://st-takla.org/pub_newtest/49_ephes.html
[quote] عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
ـ فأين مخزونهم من تأييده لهم كما نجد في قرأننا :
{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ }آل عمران160
قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ، وغيرها من عشرات الأيات.
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم"
لا علاقة بين الكتاب المقدس والقرآن. فلكل منهما إله مختلف.
اقتباس: عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
هل يعتمدون على الدعاية الوطنية والأمريكية والصهيونية ومن والاهم من العرب التابعين فقط ؟
الدعايات والروح الأميركية والصهيونية هي أيضاً جزء مما يسميه الكتاب المقدس بـ "
العـالم". العالم الذي يوجهه إلههم إبليس ويقودهم إلى الفناء السريع والأكيد على يد ملكوت الله برئاسة يسوع المسيح:
اقتباس:" 2: 15 لا تحبوا العالم
2: 16 لان كل ما في العالم شهوة الجسد و شهوة العيون و تعظم المعيشة ليس من الاب بل من العالم
2: 17 والعالم يمضي و شهوته – 1يوحنا 2 : 15 – 17.
http://st-takla.org/pub_newtest/62_joh1.html
[quote] عبد التواب اسماعيل كتب/كتبت
السؤال الرابع :
ماهو موقف الكتاب أو الكتب المقدسة من أية حرب بين جماعتين مسيحيتين إحداهما باغية على الأخرى وقد تكون منحرفة أو ضالة عن تعاليم مسيحهم ، مثلا حرب أمريكا أو أوربا ضد يوغسلافيا، أو حروب بريطانيا ضد الجيش الايرلندي ، أو الحروب العالمية بين أطراف مسيحية . هل إدارة الخد الأيسر فقط ؟ أو رد العدوان؟ أو السكوت حتى ينتصر أحدهما؟
لا يوجد في الكتاب المقدس ما يسمى حرب جماعتين مسيحيتين. فوجود خلاف يعني أنهما ليستا بمسيحيتين بل أيضاً جزء من الـ "
عالم" الذي يوجهه الشيطان إبليس!
أخيراً عزيزي عبد التواب أرجو أن أكون قد أجبت على تساؤلاتك بطريقة مرْضية.
مع أفضل تمنياتي ..